ضرورة الانتباه - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
أقدمت إحدى السيدات على خلع زوجها بعد سنوات طوال، وحين سُئلت عن سبب خلع زوجها كانت إجابتها صادمة، قالت «ما صرت أحتاجه»، وأردفت لتأكيد عدم الاحتياج لزوجها بأن لديها الاستقلال المادي، وأنها قادرة على الخروج والدخول من غير وجع الرأس..

هذه المرأة كانت مسبباتها واهية، فهناك سيدات من زمن طويل يتمتعن بالاستقلال المادي، وقادرات على الخروج والدخول والسفر متى ما أردن، ولم يحدث منهن أن قمن بمسألة (الخلع). والمثال الذي بدأت به المقالة مثالٌ على من ليس لهن وفاء، أو من النوعيات اللاتي تم التغرير بهن للعيش في عوالم البهرجة الكاذبة، وهن نوعيات بحاجة إلى الدراسة الاجتماعية والنفسية، وهذه النوعية تضاف إلى حالات أخرى تسهم في تهشيم بنية الأسرة، وهذا التهشيم يستوجب الالتفات له قبل أن نجد أنفسنا في حالة فقر أسري. قبل شهر أو أقل كتبت مقالاً أوضحت فيه أننا كنا نرفع الأصوات سابقاً عن نسبة العنوسة المرتفعة، وغدونا الآن نقرأ عن عزوف الشباب من الارتباط الزوجي من أجل تكوين أسرة (وهي نواة أي مجتمع).. فهل سيأتي يوم نتباكى فيه من شح أفراد المجتمع؟

هذا السؤال واجهنا كرعب حتمي في ظل العنوسة أو عزوف الشباب والشابات عن الزواج.. يقول تقرير الهيئة العامة للإحصاء، إن نسبة الشباب والشابات الذين لم يسبق لهم الزواج في الفئة العمرية 15 - 34 سنة في السعودية بلغت 66.23%..

وقد فصّل التقرير في حالة الجنسين ليكشف أن نسبة 75.6% من الذكور لم يسبق لهم الزواج، بينما بلغت نسبة غير المتزوجات من الإناث في الفئة العمرية 25 - 34 سنة 43.1%.

هذه الأرقام والنسب جاءت وفق صحيفة سبق، وسواء كانت الأرقام تحمل الحقيقة أو أنها أرقام لم تفصّل في أسباب ذلك العزوف، فإن هذه المشكلة الاجتماعية تقرع جرس إنذار عما يمكن أن يصيب المجتمع من تدني نسبة الأسر السعودية، وفي هذا أخطار متلاحقة، ويستوجب هذا العزوف تصدي الجهات المعنية (الوزارات والهيئات والمراكز) والنهوض لمواجهة هذا الخطر الداهم، وتقديم الحلول مع تنفيذها مهما كانت (عويصة)، فإذا كان الشاب هو المعني بطلب الزواج وتكوين أسرة يمكن مساندته ماديّاً ومعنويّاً، وإذا كان النمط الاستهلاكي يمثل عقبة لدى الفتيات بما لا يستطيع الشاب تحقيقه لزوجة الغد، فلا بد من تدخّل أولياء الأمور في تهيئة بناتهم لتقبل أوضاع الشباب المادية، وإن لزم الأمر تهيئة الفتيات على المشاركة في بناء الأسرة ماديّاً، فالشاب بدخله يصعب عليه فتح بيت والإنفاق على كل الأمور المادية، هذا إذا كانت الفتاة راغبة في الزواج، فكيف إذا كانت نسبة الفتيات العازفات عن الزواج نسبة مرتفعة، فتصبح كل الخطوات المساندة للشاب ليس منها جدوى. إذاً كيف يمكن حل معضلة كلما سددنا فيها فرجة انفتحت فرج أخرى؟

والصخرة الكبيرة التي يجب إزالتها تتمثّل في أن الشاب والشابة ليس لديهما في بعضهما البعض ثقة، وهي النسبة المضمرة وغير المعلنة.

أعود للقول، إن بناء كيان الأسرة أخذ في التزعزع من جهات عدة، وعلى الجهات المعنية تدارك أسباب اهتزاز هذا البناء، ومع سرعة المعطيات المادية والتقنية علينا التنبّه لما هو أهم من أي شيء آخر، فالأسرة ومتانتها هي الداعم الأساس في نهضة ونمو المجتمع.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق