عاجل

في جباليا لا طريقة للنجاة من مجازر الاحتلال - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب عيسى سعد الله:


في غضون خمس ساعات فقط، ارتكبت قوات الاحتلال ثلاث مجازر مروّعة في مناطق متفرقة من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من أربعين شهيداً ومئات المصابين.
كل هذا حصل بين الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس الماضي وحتى الساعة الرابعة عصراً.
استهلت طائرات الاحتلال سلسلة مجازرها بقصف نقطة للشرطة المدنية تقع بالقرب من سوق البلدة في الساعة العاشرة صباحاً، وذلك في ذروة النشاط التجاري، ما أدى الى استشهاد نحو 12 مواطناً وإصابة العشرات، غالبيتهم من المارة والمتسوقين والباعة داخل السوق.
وعُرف من بين هؤلاء كل من الشقيقين عبد الباري وإيهاب يحيى الدعمة في العشرينيات من عمرهما، وقد استشهدا خلال ارتيادهما للسوق للتسوق وشراء بعض الحاجيات الأساسية، وكذلك الشهيد راشد دردونة وقد جاء للسوق باحثاً عن طعام لأسرته، كما أفادت مصادر عائلية لـ"الأيام"، فيما استشهد في المجزرة ذاتها كل من، محمود العطار، وماهر مهرة، ومحمد عزام، وهم من الباعة الجائلين، إضافة الى استشهاد كل من أحمد دردونة وشادي أبو وردة وعلاء عبد الله.
وأصيب في المجزرة ذاتها أكثر من أربعين مواطناً غالبيتهم من الأطفال والمسنين الذين كانوا داخل السوق، حسب ما أفاد شهود عيان لـ"الأيام".
ووجد المسعفون والمتطوعون صعوبات بالغة خلال عمليات إجلاء الشهداء والتعرف على جثامينهم بسبب التشوهات الكثيرة، وانفصال رؤوس الكثير منهم عن أجسادهم بسبب قوة الانفجار والدمار الهائل الذي لحق بالمكان.
وأشار شهود عيان إلى أن شح السلع من السوق حال دون مضاعفة أعداد الشهداء بسبب انخفاض أعداد مرتادي السوق مؤخراً.
ولم تمضِ ساعات قليلة حتى ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أكثر دموية على بعد مئتي متر فقط من المجزرة الأولى، عندما قصفت طائرات حربية بصاروخين على الأقل، عمارة سكنية تعود للمواطن محمد عمر حمودة تعج بالنازحين ومرتادي أحد الأفراح الصامتة، ما أدى الى استشهاد نحو 25 مواطناً وإصابة أكثر من خمسين آخرين معظمهم من الأطفال والنساء.
لم يسلم المارة ومرتادو الأفراح الصامتة وبائعون متجولون وزائرون من القتل وقد تحولت أجسادهم إلى أشلاء مقطعة تناثرت على أسطح المنازل المجاورة والشوارع المحيطة، وعرف من بين الشهداء كل من، فتحية الدبور، وعواطف القرعة، والطفلتان الشقيقتان ديما وضحى محمد عمر حمودة، والشقيقتان ميرا وتغريد عبد الله حمودة، وميرفت سرار زغلول، وغادة عمر دردونة، وغنى مروان دردونة، والأشقاء فاطمة وعبير وخليل وريم محمد دردونة، ونهلة إسماعيل نبهان، وفايق مصطفى الناعوق، والأشقاء ريم وهبة ومنار محفوظ زغلول، وفاطمة مسعود الجمل، وأمل أكرم نعيمأ وأبو ثابت المطوق، وانصاف محمد حمودة، وإبراهيم حمودة، وعصام مجدي حمودة، فيما ارتكبت قوات الاحتلال المجزرة الثالثة بعد خمس دقائق فقط من المجزرة الثانية، وكانت بحق عائلة صلاح وسط شمال البلدة، وراح ضحيتها نحو ثمانية مواطنين.
شكّلت المجازر الثلاث المروعة نقطة تحول في حياة المواطنين رغم تعودهم على القتل والذبح منذ عام ونصف العام، واستشهاد أكثر من ثلاثة آلاف من سكان البلدة، وإصابة أكثر من سبعة آلاف آخرين، الا أن المجازر الأخيرة تجاوزت الخطوط الحمر، بعد أن جرى قصف سوق البلدة وأحد الأفراح الصامتة.
وفي أعقاب المجازر فرض المواطنون على أنفسهم ما يشبه الإقامة الجبرية وعدم التحرك الا للضرورة القصوى، في ظل تصاعد وتيرة المجازر وعمليات القصف التي تتعرض لها بلدة جباليا خلال الأسبوعين الأخيرين.
وارتكبت المجازر الثلاث بالتزامن مع تحليق ملحوظ ومكثف للطائرات المسيّرة الاستطلاعية والتجسسية في سماء المنطقة على ارتفاعات منخفضة جداً.
وقال مواطنون لـ"الأيام" إن الحركة في البلدة تنطوي على خطورة بالغة، لاسيما بعد استشهاد عدد كبير من المواطنين العزل خلال ممارستهم حياتهم الاعتيادية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق