29 أبريل 2025, 1:36 مساءً
تُعد منطقة جازان واحدة من أبرز المناطق الزراعية في المملكة، حيث تتجلى فيها ثرواتها الطبيعية، مما يجعلها وجهة مميزة لممارسات الزراعة المستدامة بفضل تربتها الخصبة ومياهها الوفيرة المتدفقة عبر الأودية على مدار العام، وهو ما يُسهم في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد المحلي للمنطقة.
وفي قلب هذه الأراضي الخصبة، تبرز قصة نجاح فريدة في زراعة الفواكه الاستوائية، التي أصبحت رمزًا للإنتاجية العالية، حيث بلغ إنتاج المنطقة من هذه الفواكه نحو (53.211) طنًا سنويًا، ما يفتح آفاقًا واسعة أمام التنمية الزراعية.
وأثمرت توجّه وزارة البيئة والمياه والزراعة نحو تحديث أساليب الزراعة، واستقدام أصناف جديدة من الفواكه من دول رائدة في هذا المجال، مما أدى إلى تنوع المحاصيل وجودتها. ونتيجة لهذه الجهود المستمرة، رسخت منطقة جازان مكانتها بين أبرز المناطق المنتجة للفواكه الاستوائية، مدعومة بالدعم السخي الذي تقدمه الدولة -أيدها الله- للمزارعين للنهوض بهذا القطاع الحيوي.
وتتطلب زراعة الفواكه الاستوائية توفر مجموعة من العوامل الأساسية، بدءًا من اختيار الأراضي الزراعية المناسبة، إذ تُعد الأراضي الصفراء و"الطميية" العميقة الخيار الأمثل بفضل خصائصها الممتازة في الصرف واعتدال حموضتها. كما تلعب العوامل المناخية دورًا محوريًا عبر توفير درجات حرارة مرتفعة ورطوبة كافية في التربة والجو، وهي ظروف تتوفر في منطقة جازان بشكل مميز خلال مواسم معينة من العام.
ومع ارتفاع مستوى الوعي بأهمية الزراعة، تزايدت أعداد المزارعين في المنطقة؛ إذ يعمل اليوم أكثر من (19.110) مزارعين في زراعة "المانجو"، يمتلكون أكثر من مليون شجرة تنتج نحو (65) ألف طن سنويًا. كما يملك نحو (345) مزارعًا أكثر من (520) ألف شجرة "تين" تنتج أكثر من (2.600) طن سنويًا، ويدير أكثر من (160) مزارعًا ما يزيد على (6.000) شجرة "جوافة" تنتج نحو (60) طنًا سنويًا، بالإضافة إلى ذلك، يمتلك نحو (300) مزارع أكثر من (677) ألف شجرة "بابايا" تنتج أكثر من (34) ألف طن سنويًا، بينما يمتلك (310) مزارعين نحو (1.120.000) شجرة "موز" تنتج ما يقارب (17) ألف طن سنويًا، إلى جانب أكثر من (4.000) شجرة قشطة (سفرجل) تنتج أكثر من (20) طنًا سنويًا، بمشاركة أكثر من (110) مزارعين.
مما يُذكر أن منطقة جازان تحتفل سنويًا بموسم جني الفواكه الاستوائية عبر مهرجان يعد منصة لعرض منتجات المنطقة، والترويج لها على المستويين المحلي والدولي، مما يعزز مكانة جازان رمزًا للإنتاج الزراعي الناجح، ويجعلها مساهمًا رئيسًا في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني، وإبراز رؤية المملكة نحو مستقبل زراعي واعد.
0 تعليق