عاجل

مشكلة اتصالية في وزارة الموارد البشرية ! - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن إطلاق خدمة «أجير الحج» لموسم حج عام 1446هـ؛ بهدف تنظيم العمل الموسمي عبر منصة إلكترونية تجمع الباحثين عن العمل مع أصحاب الشواغر المؤقتة. هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الوزارة الحثيثة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتسهيل تجربة العمل الموسمي بما ينسجم مع متطلبات المرحلة.

ورغم أهمية المبادرة وجوانبها التنظيمية والتقنية المتطورة، إلا أن هناك مشكلة اتصالية مهمة ينبغي التوقف عندها، وهي اختيار اسم «أجير» كهوية للمنصة والخدمة.

مصطلح «أجير» في الوعي الجمعي السعودي والعربي عموماً يرتبط بمعانٍ اجتماعية قد تكون سلبية أو تقلل من الشعور بالفخر والانتماء. فالكلمة قد توحي بالتبعية أو الحاجة، وهي معانٍ لا تتناسب مع الرغبة في تحفيز الشباب السعودي والمقيمين على الإقبال بروح معنوية عالية للعمل في موسم عظيم كالحج.

ويبدو لي أن الوزارة بحاجة ماسة إلى استشارة خبراء الإعلام والاتصال المؤسسي عند إطلاق المبادرات والخدمات، خاصة في ما يتعلق بالهوية اللفظية والعلامة الاتصالية. فلو تم اختيار اسم مستلهم من التراث الثقافي المحلي، مثل: «عون» أو «فزعة» أو «نشمي» أو «سند» لكان لذلك أثر إيجابي أقوى. فهذه الكلمات تحمل معاني العون، الشجاعة، الكرم، والنخوة، وهي صفات متجذرة في الثقافة السعودية وتبعث على الفخر والتقدير الذاتي، مما يعزز من اندماج المجتمع مع الخدمة نفسياً وشعبياً.

في علم الاتصال المؤسسي تلعب الأسماء دوراً حيوياً في تشكيل الانطباع الأول، وتعزيز هوية المبادرة أو المنتج في أذهان الجمهور. فاختيار اسم موفق لا يقتصر فقط على الجانب اللغوي، بل يشمل البعد النفسي والاجتماعي والثقافي. الاسم الناجح يخلق ارتباطاً وجدانياً فورياً مع المستهدفين، ويساهم في رسوخ المبادرة ضمن السياق الوطني والثقافي. ومن مبادئ الاتصال الفعال أن يكون كل عنصر من عناصر الرسالة الاتصالية متناغماً مع توقعات ومشاعر الجمهور.

إن الهوية اللفظية ليست مجرد مسألة شكلية، بل هي أداة استراتيجية في ترسيخ قبول الخدمة وتحقيق أهدافها المجتمعية؛ فالأسماء القوية تعزز الثقة، وتحفّز التفاعل الإيجابي، وتسهّل عمليات التسويق الاتصالي، بينما الأسماء التي قد تثير مشاعر مختلطة أو سلبية قد تضعف الأثر المنشود رغم جودة الخدمة أو المبادرة نفسها.

ختاماً، هذا المقال ليس نقداً قاسياً للوزارة، بل هو عتب محب ومهتم بتطور أدائها الاتصالي. فالوزارة تبذل جهوداً مشكورة في تحسين الخدمات، لكن التفاصيل الصغيرة -مثل الاسم- قد تحدث فرقاً كبيراً في ترسيخ المبادرات الوطنية بشكل أجمل وأكثر قرباً لقلوب الناس. نأمل أن ترى مثل هذه الملاحظات صداها مستقبلاً، فنجاح أي مبادرة لا يعتمد فقط على قوتها التنفيذية، بل أيضاً على مدى نجاحها في لمس وجدان الجمهور بأدوات الاتصال الذكية والمدروسة.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق