07 مايو 2025, 2:23 مساءً
باتت التماسيح تشكل أزمة اجتماعية جديدة في إندونيسيا، بعد تزايد هجماتها القاتلة على البشر، إذ تشير الإحصائيات المدونة بقاعدة البيانات المستقلة المعروفة باسم "هجمات التماسيح"، إلى أن إندونيسيا شهدت في عام 2024 أكثر من (179) هجومًا للتماسيح على البشر، توفي منهم (92) ضحية.
ويرى خبير الزواحف بالوكالة الوطنية الإندونيسية للبحوث والابتكار أمير حاميدي، أن السبب الرئيس في حدوث هذا الاتجاه الخطير يرجع إلى توسع السكان وتزايدهم حتى وصلوا إلى مناطق المعيشة الطبيعية الأصلية للتماسيح؛ مما يحدث التنافس على الموارد الطبيعية نفسها وتصبح الاحتكاكات بينهما مسألة حتمية.
وتعد إندونيسيا موطنًا لأنواع متعددة من التماسيح، غير أن معظم الصراعات تحدث مع تمساح المياه المالحة الذي يعد الأكبر حجمًا والأكثر شراسة، ويعيش هذا التمساح في منطقة جنوب شرقي آسيا وأستراليا، ويزيد طوله على ستة أمتار.
وتتزايد الهجمات بمعدلات تتجاوز المتوسط، في مناطق شرق كاليمانتان بجزيرة بورنو وبانكا بليتونج بالقرب من سومطرة، ويرجع السبب في ذلك إلى التوسع الزراعي، إضافة إلى أنشطة التعدين والتنقيب عن القصدير الذي يتم في الغالب بشكل غير مشروع، في منطقة بانكا بليتونج.
وأدى شق قنوات لري مزارع نخيل الزيت، إلى جانب التغيرات الأخرى في المجاري المائية، إلى إنشاء بيئات طبيعية جديدة لمعيشة التماسيح، ونتيجة لهذه التطورات؛ تزايد إلى حد كبير وجود التماسيح في الأماكن المأهولة بالسكان، وغالبًا ما يواكب ذلك حدوث عواقب مميتة.
ويقول خبير التماسيح حاميدي وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية :"علينا أن نجد سبلاً للتعايش بين البشر والتماسيح، وفي الوقت نفسه علينا أن نحد من المخاطر التي يتعرض لها البشر والتماسيح أيضًا"، غير أن الكيفية التي يمكن بها تحقيق ذلك ما تزال غير معروفة.
0 تعليق