عاجل

ليلة دامية في كييف.. هجوم روسي شامل يخلف 9 قتلى وعشرات الجرحى ودماراً هائلاً - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

24 أبريل 2025, 8:39 صباحاً

في تصعيد عسكري مباغت، هزّت العاصمة الأوكرانية كييف سلسلة انفجارات عنيفة، فجر اليوم (الخميس)؛ نتيجة هجوم روسي واسع النطاق استُخدم فيه مزيج من الصواريخ الباليستية وعشرات الطائرات المسيّرة، واستهدفت الضربات أحياءً سكنية متفرقة، محوّلة ليل العاصمة الهادئ إلى كابوس، ومخلفةً وراءها حصيلة أولية مروّعة بلغت تسعة قتلى مدنيين وسبعين جريحاً، بينهم أطفال، فضلاً عن دمارٍ واسع في المباني والبنية التحتية، ووقع هذا القصف الكثيف في وقتٍ تبدو فيه جهود السلام متعثرة، وتتزايد فيه حدّة التصريحات السياسية المحيطة بالصراع، مما يُضفي على الهجوم بُعداً إستراتيجياً وسياسياً مقلقاً.

هجوم شامل

أكّدت الإدارة العسكرية لمدينة كييف، أن الدفاعات الجوية رصدت ما لا يقل عن 45 طائرة مسيّرة، إضافة إلى صواريخ باليستية، انطلقت نحو المدينة قُبيل الساعة الواحدة صباحاً بتوقيت كييف، وتركّز القصف على خمسة أحياء على الأقل، من بينها: سفياتوشينسكي، وشيفتشينكيفسكي، وهولوسييفسكي، حيث اندلعت حرائق ضخمة في عددٍ من المباني السكنية التي تحوّلت إلى أهداف مباشرة للقصف الروسي، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".

ووفقاً لخدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، تمّ نقل ما لا يقل عن 42 مصاباً إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بعضهم في حالة حرجة، بينما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ المحفوفة بالمخاطر، في محاولة للعثور على ناجين أو انتشال جثث الضحايا من تحت رُكام المباني المنهارة، في سباق محموم ضد الزمن.

دمار وإنقاذ

مشاهد الدمار كانت صادمة؛ ففي أحد المواقع، تحوّل مبنى سكني متعدّد الطوابق إلى كومة من الأنقاض، حيث عمل رجال الإنقاذ بأيديهم العارية وبمعدات بسيطة لإزالة الرُكام، ونجحوا في انتشال امرأة مصابة كانت محاصرة، غطاها الغبار الأبيض وكانت تئن من شدة الألم.

وفي مكانٍ آخر، جلست سيدة مُسنة مصدومة، ووجهها ملطخٌ بالدماء، تحدّق في الفراغ بينما يحاول المُسعفون تضميد جراحها، في صورة تختزل حجم المأساة الإنسانية التي خلّفها القصف، فرق الإطفاء واجهت صعوبات في السيطرة على الحرائق التي اندلعت في عدة مواقع متفرقة من العاصمة.

شهادات مروعة

"سمعت انفجاراً مدوياً بعد صافرات الإنذار، وبينما كنت أحاول جمع أغراضي للذهاب إلى الملجأ، وقع انفجارٌ آخر هدم جدران المنزل وانقطعت الكهرباء"، هكذا وصفت الطالبة أوكسانا بيلوزير؛ لحظات الرعب، وقد بدت على رأسها ضمادة تنزف دماً. وأضافت بنبرة يائسة: "لا أعرف كيف سينتهي كل هذا، الأمر مخيف جداً. أعتقد أن الحل الوحيد هو إيقافهم في ساحة المعركة، فلا دبلوماسية تجدي نفعاً هنا".

أناستاسيا زورافلوفا؛ أم لطفلين تبلغ من العمر 33 عاماً، لجأت مع أسرتها إلى قبوٍ بعد أن حطم انفجار نوافذ منزلهم وتطايرت محتوياته. قالت: "كنا نائمين، وتناثر الزجاج فوقنا.. هرعنا إلى الملجأ لأنه لم يعد آمناً البقاء في المنزل"، وهذه الشهادات تعكس حالة الهلع والخوف التي عاشها سكان كييف في تلك الليلة المروّعة.

تعثر المفاوضات

ووقع هذا الهجوم العنيف بعد ساعاتٍ قليلة من ظهور مؤشرات على تعثر مفاوضات السلام، وتزامناً مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ انتقد فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ متهماً إياه بإطالة أمد "ميدان القتل"؛ لرفضه التنازل عن شبه جزيرة القرم لروسيا ضمن أيّ تسوية محتملة، واصفاً التعامل مع زيلينسكي؛ بأنه "أصعب" من التعامل مع روسيا.

في المقابل، يتمسك الرئيس زيلينسكي؛ بموقفه الثابت الذي يعد الاعتراف بالأراضي الأوكرانية المحتلة كجزءٍ من روسيا "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، وهذا التزامن بين التصعيد الميداني والتوتر الدبلوماسي يُثير تساؤلات حول مستقبل جهود السلام وإمكانية التوصل إلى حلٍ سياسي ينهي الصراع المستمر منذ سنوات، الذي يواصل حصد أرواح المدنيين وتدمير المدن الأوكرانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق