في خطوة دبلوماسية ذات طابع إنساني، سلّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسالة من زوجته، السيدة الأولى أولينا زيلينسكا، إلى السيدة الأولى الأمريكية ميلانيا ترمب خلال لقائه بالرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض، وذلك رد فعل على مبادرة ميلانيا التي وجهت فيها رسالة شخصية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دعت فيها إلى حماية الأطفال الأوكرانيين المختطفين خلال الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.
وعبرت أولينا زيلينسكا في رسالتها عن دعمها الكامل لهذه المبادرة، مشيدة بجهود ميلانيا في تسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية الحساسة، وخلال اللقاء، شكر زيلينسكي ميلانيا على رسالتها إلى بوتين، واصفاً إياها بـ«عمل إنساني حقيقي»، وأشار إلى أن رسالة زوجته موجهة لدعم هذا الجهد.
وقد أضفى تبادل الرسائل جوّاً وديّاً على الاجتماع، إذ رافق تسليم الرسالة لحظات من المزاح بين الرئيسين، عندما قال زيلينسكي مازحاً لترمب: «إنها ليست لك، بل لزوجتك»، ليرد ترمب مبتسماً: «أريدها».
تأتي هذه الرسالة في سياق الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، الذي بدأ في فبراير 2022، إذ تتهم أوكرانيا روسيا بنقل آلاف الأطفال الأوكرانيين قسراً إلى روسيا أو المناطق التي تسيطر عليها موسكو، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن هذه الأفعال تُعد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، إذ تؤثر على حياة ملايين الأطفال الأوكرانيين.
في المقابل، تدعي روسيا أن نقل الأطفال يهدف إلى «حمايتهم» من مناطق القتال، بينما تصف كييف هذه الأفعال بأنها «جريمة حرب» و«إبادة جماعية».
وسبق أن وجهت ميلانيا ترمب رسالة إلى بوتين خلال قمة ألاسكا في 15 أغسطس، دعت فيها إلى حماية براءة الأطفال ووقف معاناتهم وسط الحرب، وهذه الرسالة، التي سلّمها الرئيس ترمب شخصيّاً إلى بوتين، أثارت تفاعلاً واسعاً وأعطت دفعة إنسانية للمحادثات الدبلوماسية، بدورها، جاءت رسالة أولينا زيلينسكا لتعزز هذا الجهد، مشددة على ضرورة إعادة الأطفال المختطفين إلى عائلاتهم في أوكرانيا.
وتُعد هذه المبادرة جزءاً من حراك دبلوماسي أوسع، إذ يسعى زيلينسكي إلى تعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا، بما في ذلك دعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ويأتي هذا في وقت تشهد فيه المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا تعقيدات، مع مقترحات مثل «تبادل الأراضي» وضمانات أمنية لإنهاء الحرب، التي تواجه مقاومة من كييف وبعض القادة الأوروبيين.
أخبار ذات صلة
0 تعليق