نمت أعمال التأمين بنسبة 35% في مركز دبي المالي العالمي، فيما بلغ إجمالي الأقساط المكتتبة 12.8 مليار درهم «3.5 مليار دولار» خلال 2024 عبر 125 مؤسسة عاملة في القطاع، وفقاً لتقرير توقعات قطاع التأمين العالمي 2025.
واستضاف مركز دبي المالي العالمي، مؤتمر دبي الدولي للتأمين وإعادة التأمين 2025 بحضور 1700 مشاركاً من 82 دولة، فيما نجح الحضور في تحديد مواعيد لأكثر من 6000 اجتماع بهدف إبرام صفقات.
وشهد المؤتمر، الذي استضافه المركز بالشراكة مع شركة «جلوبال ري إنشورنس»، زيادة كبيرة في عدد الحضور مقارنة بـ 2024، حيث بلغ عدد الحضور حينها 1300 مشاركاً.
وجرى تمديد فترة انعقاد الحدث لتستمر 3 أيام، مع التركيز على المستجدات والتوجهات الحديثة في القطاع، والتي تشمل تغير المناخ، والتطورات الجغرافية، والتحولات التكنولوجية، والمخاطر الناشئة، والأساليب المبتكرة لنمذجة المخاطر، وغيرها.
إمكانيات كبيرة
وقالت علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة مركز دبي المالي العالمي، في كلمتها الافتتاحية لمؤتمر دبي الدولي للتأمين، بأن المركز حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 35% في إجمالي أقساط التأمين المكتتبة، حيث ارتفعت من 2.6 مليار دولار إلى 3.5 مليار دولار عام 2024.
وكشف مركز دبي المالي العالمي بالاشتراك مع شريكه البحثي مركز «آسيا هاوس» ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، عن تقرير حصري يحمل عنوان «ترسيخ المرونة: الفرص المتاحة لقطاع التأمين العالمي».
وأشار التقرير إلى الإمكانيات الكبيرة المتاحة لشركات التأمين وإعادة التأمين، وذلك في ظل مساعي القطاع لتقليص الفجوة بين الأصول المؤمّنة وغير المؤمّنة، واستقطاب الاستثمارات اللازمة.
قوانين وأنظمة متطورة
وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: «يتمتع المركز بموقع استراتيجي قوي يمكّنه من توسيع وتعزيز دوره بقطاع التأمين في المنطقة، وذلك بفضل ما يتميز به من قوانين وأنظمة متطورة ومتوازنة. وإن البيئة المستقرة والفاعلة التي يوفرها المركز لشركات الخدمات المالية، ساهمت في تعزيز مكانة دبي كمركز قوي لشركات التأمين. ويتجلّى ذلك في الارتفاع الكبير الذي شهده إجمالي أقساط التأمين المكتتبة في عام 2024 بنسبة 35%، ليصل إلى رقم قياسي قدره 3.5 مليار دولار. ويستضيف مركز دبي المالي العالمي أكثر من 125 مؤسسة تعمل في مجال التأمين وإعادة التأمين، وندعوها إلى الاستفادة من النقاط المحورية التي تناولناها في أول تقرير شامل لنا حول الفرص المتاحة أمام قطاع التأمين على مستوى العالم».
8 تريليونات دولار
ويُركز التقرير على النمو الذي يحققه قطاع التأمين العالمي، والذي تصل قيمته إلى 8 تريليونات دولار، مدفوعاً بالطلب الكبير على قدرته في تعزيز مرونة الاقتصادات والشركات على تحمل الظواهر المناخية الحادة والهجمات السيبرانية، والتي تتسم بتزايد وتيرة حدوثها وقوتها. ويتجلى هذا الازدهار في منطقة الشرق الأوسط، حيث نما قطاع التأمين بشكل كبير بسبب الحاجة إلى تأمين تدفقات رؤوس الأموال الهائلة التي تُضخ في مشاريع البناء ومشاريع الطاقة الضخمة التي تشهدها المنطقة.
ويشهد قطاع التأمين في منطقة الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً، ويتمتع بوضع قوي يُمكّنه من الاستمرار في التوسع، وذلك بدعم من الاستثمارات الإقليمية الهائلة في مشاريع السياحة والتجزئة والبنية التحتية الضخمة التي تهدف إلى تنويع الاقتصادات وتقليل الاعتماد على إنتاج الوقود الأحفوري.
وكمثال على ذلك، تصدرت دبي قائمة المدن العالمية في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة في قطاع السياحة خلال النصف الأول من عام 2024.
ويتزايد وعي المستهلكين في المنطقة وإقبالهم على منتجات التأمين. ويعود ذلك جزئياً إلى البيئة التنظيمية المواتية التي يتمتع بها مركز دبي المالي العالمي، ما أدى إلى استقطاب المزيد من شركات التأمين الأسير وشركات تكنولوجيا التأمين (InsurTechs)، بالإضافة إلى تعزيز مكانته كمركز عالمي لوكلاء الإدارة العامة (MGAs). وتُسهم الزيادة في أعداد وكلاء الإدارة العامة في تعزيز سوق التأمين المحلية، وتوسيع نطاق الخيارات المتاحة من المنتجات التأمينية، وزيادة الإقبال على استخدام التأمين.
وتبحث شركات التأمين في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتبسيط وتسريع إجراءات معالجة المطالبات وتخصيص المنتجات والخدمات وتوزيعها. أما شركات تكنولوجيا التأمين، التي كانت تُرى سابقاً كمنافس محتمل، فإنها تتجه الآن نحو التعاون مع الشركات التقليدية لتقليل الأعباء التنظيمية وتكاليف الاستثمار. وفي الوقت نفسه، تفتح تقنية الويب 3 والأصول الرقمية المشفرة آفاقاً لنمو قطاع التأمين، مع بروز التمويل اللامركزي كاتجاه مالي عالمي رئيسي.
0 تعليق