العُلا على خريطة الذاكرة العالمية: مؤتمر دولي بباريس يرسّخ التزام المملكة بصون التراث الوثائقي - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

06 مايو 2025, 8:51 صباحاً

اختتمت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فعّاليات المؤتمر الدولي "الابتكار في مجال التراث الوثائقي لتحقيق التنمية المستدامة في العُلا والمملكة العربية السعودية"، الذي عُقد بمقر منظمة اليونسكو في باريس، خلال الفترة من 29 إلى 30 أبريل 2025، ضمن إطار برنامج "ذاكرة العالم".

شهد المؤتمر حضور أكثر من 50 خبيراً دولياً متخصصاً في الأرشفة، وصون الوثائق، وإدارة مؤسسات الذاكرة، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من 36 منظمة وهيئة دولية، وأكثر من 150 مشاركاً حضروا شخصياً، إضافة إلى 600 مشارك افتراضي من 80 دولة.

وسلَّطت الجلسات النقاشية الضوء على أهمية التراث الوثائقي كعنصرٍ محوري في حفظ الذاكرة الجماعية، ودوره في دعم التعليم وتعزيز التفاهم بين الثقافات من خلال الحوار وتبادل المعارف. كما أكّد المشاركون على أهمية التعاون الدولي، وبناء القدرات، وتبني الحلول الرقمية المبتكرة لضمان الوصول طويل الأمد إلى الأصول الوثائقية، ولا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاعات أو التغيرات البيئية.

وجدّدت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تأكيد التزامها بدعم التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على التراث وتبادل المعرفة، وذلك في إطار شراكتها الإستراتيجية مع منظمة اليونسكو، التي تهدف إلى تمكين المؤسسات الثقافية الوطنية وتعزيز المشاركة المجتمعية.

وعلى هامش المؤتمر، أُقيم معرض "كلمات عن الذاكرة: إطلالة على التراث الوثائقي للمملكة العربية السعودية" في مقر منظمة اليونسكو، حيث استعرضت الهيئة جهودها في حفظ الذاكرة الجماعية عبر مخطوطات إسلامية، وخرائط تاريخية، وصور أرشيفية، وعروض رقمية، إلى جانب تجربة واقع افتراضي نقلت الزوّار في رحلة إلى جبل عكمة؛ أحد المواقع السعودية المدرجة ضمن سجل ذاكرة العالم؛ لاستكشاف النقوش التاريخية الغنية التي تسرد روايات حضارات تعاقبت على العُلا عبر القرون.

كما شاركت وزارة الثقافة بجناحٍ خاص ضمن المعرض، سلَّط الضوء على مركز الذاكرة الثقافية السعودية، ومبادرات رقمية شملت "الركن الثقافي" وخطوط الكتابة العربية التي تمّ إطلاقها أخيراً، في تجسيدٍ واضحٍ لالتزام المملكة بحفظ الإرث الثقافي وتعزيز الهوية البصرية الوطنية.

وشكّل المؤتمر محطة محورية في تعزيز التنسيق الإقليمي في مجال حفظ التراث الوثائقي، حيث استعرض ممثلو اللجان الوطنية، ولجان ذاكرة العالم، والمؤسسات الثقافية من مختلف أنحاء العالم العربي، خططهم الإستراتيجية التي شملت تشكيل لجان وطنية متخصّصة لبرنامج "ذاكرة العالم"، وتعزيز مواءمة السياسات بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني، إلى جانب تطوير آليات وطنية جديدة لحصر وتسجيل التراث الوثائقي.

كما سلّطت النقاشات الضوء على أهمية التعاون الإقليمي، حيث أعلنت دول عدة التزامها بدعم الترشيحات المشتركة لسجل "ذاكرة العالم" الدولي، والتي تعكس التاريخ المشترك والروابط الثقافية العابرة للحدود. كما تمّ تقديم خطط لتطوير منصة رقمية وأطلس وثائقي إقليمي لبرنامج "ذاكرة العالم" في دول الخليج، إلى جانب حملات توعوية وورش عمل لبناء القدرات، تهدف إلى دعم وتمكين مؤسسات الذاكرة الجديدة والناشئة في المنطقة.

ويُعد هذا المؤتمر امتداداً للشراكة القائمة بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا ومنظمة اليونسكو ضمن برنامج "ذاكرة العالم الدولي"، ومعهد الممالك، الذي يتطوّر ليصبح مركزاً علمياً إقليمياً رائداً في مجالات البحث وصون التراث الثقافي.

وتعكس هذه الجهود التزام الطرفين المشترك بالحفاظ على التراث الوثائقي، وتمكين القدرات الوطنية، وتعزيز تبادل المعرفة على المستوى العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق