عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من قطاع غزة في ظل تصاعد العدوان - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:

 

يُواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، مع تصاعد القصف والغارات، وتعميق الهجمات البرية، وحصار وعزل مناطق جديدة عن محيطها، في ظل استمرار وتعميق المجاعة.
"الأيام" تنقل مشاهد جديدة من العدوان، منها مشهد يُوثق سيطرة الاحتلال على مساحة 35% من القطاع وطرد سكانها منها، ومشهد آخر يرصد الشح الشديد في مياه الشرب، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان "مُسيّرات الاغتيالات".

 

احتلال 35% من مساحة القطاع

لا يزال الاحتلال يُعمق عدوانه على قطاع غزة بشكل مستمر، وتحتل قواته مزيداً من الأراضي، وتطرد السكان منها، في أوسع عملية احتلال للأرض منذ عقود طويلة، تجاوزت حتى الآن مساحة 35% من القطاع.
وبدأ العدوان البري بشكل مُتدحرج، بالسيطرة على مناطق واسعة جنوب رفح، وشرق القطاع، ثم امتد ليشمل مناطق أخرى، مع استمرار توسعته، وتوقعات بامتداده ليشمل مناطق جديدة، خاصة في ظل تصاعد تهديدات الاحتلال.
ووفق متابعات "الأيام"، فإن المناطق التي تخضع حالياً للسيطرة والاحتلال من قبل الجيش الإسرائيلي، هي النصف الشرقي من محور "نتساريم" حتى شارع صلاح الدين، وسط القطاع، بالإضافة لمدينة رفح بالكامل، وأجزاء من جنوب خان يونس، بمساحة إجمالية تزيد على 80 كيلومتراً مربعاً، وكذلك نحو 20% من محافظة خان يونس، وتشمل المناطق الشرقية منها، خاصة خزاعة، عبسان، وأجزاء من بلدة بني سهيلا، ومعن، والمنارة، والسلام، وغيرها.
كما بدأ الاحتلال مؤخراً بالتقدم التدريجي باتجاه أحياء شرق مدينة غزة، خاصة الشجاعية، التفاح، التركمان، وبدأ بإقامة منطقة عازلة عبر شريط طولي بعمق يتراوح ما بين 700 إلى 1100 متر غرباً.
كما بدأ الاحتلال بحشد قواته البرية في محيط بلدات شمال القطاع، خاصة جباليا، بيت لاهيا، وبيت حانون، مع بدء تقدم بري باتجاه بعض المناطق، وسط تهديدات إسرائيلية بتوسعة المنطقة العازلة على هذا المحور، ما يعني احتلال ومصادرة المزيد من الأراضي.
وإلى جانب السيطرة الفعلية على مساحة 35% من القطاع، أصدر الاحتلال أوامر إخلاء واسعة، شملت مناطق تزيد مساحتها على 30% من القطاع، ولم يتم احتلالها بعد، لكنها تتعرض لقصف جوي ومدفعي عنيف، ما أجبر السكان على إخلائها، وتشمل تلك المناطق شرق وجنوب محافظة خان يونس بالكامل، وشرق المحافظة الوسطى، بالإضافة لشمال مخيم النصيرات، وشرق مدينة غزة وجنوبها، وأجزاء واسعة من شمال القطاع.
ويعني ذلك أن سكان القطاع يعيشون حالياً على مساحة ربما تقل عن 35% من المساحة الإجمالية، ويتكدسون في ثلاثة تجمعات رئيسية، وهي غرب مدينة غزة، وغرب محافظة خان يونس "المواصي"، والجزء الغربي من المحافظة الوسطى، خاصة مدينة دير البلح، وبلدة الزوايدة، ورغم ذلك تُلاحقهم الطائرات وتقصف خيامهم وتجمعاتهم بشكل يومي.
ومؤخراً نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن مصادر أمنية، أن الجيش يعتزم تحويل مدينة رفح والأحياء المحيطة بها في قطاع غزة لجزء من المنطقة العازلة ولن يسمح للسكان بالعودة إليها.
وأضافت الصحيفة: إن الجيش الإسرائيلي يدرس هدم كافة المباني الواقعة في نطاق منطقة رفح.

 

شح شديد في المياه

يعاني النازحون والمواطنون في سائر أنحاء قطاع غزة شحاً شديداً في المياه بشكل عام، ومياه الشرب على وجه الخصوص.
وباتت الشاحنات القليلة التي تحمل صهاريج مياه، وتصل إلى مخيمات النازحين على فترات مُتباعدة، هي مصدر المياه الوحيد لهم، في ظل توقف الآبار ومحطات التحلية عن العمل، بسبب نفاد الوقود.
وأكد نازحون أن الوضع المائي في القطاع بات سيئاً للغاية، ويتسابقون من أجل الحصول على كميات قليلة من المياه، بينما يضطر بعضهم للشرب من آبار زراعية غير مُراقبة، ولا تخضع مياهها لعمليات تعقيم.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنه وفي جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الجرائم المُنظمة التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يواصل الاحتلال تعمده حرمان السكان من الحد الأدنى من المياه اللازمة للبقاء على قيد الحياة، عبر استهداف البنية التحتية المائية بشكل ممنهج، ووقف خطوط الإمداد، وتدمير محطات وآبار المياه، وقطع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي.
وأكد المكتب الإعلامي أن الاحتلال عطّل عمداً خطَّي مياه "ميكروت" شرق مدينة غزة وفي المحافظة الوسطى، اللذين يوفران أكثر من 35 ألف متر مكعب من المياه يومياً لأكثر من 700 ألف مواطن، وأوقف كذلك خط الكهرباء الذي يُغذي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح، ما أدى لتوقفها الكامل عن إنتاج المياه المحلاة، وعرّض حياة نحو 800 ألف مواطن في محافظتَي الوسطى وخان يونس لخطر العطش الشديد.
وفي سياق هذه السياسة الممنهجة، قامت قوات الاحتلال بتدمير أكثر من 90% من بنية قطاع المياه والصرف الصحي، ومنعت وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهداف العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية، وكذلك منع الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومحطات التحلية، وسط استمرار انقطاع الكهرباء، وقصف خزانات المياه ومحطات التحلية، وآبار المياه بشكل متعمد، وتحويل المياه إلى سلاح حرب، وجريمة قتل جماعي بطيء.
ومؤخراً سجلت الطواقم والجهات الحكومية المختصة في قطاع غزة أكثر من 1,7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه، بينها حالات إسهال، والمرض المعوي الالتهابي الحاد الذي يطلق عليه "الزُّحار"، والتهاب الكبد الوبائي (أ)، فضلاً عن وفاة أكثر من 50 مواطناً غالبيتهم أطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية، في ظل تقاعس دولي مخزٍ عن وقف هذه الجرائم المروعة.

 

مُسيّرات الاغتيالات

منذ أيام تُحلق الطائرات المُسيّرة بشكل مكثف ومتواصل في عموم أجواء قطاع غزة، خاصة فوق مخيمات النازحين في مناطق المواصي.
ووفق نازحين، فإن الطائرات المُسيّرة باتت لا تفارق الأجواء مطلقاً، ويزيد تحليقها خلال ساعات الليل، ومنها مُسيّرات مُتخصصة بتنفيذ عمليات الاغتيال.
ونفذت هذه الطائرات عشرات الغارات منذ تجدد العدوان في الثامن عشر من الشهر الماضي، حيث زادت هذه الغارات في الأيام الماضية، وتركزت بشكل أساسي على خيام النازحين المأهولة.
ومن خلال المتابعات، ثمة فوارق بين المقذوفات التي تُطلقها المُسيّرات ضد الأهداف المدنية في القطاع، فمنها ما يتسبب بإحراق الجثث وتفحمها، ومنها ما يؤدي إلى اندلاع حرائق في الخيام، وثمة أنواع من المقذوفات تُحول أجساد الضحايا إلى أشلاء مُقطعة، إضافة إلى أنواع من الصواريخ المُوجهة بدقة التي تطلقها المُسيّرات تجاه مركبات مدنية ومارة، وهي تنشر آلاف الشظايا على مساحات واسعة، ما يؤدي إلى وقوع شهداء وجرحى.
ووفق مراقبين، فقد تحولت غزة إلى ساحة اختبار ميدانية للطائرات المسيّرة الإسرائيلية، وتُستخدم أحدث التقنيات العسكرية ضد أهداف بشرية حقيقية، ولم تقتصر هذه الطائرات على استهداف أفراد المقاومة، بل وثقت تقارير متعددة تنفيذ ضربات مباشرة ضد المدنيين، بما في ذلك قصف المنازل، واستهداف الصحافيين، وحتى قتل الأطفال، ما جعل الحياة اليومية في غزة جحيماً لا يطاق.
ووفق تقارير إسرائيلية، فإن 9 شركات إسرائيلية على الأقل اختبرت 15 طرازاً مختلفاً من الطائرات المسيّرة في غزة خلال العمليات العسكرية، بما في ذلك المسيّرات الانتحارية، والطائرات الهجومية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة الاستطلاع المستقلة.
وتحوّل هذه الاختبارات غزة فعلياً إلى مختبر حرب مفتوح، حيث يتم تقييم كفاءة هذه الطائرات في بيئات قتالية حقيقية قبل تسويقها عالمياً.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق