فهل اتخاذ قرار مصيري كالانفصال حق مشروع لطرف دون الآخر؟، أم أن الإنصاف والاحترام يفرضان إشراك الطرف الآخر، لا في القرار فقط، بل في مقدماته أيضاً؟.
من حق كل إنسان أن يقيِّم علاقته مع الآخرين، والابتعاد حين يشعر بأنها تستهلكه أو تُضعفه، وهذا لا يعني ممارسته ذلك من موقع التخفي والمراقبة، وكأن العلاقة ساحة اختبار سري، فحين تُمنح مهلة دون علم الشريك، تصبح النوايا غير واضحة، ويتحول القرار من كونه تصرفاً ناضجاً إلى موقف يتقاطع مع الأنانية والخذلان.
العلاقات الصحية لا تبنى على الانتظار بصمت، بل على المواجهة بشجاعة، فالأقوياء لا ينسحبون دون تفسير، بل يمتلكون الجرأة الكافية لفتح الحوار، للتعبير عن الاحتياج، لتوضيح نقاط الألم، ويمتلكون القدرة على اتخاذ قرار ناضج بعد منح الشريك فرصة حقيقية للتغيير، لا مهلة سرية مجهولة النهاية.
أن تشرك أحداً في مخاوفك، أن تخبره بأن هناك حدوداً إن لم تحترم؛ فستضطر للمغادرة هو قمة النضج، أما أن ترحل دون مقدمات، فذلك لا يعبِّر إلا عن هروبك من المواجهة، واستخدامك لسلطة القرار كوسيلة انتقام غير معلن.
العلاقات لا تُبنى بطرف واحد، والانسحاب من العلاقة لا يجب أن يكون ثأراً هادئاً أو لعبة انتظار، بل نتيجة حوار واضح، وقرار يتّسم بالصدق والاحترام.
لنتذكّر أن الحب شراكة، والنضج في العلاقات لا يظهر في طريقة البقاء فقط، بل في طريقة الرحيل أيضاً.
أخبار ذات صلة
0 تعليق