عاجل

عقارات دبي تواصل مسار الارتفاع - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

إسماعيل الحمادي

مسار أسعار العقارات في دبي، يشير إلى أن السوق سجل ارتفاعاً ملحوظاً في متوسط أسعار القدم المربعة، خلال الفترة الممتدة من مارس/ آذار 2024 إلى مارس 2025، حيث ارتفع متوسط سعر القدم من 1325 إلى 1534 درهماً، محققاً نمواً سنوياً قدره 15.8%، وهذا حسب بيانات عقارية مطلعة على حركة السوق.
يأتي هذا الارتفاع مدعوماً بطلب قوي ومستمر من المستثمرين والمقيمين، في ظل استمرار جاذبية الإمارة كمركز إقليمي للأعمال والسكن والاستثمار العقاري طويل الأمد.
وتشير البيانات إلى أن جزءاً كبيراً من هذا النمو يعود إلى الانتعاش الواضح في قطاع العقارات الفاخرة، الذي بات يهيمن على حركة الطلب. مناطق مثل نخلة جميرا، ووسط دبي، وتلال الإمارات، تشهد معدلات إشغال مرتفعة واهتماماً متزايداً من المشترين الدوليين، خاصة من أصحاب الثروات العالية، فضلاً عن ذلك يركز مشترون محليون على شراء عقارات في نخلة جبل علي وجزر دبي، بناءً على نظرة مستقبلية، لتغير منحى التركيز على موطن العقارات الفاخرة في دبي مستقبلاً، حيث ستكون هاتان المنطقتان، إلى جانب مناطق أخرى تصنف حالياً من المناطق الواعدة للعقارات الفاخرة، مثل بعض المشاريع، التي تقع خصيصاً على طول ضفاف قناة دبي المائية شاملة كل المناطق، التي تمر بها.
أضف إلى ذلك المناطق الجديدة المرتقبة، والتي ستدخل مجال المنافسة لاحقاً منها شارع الشيخ زايد، هذه الفئة من المناطق توفر قيمة استثمارية عالية على المدى الطويل، فضلاً عن بيئة معيشية راقية وخدمات متكاملة لا تزال تشكّل عنصر جذب رئيسياً، وبالتالي فلا مجال لتوقع تراجع أو انخفاض أسعار العقارات فيها.
في رحلة تسلسلية لمراقبة حركة الأسعار، خلال كل شهر طوال الفترة الممتدة من مارس 2024 إلى شهر مارس 2025، ارتفع متوسط الأسعار بنسبة شهرية بين 0.5% و2.4%، وتم تسجيل أعلى نسبة نمو شهرية، في شهر أغسطس/ آب 2024، قدرت ب2.4%، فيما سجل شهر يناير/ كانون الثاني 2025، تراجعاً طفيفاً في الأسعار بنسبة 0.60%، وهو الانخفاض الشهري الوحيد في هذه الفترة.
وتتجه التوقعات نحو استمرار الاتجاه التصاعدي للأسعار، ولكن بوتيرة محسوبة، وتُقدّر الزيادة المتوقعة في متوسط الأسعار، خلال العام 2026، بنسبة تتراوح بين 8 و12%، وفقاً لتقديرات مكاتب دراسات السوق، بدعم من زيادة في الطلب وإطلاق مشاريع جديدة، وتنامي ثقة المستثمرين بالقطاع، وعدم تضرر الاقتصاد الإماراتي من موجة المد والجزر التي يشهدها سوق الرسوم الجمركية عالمياً.
مع استمرار المطورين في طرح المشاريع النوعية بمختلف مناطق دبي، بما فيها المناطق الفاخرة، فهذا لن يؤثر في المنحى التصاعدي للأسعار كون الطلب، أصبح أعلى خاصة فيما يتعلق بالمشاريع ذات المواصفات العالية، التي تتطلب محافظ مالية ضخمة ومدة زمنية طويلة لإنجازها، مقارنة بالمشاريع العادية في جميع الأحوال، تظل المؤشرات إيجابية ومعززة للثقة بالقطاع، وهناك حالة من النضج والاستقرار، ومع ذلك لا يخلو السوق من بعض التحديات المحتملة، التي قد تؤثر في وتيرة النمو، أبرزها، زيادة وتيرة المنافسة بين المطورين العقاريين، الأمر الذي قد يضغط على جودة المشاريع والهوامش الربحية، مما قد يؤثر في استدامة الأسعار في بعض المناطق، وذلك لأن مفهوم النمو اليوم بسوق العقارات أصبح يرتبط بجودة المشروع وموقعه وطبيعة الخدمات التي يقدمها، حيث إن الجيل الجديد من المستثمرين أصبح أكثر وعياً وانتقائية في المشاريع. وهذه النقطة يجب أخذها بالاعتبار من طرف المطورين، والتركيز عليها جيداً في خطط مشاريعهم المستقبلية بالسوق، ليواصل سوق دبي العقاري، تأكيد موقعه كأحد أكثر الأسواق ديناميكية واستقراراً في المنطقة.
*المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «الرواد للعقارات»

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق