حدوتة حاج - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
•• في مثل هذه الأيام سنوياً؛ لا أدري لماذا تتسع لهفتي للتحولق حول جهاز التلفاز لمشاهد الحجاج القادمين عبر منافذنا لأداء الفريضة؟.. أحدق إليهم من نافذة بلازمية متأملاً ببهجة خطوات أقدامهم تسير على أرض مقدسة في بلادي.. أتوق لكتابة حروف أشبه ما تكون بمصابيح تنثر توق أناس قدموا إلى مأرز الإيمان بحثاً عن الأمان.. عبيدٌ جاءوا يستجدون من ربهم مطراً من المغفرة.

•• المتمعن في أفواج الحجاج منذ وصولهم أرض المقدسات وحتى مغادرتهم؛ يقف أمام لوحة رائعة في إطار ممتع.. قصة بسيطة يرويها ببساطة كل حاج حين يعود إلى بلاده.. يصورها بمقلته استعداداً لإنتاج فيلم سينمائي، هو فيه الكاتب والسيناريست والمخرج والمنتج والممثل.. يوثق فيه كل شيء وكأنه يسير فوق فدادين خضراء.. فيا لروعة فيلم يلخص رحلة صفاء وطمأنينة بطعم «لبيك اللهم لبيك».

•• هذا الحاج الذي يريد إنتاج فيلم مثل هذا؛ يريد أن يشحن بطاريته الفارغة أو التي أوشكت على الانتهاء.. يريد أن يعيش في عزلة روحانية بعيداً عن أعين الناس.. يريد أن يتنفس رائحة تراب مكة والمدينة وعرفات والمشعر الحرام.. يريد أن يمرغ جبهته على أراضيها بسخاء يقوده إلى حيث الجنة.. يريد أن يصرف مجهوده الذهني من مكينة التقوى لترد إليه روحه.

•• هؤلاء التائقون إلى تلك «الحدوتة» المبهجة؛ يستمتعون في بلاد الثقافة والحضارة والمقدسات بحاسة حب وباحة قلب.. قادة وشعب لا يحسن الانحناء عند تقديم خدمة لحاج.. شباب وشيوخ يحيكون ليلاً خيوط ضوء القمر لتشرق صباحاً شمس حاج.. أرض ينشدُّ بها الظهر، لا تشكو عطشاً في طريق طويل لا ينتهي أبداً، تسلكه إرواء لعطش حاج.. بهدوء شديد دون صخب؛ هذه هي بلادنا.

قصة بسيطة يرويها ببساطة كل حاج

أولئك يشحنون بطارية توشك على الانتهاء

حدوتة مبهجة في بلاد الحضارة والإيثار

وفيلم يلخص رحلة صفاء بطعم «لبيك»

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق