"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المُستمر على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ورصدت أبرز القصص التي تُوثق المعاناة الإنسانية، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على القطاع.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام"، مشهد يوثق حالة القلق والترقب التي يعيشها المواطنون بسبب تهديدات الاحتلال بتوسيع العمليات العسكرية في غزة، ومشهد آخر يُوثق انتشار وتفشي الفوضى في القطاع، ومشهد ثالث تحت عنوان: "محور رفح".

 

قلق وترقب
يعيش سكان قطاع غزة حالة من القلق والترقب، بعد إعلان الاحتلال نيته تصعيد عملياته البرية في القطاع، واستدعاء عشرات الآلاف من الجنود الاحتياط.
ويخشى مواطنون من نوايا الاحتلال، التي قد تُجبر مئات الآلاف منهم على النزوح باتجاه أماكن لا يعرفونها، واحتلال مناطق جديدة، وتدميرها، كما يحدث حالياً في رفح، جنوب القطاع.
وقال المواطن أحمد زعرب، وهو نازح يُقيم وسط القطاع، إنه يعيش حالة قلق كبيرة، ولا يعلم ما هي وجهة الاحتلال القادمة، خاصة بعد أن أعلن الاحتلال نيته اجتياح مناطق جديدة لم يعمل فيها، ما يعني أن مناطق وسط قطاع غزة قد تكون هي بؤرة العمليات المقبلة، على اعتبار أن جيش الاحتلال لم يدخلها.
وأكد أن النزوح في ظل الظروف الحالية كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فلا يوجد متسع لإقامة مخيمات جديدة، وأن التحرك سواء باتجاه الجنوب أو الشمال بحاجة إلى وسائل نقل، كالشاحنات أو غيرها، وغالبية المركبات متوقفة بسبب أزمة الوقود، ما قد يُجبر المواطنين على التحرك من دون حاجياتهم، وهذا يُمثل معضلة أخرى.
وأوضح أن القادم صعب، خاصة مع استمرار الجوع، وتصعيد العدوان، وتبدد الأمل بالتوصل إلى هدنة جديدة، والأمور باتت كارثية، وأن المواطنين وصلوا إلى أقصى درجة من التعب والإرهاق.
وأشار نازحون ومواطنون يقيمون في مناطق جنوب القطاع في أحاديث منفصلة مع "الأيام"، إلى أن الاحتلال يهدف من وراء توسيع العمليات العسكرية إلى العودة لاحتلال القطاع، وفرض حكم عسكري، ومن ثم تهجير الغزيين عنوة، وللأسف لا يوجد أي تحرك فعلي من العالم لوقف هذه الكارثة، والآن الجميع قلقون بانتظار ما تحمله الأيام المقبلة من تطورات، يبدو أنها لن تكون في صالح غزة.
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال بدأ الليلة قبل الماضية، بإرسال عشرات آلاف أوامر الالتحاق بالجيش من أجل توسيع "العملية" في قطاع غزة.
ووفق القناة 14 العبرية، فـإن خطة رئيس الأركان "إيال زامير" التي قدمها أمس لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يسرائيل كاتس، تهدف إلى إخلاء السكان من مدينة غزة وشمال ووسط القطاع، على غرار "نموذج رفح".
وبينت القناة أن الجيش ينوي السيطرة على بعض المناطق وتمشيطها بشكل منهجي والبقاء فيها، وهي خطوة تُعرف باسم "خطة غزة الصغيرة".
وذكرت القناة أن الجيش ينوي إنشاء مجمعات إنسانية على غرار المجمع الذي بُني جنوب قطاع غزة بين طريقي "موراج وفيلادلفيا"، لتوزيع المساعدات.

 

الفوضى تنتشر في القطاع
شهدت الفترة الماضية انتشاراً لظواهر الفوضى والفلتان الأمني في قطاع غزة، خاصة شماله، بصورة غير مسبوقة.
وتعرض العديد من مخازن التجار، ومحال تجارية، و"تكايا" طعام، ومخازن تابعة لمنظمات إغاثية دولية ومحلية، لهجمات منظمة من لصوص مُسلحين، قاموا باقتحامها، وسرقة محتوياتها، وحين حاولت بعض الجهات ملاحقة اللصوص، وحماية المخازن، جرى استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال، ما يُشير إلى أن ما يحدث مخطط إسرائيلي لنشر الفوضى.
ووفق شهادات جرى تناقلها من قبل بعض الأشخاص، فإن عصابات منظمة ومُسلحة بأسلحة بيضاء ومسدسات، تقوم بإيقاف المواطنين في الشوارع، وسرقة ما لديهم من أموال وهواتف محمولة بالإكراه، تحت تهديد السلاح.
وقال المواطن أحمد عبد الكريم، إن ما يحدث في قطاع غزة أمر مشين، وفوضى لم يسبق لها مثيل في تاريخ القطاع، فعلى مدار الساعة تُسمع أصوات إطلاق نار في مدينة غزة، ناجم عن مهاجمة لصوص لمحال تجارية، وتسود مظاهر الفوضى بشكل مُرعب.
وأكد أن الوضع الحالي بات مرعباً للجميع، وأن المواطنين يلتزمون بيوتهم، وهناك توجه لاقتناء أسلحة بيضاء ونارية من قبل مواطنين بهدف حماية أنفسهم وعائلاتهم وممتلكاتهم، في ظل غياب كامل لأي جهة حكومية أو أمنية يمكن أن توفر الأمن لهم.
وأوضح أن أسوأ سيناريو كان يخشاه الجميع بدأ للأسف بالحدوث، وهو الفوضى والحرب في ذات الوقت، فإضافة إلى الجوع والخوف والنزوح والمرض، بات المواطنون وممتلكاتهم مُهددين بسبب الحرب.
في حين أكد المواطن سامي عرفات، أن بيانات العائلات الكبيرة ضد مظاهر الفوضى أمر جيد، ويعكس حرص هذه العائلات على استتباب الأمن، لكن هذا لا يكفي، فيجب البحث عن طريقة لحماية الجبهة الداخلية وممتلكات المواطنين، من خلال تأسيس لجان حماية شعبية في كل منطقة، تعمل على تأمين الممتلكات، مقترحاً عودة أسلوب الردع الذي كان قائماً في الانتفاضة الأولى من خلال "ملثمين"، بحيث يتم استهداف اللصوص الذين يثبت تورطهم في السرقات، حتى يتم إنهاء خطرهم، وليكونوا عبرة لغيرهم.
ووفق مطلعين فإن إسرائيل تسير عبر خطة تهدف إلى نشر الفوضى في غزة تنقسم إلى قسمين، الأول إحداث الفوضى في غزة عبر القصف الجوي المكثف الذي يستهدف نواحي الحياة المدنية كلها، مع تسهيل عمل عصابات منظمة في ظل هذا الوضع.
والقسم الثاني يتمثل في تأليب السكان على المقاومة وحركة "حماس"، لتقليص وجودها وتحجيم شعبيتها، أو على الأقل فتح جبهة داخلية ضدها.
وأعلنت الأجهزة الأمنية في غزة فرض حظر للتجول بعد الساعة 9 مساءً بشكل يومي للتصدي لظاهرة الانفلات الأمني، بينما تحدثت بعض المصادر عن إعدام عدد من اللصوص في الأيام الماضية.

 

محور رفح
عادة ما يتعمد جنود وضباط الاحتلال نشر صور من داخل المناطق التي يحتلونها في قطاع غزة، تُظهر هذه الصور في الغالب عمليات التدمير الحاصلة في الأحياء والمخيمات.
لكن ما جرى نشره مؤخراً من صور ومقاطع فيديو من داخل رفح، كان صادماً ومفاجئاً لسكانها، إذ وثق جنود الاحتلال عمليات مسح ومحو لأحياء كاملة عن الخارطة، وهو ما أكدته كذلك صور الأقمار الصناعية، التي يجري التقاطها بشكل شبه يومي.
وأظهرت آخر الصور مسح مخيم الشابورة الذي كان يُقيم فيه أكثر من 70 ألف نسمة تماماً، وتحويله إلى مناطق جرداء قاحلة، لا حجر فيها ولا شجر، وتدمير حي تل السلطان، مع استكمال هدم وتدمير أحياء شمال رفح، ومنها بلدة خربة العدس، وحيّ مصبح.
وبيّن المواطن بسام منصور، أنه شاهد صوراً ومقاطع فيديو جديدة من رفح، بعضها نشره جنود الاحتلال، وأخرى صور أقمار صناعية، وكل ما جرى توثيقه يؤكد أن رفح دمرت عن بكرة أبيها، وما تبقى من مبانٍ في المدينة يجري استكمال تدميره بشكل مُتسارع.
ولفت إلى أنه يسمع يومياً انفجارات ضخمة، تهز أرجاء خان يونس، وجميعها تنتج عن نسف مربعات سكنية شمال رفح، فالاحتلال لم يكتفِ بما أحدثه من دمار حتى الآن، إنما يُكمل مهمة محو رفح عن الخارطة.
بينما ذكر المواطن إسماعيل طه، من سكان مدينة رفح، ويقيم في مواصي خان يونس، أن ما تشهده رفح حالياً لم يحدث في أي مكان في القطاع، فقد شاهد في مقطع فيديو نشره جنود إسرائيليون عدداً كبيراً من الجرافات تهدم مساكن المواطنين، لدرجة أن 5 جرافات كبيرة كل منها يحوي مطرقة تفتيت خرسانة شوهدت تجتمع على عمارة واحدة، حتى انهارت، عدا النسف، والقصف من الجو.
وأعرب طه عن اعتقاده بأن الاحتلال في حال انتهى من تدمير رفح، سينتقل لاستكمال تدمير باقي قطاع غزة، والهدف جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة، وإجبار سكانه على الهجرة منها.
وتساءل طه عن مصير سكان رفح البالغ عددهم أكثر من 270 ألف نسمة، وأين سيقيمون، وما هي الأماكن التي سيعيشون فيها، فمن غير المعقول أن يبقوا في خيام بمناطق المواصي للأبد.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق