فعاليات الصيف في الإمارات ترفع استخدام بطاقات الائتمان - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

دبي: عمرو يسري

أكد خبراء مصرفيون واقتصاديون، أن هناك ازدياداً لافتاً في استخدام البطاقات الائتمانية، تزامناً مع بدء موسم الفعاليات، والعروض والخصومات المغرية، إضافة إلى سفر العديد إلى خارج الدولة، الأمر الذي يدفع الكثيرين لاستخدام البطاقات الائتمانية لتمويل نفقات السفر، لافتين إلى أن هذه الإغراءات تزداد أيضاً مع ما تقدمه البنوك، من عروض مشجعة على اقتنائها، كما أن ارتفاع الشراء والدفع بها، يشير إلى زيادة الاعتماد على هذه الوسيلة، وكذلك زيادة قيمة المبالغ التي يتم الإنفاق بواسطتها.

تشهد دولة الإمارات مع دخول موسم الصيف، انطلاق مواسم التسوق والفعاليات الترويجية، ومع ارتفاع حرارة الطقس، ترتفع كذلك وتيرة العروض ومعها حماسة الإنفاق والشراء، حيث تتحول المتاجر ومراكز التسوق الكبرى، إلى ساحات مكتظة بالخصومات والفعاليات، وتسجل البطاقات الائتمانية حضوراً لافتاً كوسيلة الدفع المفضلة لدى المستهلكين، مدفوعة برغبة جامحة في اقتناص هذه العروض قبل انتهائها، خاصةً في شراء الهدايا والعروض الترويجية، وتذاكر الطيران.

تقسيط متاح

قال أحمد عرفات، الخبير المصرفي، «في فترة الصيف يزداد إقبال الأفراد على السفر لقضاء الإجازات، سواء لزيارة بلادهم أو للاستجمام، ما يدفع الكثيرين لاستخدام البطاقات الائتمانية لتمويل نفقات السفر، وتبدأ هذه النفقات من شراء تذاكر الطيران إلى تجهيز مستلزمات الرحلة، وصولاً إلى شراء الهدايا للأهل والأصدقاء، وساهمت العروض التي تتيح تقسيط المشتريات على أربعة أو ستة أشهر دون فوائد، في تشجيع العملاء على الإنفاق، حيث أصبحت العملية أسهل وأكثر مرونة، ومع هذه التسهيلات والعروض، أصبحت البطاقات تستخدم بكثافة، خلال الصيف، حتى أصبح البعض يعتمد عليها بشكل كبير، ثم يقوم بتسديد المبالغ بعد العودة من الإجازة».

وأضاف «من الأفضل أن يضع الشخص خطة مالية مسبقة قبل موسم الصيف، خاصة إذا كان ينوي استخدام البطاقة الائتمانية، خلال هذه الفترة، فعلى سبيل المثال، يمكنه البدء قبل الصيف بشهر على الأقل في تجهيز رصيده، وذلك من خلال تسديد المبلغ المستحق على البطاقة شهرياً، مع إضافة مبلغ إضافي كإيداع لا يقل عن 1000 إلى 2000 درهم، فإذا كان يستخدم 2000 درهم شهرياً، وكان رصيده الأصلي 5000 درهم، يفضل أن يودع 2500 أو حتى 3000 درهم بدلاً من المبلغ المستحق فقط، ليكون رصيداً إضافياً، بهذه الطريقة، يصل إلى الشهر السابق للصيف، وهو يمتلك مبلغاً جيداً، يساعده على شراء الاحتياجات الكبيرة أو العروض الموسمية بسهولة، وكأنه قام بإعداد حساب توفير خاص لفصل الصيف، وهو أسلوب ذكي ومفيد، لتفادي أي ضغوط مالية مفاجئة».

وأشار عرفات إلى «إن تأخر العميل عن سداد مستحقات بطاقة الائتمان لأكثر من شهر، يعتبر بمثابة إنذار سلبي يسجل عليه، وقد يدرج في تقارير الاتحاد للمعلومات الائتمانية، مما يؤثر سلباً في سجله الائتماني وتصنيفه»

عروض وخصومات

قال إبراهيم البحر، خبير التجزئة ومدير شركة البحر للدراسات والاستشارات، «يشهد موسم الصيف في الإمارات ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام البطاقات الائتمانية، تزامناً مع انطلاق مهرجانات التسوق والفعاليات الكبرى، مدفوعاً بالعروض المغرية، التي تقدمها المراكز التجارية، إلى جانب الخصومات الواسعة التي تجذب المستهلكين، كما تزداد الإغراءات أيضاً، مع ما تقدمه البنوك من عروض مشجعة، هذا التلاقي بين عروض البنوك والمراكز التجارية، يعزز الإقبال على الشراء بواسطتها، حيث يشعر المستهلك بأنه يستفيد من الجهتين، ويشير ارتفاع الشراء والدفع بها، إلى زيادة الاعتماد على هذه الوسيلة، وكذلك زيادة قيمة المبالغ التي يتم إنفاقها باستخدام هذه البطاقات، ويثير تساؤلات حول السلوك الاستهلاكي، وإلى أي مدى يدار هذا الإنفاق بوعي مالي يراعي الالتزامات المستقبلية للأفراد».

إنفاق عالٍ

أضاف البحر «مع ازدياد الاعتماد على البطاقات، تصبح الحاجة ماسة لإدراج مهارات الإدارة المالية الشخصية، ضمن الثقافة العامة، حيث إن التحدي يكمن في قدرة الأفراد على إدارة ميزانياتهم بحكمة، فالعروض المغرية، تدفع البعض إلى إنفاق يفوق طاقتهم، فالبطاقة نفسها لا تشكل خطراً إن أحسن استخدامها، المشكلة تبدأ حين يتعامل المستهلك معها كمال إضافي، بدلاً من أن تكون وسيلة دفع مريحة».

ونصح البحر المستهلكين، بعدم الإفراط في استخدام البطاقات الائتمانية، والانسياق وراء إغراءات التسوق خلال قضاء العطلات، ووضع الأولويات المالية أولاً، وتخصيص ميزانية للمصاريف الأساسية، ثم التفكير في الشراء، وفق الحاجة والقيمة الحقيقية للمنتج، ويجب أن يكون القرار الاستهلاكي مبنياً على وعي مالي، لا على الانجراف وراء العروض فقط.

لهيب العروض

قال الدكتور جمال السعيدي، الخبير الاقتصادي في شؤون المستهلك، «مع حلول فصل الصيف في دولة الإمارات، لا يشتد لهيب الطقس فقط، بل ترتفع كذلك حرارة الإنفاق الاستهلاكي، في مشهد بات يتكرر سنوياً، مع انطلاق مواسم التسوق والخصومات الكبرى، والفعاليات الترفيهية المتنوعة، التي تحفز المستهلكين على الشراء، وأصبحت البطاقات الائتمانية، هي السلاح الأول بيد المستهلك، ما أدى إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في معدلات استخدامها، خاصةً خلال موسم الصيف».

وأضاف «إن التسهيلات الكبيرة في الحصول على البطاقات الائتمانية، والعروض والخصومات الجذابة، تسهم في تكريس هذه الظاهرة، وتعزز من الإنفاق بها، إلى جانب ضعف الثقافة المالية، لدى بعض الفئات المجتمعية، خاصةً الشباب، الذي يفضل الدفع بها، لكنها قد تتحول إلى فخ إذا لم تستخدم بوعي، وفي بيئة تجارية حيوية، مثل دولة الإمارات، حيث التسوق شديد الجاذبية، والشراء سهل بضغطة واحدة، يبقى الوعي المالي، هو خط الدفاع الأول لحماية الدخل، والاستقرار النفسي والأسري».

ارتفاع الديون

أضاف السعيدي «تشير البيانات إلى ارتفاع لافت في معدلات استخدام البطاقات الائتمانية، لاسيما في السنوات الأخيرة، حيث أصبح العديد من المستهلكين يعتمدون عليها ليس فقط في المشتريات الضرورية، بل كذلك في تغطية النفقات اليومية والسحب النقدي الطارئ، هذا التوسع في الاستخدام يقابله ارتفاع في مستوى الديون، الأمر الذي ينعكس سلباً على التصنيف الائتماني للأفراد، ويتسبب في ضغوط نفسية وأسرية».

ونصح السعيدي المستهلك قائلاً: لا تجعل بطاقتك الائتمانية تدفع ثمن رغباتك المؤقتة، اشترِ بعقلك لا بعينيك، ضع ميزانية محددة قبل دخول أي مركز تسوق، سدد كامل المستحقات شهرياً، تجنب العروض التي تشترط استخدام البطاقات الائتمانية، خطط للشراء قبل المواسم.

استراتيجيات تسويق

قال ناصر صايمة خبير التسويق «يعد الارتفاع الملحوظ في معدلات الشراء والدفع بالبطاقات الائتمانية، خلال موسم الصيف في دولة الإمارات، نتيجة مباشرة لاستراتيجيات تسويق موسمية متكاملة وذكية، تنفذها العلامات التجارية ومراكز التسوق الكبرى، بالتعاون مع البنوك وشركات الدفع، فموسم الصيف يشكل موسم الذروة للعروض الترويجية، حيث تنطلق حملات تسويقية واسعة النطاق مثل «مفاجآت صيف دبي»، وغيرها من المبادرات، التي تجمع بين التخفيضات الجاذبة، والفعاليات العائلية والترفيهية، هذه الحملات لا تقتصر على الأسعار فقط، بل تقدم ضمن تجارب متكاملة، تسعى إلى زيادة مدة بقاء المتسوق في المركز التجاري، وتعزيز القيمة لكل عملية شراء».

وأضاف «إن السفر الخارجي خلال العطلات الصيفية، يفتح مجالاً لحملات تسويق عابرة للحدود، حيث تستهدف شركات الطيران والفنادق، وشركات التجارة الإلكترونية ذلك من خلال خصومات حصرية عند استخدام البطاقة الائتمانية أثناء السفر».

وأوضح «إن أبرز الأدوات التسويقية المستخدمة، خلال هذه الفترة، هي الحملات المشتركة بين العلامات التجارية والبنوك، والتي تروج لعروض حصرية، على البطاقات الائتمانية تشمل استرداداً نقدياً، تقسيطاً بدون فوائد، أو دخول سحوبات على جوائز كبرى، هذه الحملات تستهدف سلوك المستهلك، وتلعب دوراً محورياً في تحفيز قرار الشراء بشكل لحظي، وبصورة عامة، نجاح هذه الحملات يعكس نضج السوق الإماراتية من الناحية التسويقية، وقدرتها على خلق منظومات عروض موسمية متكاملة ترتكز على البيانات والتحفيز السلوكي».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق