27 أبريل 2025, 4:00 مساءً
أعلنت البحر الأحمر الدولية عن اكتشاف مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع "بافونا" في البحر الأحمر، تقع داخل مياه وجهة "أمالا" على الساحل الشمالي الغربي للمملكة. ويُعد هذا الاكتشاف من أبرز الاكتشافات البيئية في المنطقة، حيث ينافس بحجمه أكبر مستعمرة مرجانية في العالم، التي عُثر عليها سابقًا في المحيط الهادئ بمساحة 32 × 34 مترًا.
ويُعد المرجان المكتشف هو الأكبر من نوعه في البحر الأحمر حتى الآن، ومن المتوقع أن يصبح نقطة جذب رئيسية للسياح في وجهة "أمالا"، مما يوفر تجربة غوص استثنائية، مع ضمان المحافظة على البيئة وتقليل أي تأثيرات سلبية على النظام البيئي المحلي.
وأوضح رئيس حماية البيئة وتجديدها في البحر الأحمر الدولية، أحمد الأنصاري، أن هذا الاكتشاف الاستثنائي يجسد الأهمية البيئية الكبيرة للبحر الأحمر، إلى جانب جماله الطبيعي الفريد. وأكد أن حماية الشعب المرجانية تمثل أولوية حيوية للمجموعة، مشيرًا إلى أن هذه الشعب المرجانية العملاقة تمثل "كبسولة زمنية" تحتوي على معلومات بيئية مهمة تساعد على فهم التحولات المناخية السابقة، وتوجيه الجهود البيئية المستقبلية.
وبيّن الأنصاري أن دراسة هذا المرجان ستكون أساسية في الحفاظ على الشعب المرجانية في البحر الأحمر وحول العالم للأجيال القادمة.
وأوضح أن تحديد العمر الدقيق لهذه الشعب المرجانية يُعد أمرًا معقدًا نظرًا للظروف التقنية، وغياب معدلات نمو دقيقة لهذا النوع في البحر الأحمر، ولكن استنادًا إلى حجم المرجان وتقديرات النمو المأخوذة من المحيط الهادئ، واستخدام تقنيات التصوير الفوتوغرامتري، قُدر عمر المستعمرة ما بين 400 إلى 800 عام.
وستتواصل الدراسات المستقبلية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لتحديد العمر بدقة أكبر.
يُذكر أن الشعب المرجانية في البحر الأحمر تُعد من أكثر النظم البيئية صمودًا حول العالم، حيث تكيفت جينيًا مع درجات الحرارة المرتفعة والملوحة العالية. ويعتزم فريق الباحثين متابعة المراقبة المستمرة لهذه المستعمرة لفهم العوامل التي ساعدتها على البقاء قرونًا طويلة.
من جهتها، قالت العالِمة في "البحر الأحمر الدولية" روندا سوكا، المشاركة في اكتشاف المستعمرة:
"العثور على هذه المستعمرة كان بمثابة اكتشاف كنز طبيعي، وما يميزها هو قدرتها الفائقة على الصمود في ظل الظروف البيئية القاسية".
وأشارت زميلتها العالِمة سيلفيا ياغيروس إلى أن اكتشاف مستعمرة بهذا الحجم أمر نادر للغاية، موضحة أن جهود توثيق ورسم خريطة لهذه الشعب المرجانية جزء من مشروع "Map the Giants"، الذي يهدف إلى تحديد وتوثيق المستعمرات المرجانية العملاقة التي تتجاوز مساحتها خمسة أمتار حول العالم. ويُعد هذا الاكتشاف ثاني مستعمرة عملاقة توثّقها "البحر الأحمر الدولية" خلال الأشهر الأخيرة.
يُشار إلى أن وجهة "أمالا" ستستقبل أول ضيوفها في وقت لاحق من هذا العام، ضمن رؤية طموحة لتحويلها إلى وجهة صحية واستشفائية عالمية رائدة، مع أكثر من 1400 غرفة فندقية موزعة على 8 منتجعات فاخرة. كما تستقطب الوجهة نخبة مشغلي خدمات الصحة والعافية من حول العالم لتقديم برامج استشفائية متكاملة.
ويأتي هذا التطور بعد النجاح الكبير الذي حققته وجهة "البحر الأحمر"، التي بدأت استقبال ضيوفها في عام 2023 وافتتحت خمسة منتجعات فاخرة بالفعل.
0 تعليق