أكد اللواء المهندس بسام بن زكي عطية، مستشار رئاسة أمن الدولة، أن المواطنة الواعية تمثل صمام أمان للأمن الوطني ومرتكزًا رئيسيًا لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشددًا على أن ترسيخ القيم الوطنية والانتماء لدى الأجيال الناشئة ضرورة لمواجهة التحديات الفكرية والأمنية المتجددة.

جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها بعنوان "الأمن الوطني والمواطنة الواعية" ضمن فعاليات ملتقى الوعي الفكري "المواطنة الواعية" والمعرض المصاحب، الذي نظمته الإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان، برعاية من أمير المنطقة، في مركز الأمير سلطان الحضاري بمدينة جيزان، وبحضور واسع من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والمهتمين بالشأن التربوي والفكري.

ثلاثة محاور

استعرض اللواء عطية خلال اللقاء ثلاثة محاور جوهرية:

المحور الأول: مفهوم الأمن الوطني وأبعاده الشاملة (السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، السيبراني)، مبينًا أن استقرار الدولة مرهون بتكامل هذه الأبعاد في ظل بيئة إقليمية ودولية مليئة بالتحديات، مثل النزاعات السياسية، والأزمات الاقتصادية، والتحولات التكنولوجية السريعة.

التحديات المعاصرة

في المحور الثاني تحدث اللواء بسام عطية عنالتحديات المعاصرة التي تهدد الأمن الفكري، من بينها التطرف، والحروب السيبرانية، وخطورة التأثير السلبي لوسائل الإعلام ومنصات التواصل، مشددًا على ضرورة اليقظة المجتمعية والوعي الفردي للتعامل مع هذه المخاطر بوعي ومسؤولية.

مقاعد التعليم

أما المحور الثالث فتحدث فيه عن دور المواطنة الواعية في تعزيز الأمن، مؤكدًا أن بناء جيل يحمل قيم الانتماء، ويتفاعل إيجابيًا مع المتغيرات، يبدأ من مقاعد التعليم ويستند إلى برامج تربوية تعزز الهوية الوطنية وتكرّس القيم.

التعليم أساس الأمن المجتمعي

وأشار اللواء عطية إلى أن المملكة، بتاريخها العريق ونهجها الحكيم، تمكّنت من ترسيخ الأمن والاستقرار، وتواصل جهودها لتحقيق التنمية المستدامة ونشر السلام إقليميًا ودوليًا، انطلاقًا من رؤيتها الحضارية التي تستهدف الازدهار الاقتصادي، والتموضع الدولي الفاعل، مع الحفاظ على ثوابتها العقدية والوطنية.

ونوّه بالدور الحيوي الذي يقوم به التعليم في غرس قيم المواطنة الصالحة، داعيًا إلى تطوير المناهج والأنشطة التعليمية لترسيخ الوعي الفكري ومواجهة التحديات الثقافية والفكرية المتزايدة للتكامل الوطني.

وفي ختام محاضرته، دعا اللواء بسام عطية إلى تضافر الجهود بين المؤسسات والمجتمع لبناء جيل واعٍ، قادر على حماية مكتسبات الوطن والإسهام الفاعل في تحقيق رؤية المملكة 2030، مؤكدًا أن المملكة ستظل، كما كانت، أرضًا للسلام ومنارة للتقدم.

سلسلة مبادرات

وقد شهدت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أشادوا بثراء الطرح وعمق الرسائل الوطنية التي حملها، مؤكدين أهمية الملتقى في رفع مستوى الوعي الوطني وترسيخ قيم الانتماء.

يُشار إلى أن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها إدارة تعليم جازان لتعزيز الأمن الفكري وترسيخ المفاهيم الوطنية في البيئة التعليمية، بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة لبناء مجتمع وطني متماسك ومزدهر.