متابعة: خنساء الزبير
وصل تأثير رسوم ترامب الجمركية إلى مناسبات الأعياد حيث من المتوقع أن يحدث اضطراب في سلع أعياد الميلاد «الكريسماس» والتي ظلت على مدى أعوام تصل من الصين إلى رفوف المتاجر في الولايات المتحدة في وقت مبكر.
فبعد وقت قصير من كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية الشاملة في 2 إبريل؛ بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 34% على الواردات من الصين والتي تم رفعها لاحقا إلى 145%، رد العديد من تجار التجزئة الأمريكيين بوقف طلباتهم من الموردين الصينيين، ما أجبر المصانع على إيقاف الإنتاج.
وفي الوقت الحالي تجاهد المصانع الصينية ومشتريها في الولايات المتحدة للتغلب على حالة عدم اليقين بشأن هذه الرسوم لضمان توفرها في متاجر الولايات المتحدة في الوقت المناسب حيث يحاول تجار التجزئة الاستفادة من موسم العطلات المربح.
اضطرابات الأعمال
يقول ممثلو الصناعة إن بعض الإنتاج استؤنف في الأيام القليلة الماضية، حيث إن حالة القلق بشأن اضطرابات الأعمال وفقدان الفرص تفوق حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية؛ ويحاول القطاع بدء الإنتاج خلال الأسبوعين المقبلين خوفاً من تفويت «الجمعة السوداء» وأعياد الميلاد.
وعلى الرغم من إعادة توجيه بعض البضائع الصينية الصنع عبر دول أخرى إلا أن استبدال سلاسل التوريد وجداول الشحن المتبعة حلياً سيكون أمراً يصعب القيام به في وقت وجيز.
ووفقاً لتحليلٍ أجرته «غولدمان ساكس» في وقتٍ سابق من إبريل، فإن 36% من واردات الولايات المتحدة من الصين لا يمكن الحصول على أكثر من 70% منها إلا من موردين من البر الرئيسي.
سلسلة التوزيع
فعلى سبيل المثال يجب شحن المنتجات الإلكترونية إلى خارج الصين بحلول أوائل سبتمبر لتصل إلى أرفف المتاجر في الولايات المتحدة مباشرة بعد عطلة عيد الشكر في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، مع الأخذ في الاعتبار التخليص الجمركي وسلسلة التوزيع.
ويستغرق تصنيع واختبار وتجميع وتعبئة المنتجات حوالي ستة أشهر، وهو ما يعني أن الموردين كان من الأفضل أن يبدأون في الاستعداد لهذه الطلبات منذ شهر مارس.
وبدأ العديد من المشترين الأمريكيين بتخزين البضائع منذ أواخر العام الماضي، تحسباً لارتفاع الرسوم الجمركية بعد عودة ترامب إلى منصبه.
وفي ظل استمرار عمليات الشراء المسبق ارتفعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 9.1% في مارس مقارنةً بالعام الماضي، وفقاً لبيانات الجمارك الرسمية، بينما انخفضت الواردات بنسبة 9.5% على أساس سنوي. ومن المتوقع صدور أرقام التجارة لشهر إبريل في 9 مايو.
ولكن تلك الجهود المبذولة بدأت تتضاءل حيث شهد عدد سفن الحاويات المحملة بالبضائع المتجهة من الصين إلى الولايات المتحدة انخفاضاً حاداً في الأسابيع الأخيرة، وفقا لمؤشرات الشحن عالية التردد التي يتتبعها مورغان ستانلي.
كما ارتفعت الشحنات الملغاة 14 مرة خلال الأسابيع الأربعة من 14 إبريل إلى 5 مايو، مقارنةً بالفترة من 10 مارس إلى 7 إبريل.
وفي إبريل انخفض مقياس طلبات التصدير الجديدة من المصانع الصينية إلى أدنى مستوى له منذ أواخر عام 2022، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء الصيني.
0 تعليق