كتب خليل الشيخ:
"دخيل الله يا عالم، ادخلوا بكفي اللي إحنا فيه وكمان نجوع ونعطش لإيمتا حنضل هيك"، بهذه العبارة صرخ المواطن بشير أبو سحويل (35 عاماً) وسط حشد من المواطنين قبالة مخبز العائلات غرب مدينة غزة، مندداً بظروف عيشه وعيش أطفاله في خيمة مقامة على الطريق العام.
وفشلت محاولات هذا المواطن المكلوم لإيجاد ما يسد فيه رمق أسرته المكونة من ثمانية أفراد بعدما عجز عن تدبير بضعة غرامات من الدقيق لصناعة الخبز الذي قال عنه إنه نفد منذ منتصف شهر رمضان الفائت.
وقال لـ"الأيام": فش مخابز، وفش دقيق، وفش مساعدات، وصارلنا شهر ونص بندور على أي شيء نطعمه لأطفالنا ومش ملاقيين"، مشيراً إلى أنه أمضى الفترة السابقة في استدانة الدقيق من المعارف ولم يعد بإمكانه فعل ذلك.
ويعاني قطاع غزة من نقص شديد في كميات الدقيق المتوفرة لدى الأسر في القطاع فيما أعلنت الوكالات الأممية وابرزها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" أن أزمة نقص الغذاء أصبحت واقعاً ملموساً.
وقالت "الاونروا" في بيان "مخازننا أصبحت فارغة وهناك عشرات الآلاف من الجائعين في قطاع غزة".
ويطالب العالم أجمع، إسرائيل بفك الحصار المفروض على قطاع غزة منذ الثاني من الشهر الماضي، ومعه تمنع إدخال أطنان المساعدات الغذائية ومستلزمات الإيواء إلى قطاع غزة.
يقول "أبو سحويل" الذي نزح من بيت حانون عقب استئناف قوات الاحتلال إطلاق النار في الثامن عشر من الشهر الماضي: إن الغارات الجوية المتلاحقة التي شنتها الطائرات حين ذاك لم تسعفه باصطحاب كيس دقيق كان بحوزته في الخيمة التي تركها، هرباً من صواريخ الاحتلال.
وتابع: نزحت إلى غرب غزة وأقمت وسط مجموعة قماش بالكاد تستر عائلتي بدون اية احتياط في الطعام ومعيشة حتى أشتري أكل لأطفالي وبانتظار استلام مساعدات.
واشتكى مواطنون كثر في أحاديث منفصلة لـ"الأيام" من غياب تام للمساعدات الغذائية بما في ذلك الدقيق وهو ما فاقم معاناتهم في تدبير ما يسد رمق أفراد اسرهم.
يقول أيمن أبو يوسف (43 عاماً): هنا جميع الناس بدون مساعدات والجميع بدبر حاله إما من تكية بتوزع عدس أو معكرونة بكميات قليلة لا تكفي لأفراد اسرهم.
ويضيف: حتى لو استلمنا العدس من التكية مفيش خبز، مفضلاً استلام المعكرونة التي يمكن تناولها بدون الخبز.
وأوضح "أبو يوسف" الذي نزح من منطقة الشعف بمدينة غزة بسبب الجوع وقلة الماء واستمرار القصف أنه هرب من الصواريخ، لكن معاناته مع الجوع والعطش مستمرة.
وتعيش مئات الأسر النازحة في خيام مؤقتة مقامة على جانبي الطرق الرئيسية والفرعية غرب مدينة غزة.
وكغيره من المواطنين يتساءل المواطن غسان عودة (38 عاماً) كيف له أن يصمد في مواجهة العدوان والنزوح في وقت يعاني أطفاله من مجاعة وحرمان من كل شيء.
ويقول عودة، نتفهم عدم توزيع معونات غذائية بسبب اغلاق المعابر وفرض الحصار لكن ارتفاع اسعار المواد الغذائية المتوفرة في السوق كالخضار المحلية غير مبرر.
وأوضح انه في كل مرة يتم فيها تشديد الحصار واغلاق المعابر تكون الأزمة مضاعفة، الاولى بسبب عدم توزيع مساعدات، والثانية بسبب الارتفاع الكبير جداً في أثمان المواد التموينية المتوفرة في السوق.
0 تعليق