مبتورو الأطراف في غزة.. لا رعاية ولا أمل مع استمرار الحرب والحصار - جريدة الكويت

0 تعليق ارسل طباعة

غزة - رويترز: كانت فرح أبو قينص تحلم بأن تصبح معلمة قبل الغارة الجوية الإسرائيلية التي أفقدتها ساقها اليسرى، العام الماضي، لتنضم الشابة (21 عاماً) إلى آلاف فقدوا أطرافاً منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
وتعيش أبو قينص نازحة في مأوى مؤقت وتحضر جلسات للعلاج الطبيعي في مركز للأطراف الصناعية بالقطاع، حيث تنتظر على كرسي متحرك فرصة لتركيب طرف صناعي قد يتيح لها بعض الحرية في الحركة مجدداً.
وقالت: "نفسي أرجع لحياتي الطبيعية زي قبل أمشي أمارس حياتي زي هيك، أكمل دراستي، وبتمنى أركب طرف وأرجع أمارس حياتي العملية".
وتعرض آلاف المواطنين في قطاع غزة لإصابات ستغيّر حياتهم لما بقي من أعمارهم. ولكن في ظل العدوان الذي جعل النظام الطبي يكاد يكون غير قادر على العمل، تتفاوت التقديرات حول عدد المواطنين الذين فقدوا أطرافاً.
وخلال آذار الماضي، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "في جميع أنحاء غزة، تشير التقديرات إلى 4500 حالة بتر جديدة تحتاج إلى أطراف صناعية، إضافة إلى 2000 حالة سابقة تحتاج إلى متابعة ورعاية".
وذكر أحمد موسى، مدير برنامج إعادة التأهيل البدني في غزة التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه تم تسجيل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص في برنامجهم، منهم 1800 شخص من مبتوري الأطراف.
ويعاني آلاف الغزيين من إصابات في العمود الفقري أو فقدوا بصرهم أو سمعهم، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأدى العدد الكبير من الإصابات إلى إبطاء وتعقيد الجهود المبذولة لتوفير العلاج.
وقال مسؤولو الصليب الأحمر: إن إدخال الأطراف الصناعية إلى قطاع غزة يمثل تحدياً.
وقال موسى: "نواجه العديد من التحديات من خلال نقص هذه المواد، ولكن نحن نعمل على خدمة هذه الشريحة بقدر المستطاع لإعادة دمجها في المجتمع".
وعلقت إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار الشهر الماضي، بعد أن استمر شهرين.
وقالت جولييت توما من وكالة الغوث (الأونروا): إن "كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد منذ أن فرضت السلطات الإسرائيلية الحصار على قطاع غزة".
وأشارت فرح أبو قينص، التي تحضر برنامج موسى العلاجي، إلى أنها لا تعلم متى ستحصل على ساق صناعية أو علاج في الخارج. مبينة أنهم طلبوا منها الانتظار لكنها لا تعرف إن كان ذلك سيحدث في وقت قريب.
وأظهرت دراسة أجراها الجهاز المركزي للإحصاء، في نيسان الجاري، أن ما لا يقل عن سبعة آلاف طفل أصيبوا منذ تشرين الأول 2023، إذ فقد المئات منهم أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم.
وقالت شذى حمدان الطفلة الصغيرة التي تبلغ من العمر سبع سنوات فقط: إنها كانت ترغب في تعلم ركوب الدراجة. وأضافت: "هو أبوي قال لي تعالي نطلع شوية نتمشى.. نحنا طلعنا وصارت القذائف تنزل علينا زي المطر وأنا أجت في رجلي قذيفة وأبوي أجت في كتفه قذيفة".
وخضعت شذى لعمليتين جراحيتين، واضطر الطبيب إلى إجراء عملية ثالثة لبتر الساق المصابة بسبب الالتهاب.
وأضافت: "حياتي أسوأ من حياتي القبل. كانت قبل الإصابة كويسة كنت ألعب وأعمل كل حاجة.. وبطلت كمان أعمل حاجة لحدا.. صرت أمشي على عكاكيز زيي زي الناس".
وقال والدها كريم حمدان: إن حالتها النفسية ساءت وهي تنتظر السفر إلى الخارج لتلقي العلاج. وأضاف: "لا توجد أطراف صناعية في غزة والحل الوحيد هو السفر للعلاج في الخارج. ونفد صبرها وكثرت أسئلتها وتبكي كل يوم. تريد أن تشعر أنها طبيعية".
ولفت إسماعيل مهر، وهو طبيب تخدير من ولاية نيويورك قاد عدداً من البعثات الطبية إلى غزة خلال الحرب الحالية وأخرى سابقة، إلى أن نقص الرعاية الكافية يعني إمكانية فقدان المزيد لأطرافهم وزيادة مساحة البتر لأطراف مبتورة بالفعل.
وقال: "أُجري أكثر من 99 بالمئة من عمليات البتر في ظروف دون المستوى المطلوب، دون أي ذنب من الأطباء من دون تعقيم مناسب ولا معدات، وأحياناً يجريها أطباء غير متخصصين عادة في مثل هذه الإجراءات".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق