القدس - عبد الرؤوف أرناؤوط: قالت الأمم المتحدة، إن 85% من أراضي قطاع غزة تخضع حالياً لأوامر نزوح أو تقع ضمن مناطق عسكرية، وهو ما يعوق بشدة قدرة المواطنين على الحصول على الدعم الإنساني الأساسي، وقدرة العاملين بمجال الإغاثة على الوصول إلى المحتاجين.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تقرير له، أمس، إلى أنه "نزح أكثر من 714 ألف شخص، أو ثلث سكان غزة، خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
وبيّن أنه "في الفترة بين 25 حزيران الماضي و2 تموز الجاري، أصدر جيش الاحتلال ثلاثة أوامر تهجير لأجزاء من محافظات خان يونس ودير البلح وشمال غزة وغزة، وتغطي الأوامر مجتمعة 14.4 كيلومتر مربع، وأفادت مجموعة إدارة المواقع (SMC) بأن 28660 شخصاً نزحوا في الفترة بين 29 و30 حزيران".
وأضاف: "منذ 18 آذار، أصدر الجيش 50 أمراً بالتهجير، ما وضع حوالى 282.4 كيلومتر مربع تحت أوامر التهجير (78% من مساحة قطاع غزة)".
وتابع: "وفقاً لمجموعة إدارة المواقع، نزح أكثر من 714000 فلسطيني في غزة في الفترة بين 18 آذار و1 تموز. ومع عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، لجأ العديد من الأشخاص إلى مواقع النزوح المكتظة والملاجئ المؤقتة والمباني المتضررة والشوارع والمناطق المفتوحة".
وذكر أن "الغزيين حُصروا في مساحات تتقلص باستمرار؛ اعتباراً من 2 تموز، أصبح 85% من قطاع غزة يقع ضمن المناطق العسكرية الإسرائيلية أو تحت أوامر التهجير (وهي متداخلة إلى حد كبير) منذ 18 آذار".
ولفت إلى أنه "منذ 18 آذار الماضي، صعّدت قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على قطاع غزة، ووسّعت نطاق عملياتها البرية، ولا تزال تُبلّغ عن هجمات على الخيام والمدارس التي تؤوي النازحين، وعلى الأشخاص الذين يحاولون الحصول على الغذاء، وقد أسفر ذلك مجتمعاً عن سقوط مئات الضحايا، واستمرار تدمير البنية التحتية المدنية، ونزوح واسع النطاق".
وقال: "يواصل الجيش شن هجمات عسكرية مكثفة على منطقة المواصي غرب خان يونس، ويبدو أن الكثير منها يستهدف الخيام المؤقتة مباشرة، ويقتل عائلات بأكملها، بينما يأمر الفلسطينيين من أجزاء أخرى من غزة بالانتقال إلى "ملاجئ معروفة" (في المواصي)".
وأضاف: "تضاعف عدد سكان المواصي، وهي منطقة تبلغ مساحتها حوالى 9 كيلومترات مربعة، بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من حوالى 115000 إلى أكثر من 425000، وذلك بسبب استمرار إصدار أوامر التهجير وتكثيف العمليات العسكرية في رفح وخان يونس".
وتابع: "تقدر الكثافة السكانية حالياً بـ48000 شخص لكل كيلومتر مربع، يعيش جميعهم تقريباً في خيام مؤقتة مجمعة بمواد أساسية للغاية".
وبيّن أنه "في الفترة بين 18 آذار و16 حزيران، سجل مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان 112 هجوماً على المواصي، ما أدى إلى مقتل 380 شخصاً، بينهم 158 امرأة وطفلا على الأقل".
وأشار إلى أنه "بين 26 حزيران و1 تموز أفادت التقارير باستهداف ما لا يقل عن 10 مدارس تؤوي نازحين، بما في ذلك مدرستان تلقتا تحذيراً قبل استهدافهما. وأسفرت الهجمات عن مقتل 29 شخصاً وإصابة وتشريد عشرات العائلات. إلا أن العديد من العائلات عادت إلى بعض المدارس المتضررة نظراً لعدم توفر ملاجئ بديلة".
0 تعليق