في يومها العالمي.. موسيقى الجاز “روح المقاومة” ضد الظلم - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

داكار – يحتفل العالم، امس الأربعاء، بـ”اليوم العالمي لموسيقى الجاز” الموافق لـ 30 أبريل/ نيسان من كل عام، مع استحضار أن الجاز ليست مجرد نوع موسيقي، بل هي “أداة للمقاومة” أيضا.

واعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2012، يوم 30 أبريل للاحتفال بموسيقى الجاز، بهدف التأكيد على “الطبيعة الموحدة والشاملة للجاز رغم الاختلافات الثقافية بين الشعوب”.

وظهرت موسيقى الجاز لأول مرة في المجتمع الأفريقي الأمريكي بالولايات المتحدة بداية القرن العشرين، وكانت أكثر من مجرد نوع موسيقي جديد، بل امتدت لأكثر من ذلك وأصبحت شكلا من أشكال المقاومة للعنصرية والظلم.

وتعود جذور الجاز إلى الإيقاعات الأفريقية والبلوز والإنجيل، وتحولت إلى أداة قوية تعكس الحزن والسعادة والمطالب بالحرية للسود الذين تعرضوا للعنصرية المنهجية بالولايات المتحدة.

وتزامنت السنوات الأولى لموسيقى الجاز مع فترة تطبيق قوانين جيم كرو ضد السود في الولايات المتحدة (1875 – 1965)، الأمر الذي تسبب بحرمان العديد من مغنيي موسيقى الجاز من دخول القاعات أو المبيت في الفنادق (باستثناء المخصصة للسود) بسبب لون بشرتهم.

واضطر فنان الجاز الشهير لويس أرمسترونغ لمغادرة الفندق بعد حفلته عام 1931، بسبب رفض طلبه باستخدام مصعد يستخدمه البيض، كما لم يقم أي حفلة في تلك المدينة مرة أخرى.

في تلك الحقبة برزت أسماء لامعة في موسيقى الجاز مثل لويس أرمسترونغ، وبيلي هوليداي، ونينا سيمون، وجون كولتراين، ناهضوا بأعمالهم السياسات العنصرية القاسية في تلك الفترة، وأبرزوا للعالم أجمع قوة الثقافة للهوية الأمريكية الأفريقية.

وأثبتت أعمال مثل “Strange Fruit” و”Mississippi Goddam” و”Alabama” أن موسيقى الجاز ليست مجرد نوع موسيقي، بل هي دعوة إلى المساواة أيضا.

– تداخل الجاز والسياسة

ولعب الرئيس السنغالي ليوبولد سيدار سنغور دورا مهما في انتشار موسيقى الجاز ببلاده خلال فترة حكمه (1960-1980).

ولم يكن الجاز مصدر إلهام لحركة السود المناهضة للاستعمار والعنصرية، التي نشأت في باريس خلال ثلاثينيات القرن العشرين، والتي شارك فيها سنغور فحسب، بل كان مصدر إلهام أيضا للعديد من أعماله الشعرية، حيث كان في الوقت نفسه أديبا.

واستضافت العاصمة السنغالية داكار عام 1966، أول مهرجان عالمي للفنون السوداء خلال فترة حكم سنغور.

وأثارت دعوة سنغور لعازف الجاز الأمريكي الشهير ديوك إلينغتون إلى المهرجان، تفاعلا وتغطية إعلامية على مستوى العالم.

وقال إلينغتون، الذي حظي باستقبال حماسي كبير، في مقابلة بعد المهرجان إن هذه الزيارة، التي كانت الأولى والأخيرة له إلى القارة الأفريقية، منحته “شعورا بالعودة إلى الوطن”.

 

الأناضول

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق