25 أبريل 2025, 3:39 مساءً
أكد البروفيسور عوض العمري، كاتب الرأي، أن رؤية السعودية 2030، التي انطلقت قبل تسع سنوات، لم تعد مجرد طموح وطني، بل أصبحت واقعًا ملموسًا ينعكس على مختلف جوانب الحياة في المملكة، مشيرًا إلى أن التقرير السنوي لعام 2024 يُعدّ شاهدًا حيًا على ما تحقق من منجزات تفوقت على المستهدفات في كثير من المجالات.
وأوضح "العمري" أن تحقيق 93% من مؤشرات الأداء للبرامج والاستراتيجيات الوطنية يمثل دليلاً واضحًا على التزام الدولة بالتحول الشامل، مؤكداً أن هذا النجاح لم يأتِ صدفة، بل نتيجة عمل مؤسسي واستثمار طويل الأمد في الإنسان والاقتصاد والبنية التحتية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، بيّن العمري أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ أكثر من 3.5 تريليونات ريال في 2024، مقارنة بـ2.6 تريليون ريال عند إطلاق الرؤية، كما ارتفعت الإيرادات غير النفطية إلى 457 مليار ريال بعد أن كانت 166 مليارًا فقط، مما يدل على نجاح إستراتيجية تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
وفي ملف سوق العمل، أشار "العمري" إلى انخفاض معدل البطالة بين السعوديين إلى 7%، وهو أدنى مستوى تاريخي منذ بدء الرؤية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 34%، متجاوزة بذلك مستهدف 2030 البالغ 30% بست سنوات، ما يعكس التحولات المجتمعية وتمكين المرأة كشريك في التنمية الوطنية.
وفي قطاع السياحة، أوضح أن المملكة استقبلت 116 مليون زائر خلال عام 2024، متجاوزة مستهدف 2030، مما يعزز مكانة السعودية كوجهة عالمية، ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل. كما شهد العمل التطوعي قفزة نوعية بوصول عدد المتطوعين إلى أكثر من 1.23 مليون متطوع، وهو ما يُعد إنجازًا في بناء مجتمع أكثر وعيًا ومشاركة.
أما على صعيد التحول الرقمي، فأشار "العمري" إلى تقدم المملكة إلى المرتبة السادسة عالميًا في مؤشر تطور الحكومة الرقمية، ما يعكس جاهزية البنية التحتية التقنية وتحوّل الخدمات إلى أفق أكثر كفاءة وشفافية. كما ارتفع عدد المقرات الإقليمية للشركات العالمية إلى 571 مقرًا بنهاية 2024، متجاوزًا مستهدف الرؤية البالغ 500 مقر، مما يعكس ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد السعودي وبيئته الجاذبة.
واختتم البروفيسور عوض العمري حديثه مؤكدًا أن رؤية 2030 أثبتت أن الطموح لا تحدّه الأرقام، وأن العمل المؤسسي المبني على رؤية واضحة قادر على صناعة مستقبل مزدهر.
وأضاف: "كما قال الإمام الشافعي: إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ .. فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ، والمملكة اليوم لا تكتفي بالقمم القريبة، بل تجعل من طموحها نجومًا تضيء طريق المستقبل بثقة وعزيمة".
0 تعليق