عاجل

"لا بل أنت اتصلت علي!".. أغرب وأطرف خلاف بين الولايات المتحدة والصين قبل اجتماع خفض الرسوم الجمركية - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

09 مايو 2025, 9:37 مساءً

"أنت أتصلت علي. لا، بل أنت أتصلت علي!". بهذا العنوان الغريب كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن أغرب وأطرف خلاف بين الولايات المتحدة والصين، مع توجُّه البلدَيْن إلى اجتماع نهاية الأسبوع في سويسرا؛ لمناقشة خفض الرسوم الجمركية الباهظة.

مَن اتصل أولاً؟

هذا هو السؤال الذي وضع بكين وواشنطن في سجال كلامي حاد، حتى مع توجُّه البلدَيْن إلى اجتماع نهاية الأسبوع في سويسرا؛ لمناقشة خفض الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضاها على بعضهما في لحظات توتُّر، هزت الأسواق المالية، وأثارت مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.

وبحسب "أسوشيتد برس"، صرَّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، يوم الأربعاء: "يُعقد الاجتماع بناء على طلب الجانب الأمريكي".

ورفض الرئيس دونالد ترامب هذا الرأي، وقال يوم الأربعاء أثناء أداء ديفيد بيردو اليمين الدستورية سفيرًا للولايات المتحدة لدى الصين: "قالوا إننا بادرنا بذلك؟ حسنا، أعتقد أن عليهم مراجعة ملفاتهم".

وجاء ذلك بعد أسابيع من تلميح كل طرف إلى أن الطرف الآخر هو من تواصل معه أولاً، بما في ذلك تلميح ترامب إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصل به، وهو ما دحضته بكين.

وعندما يتعلق الأمر باستعداد أكبر اقتصادين في العالم لما يتوقع أن تكون محادثات تجارية صعبة، فإن الجدل العلني ليس بالأمر الهين.

صراع بالوكالة على النفوذ

وقال كريج سينجلتون، المدير الأول لبرنامج الصين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية، مقرها واشنطن: "إن الهوس بمَن تواصل أولاً هو صراع بالوكالة على النفوذ".

وأضاف: "بالنسبة لواشنطن، فإن الإشارة إلى أن بكين بادرت بالاجتماع تعزز الرواية القائلة إن الرسوم الجمركية تجدي نفعًا. أما بالنسبة لبكين، فإن إنكار التواصل يحافظ على وهم التكافؤ، ويجنبها الشعور بالضعف في الداخل".

التنافس على الهيمنة

دانيال راسل، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي أشرف على شؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، وصف تبادُل المزاعم بشأن مَن اتصل أولاً بأنه "مزيج من الجمود الدبلوماسي واستعراض للهيمنة، جدير بفيلم وثائقي عن الطبيعة".

لم يبادر زعيم صيني واحد بالاتصال برئيس أمريكي

وخلال مسيرته الدبلوماسية التي امتدت لعقود، قال راسل إنه لم يسمع بحادثة واحدة، بادر فيها زعيم صيني بإجراء محادثة هاتفية مع رئيس أمريكي.

وكانت إدارة ترامب أقل تسامحًا. ويقول راسل: "موقفهم هو: إذا أراد شي رفع الرسوم الجمركية فهو يعرف كيف يتواصل معنا".

ترامب ألمح إلى محادثات

بعد فترة وجيزة من رفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145%، ورد بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع الأمريكية، ألمح ترامب إلى أن الصين، مثل العديد من الدول الأخرى، تجري محادثات مع إدارته.

ففي 22 إبريل وجّه -على ما يبدو- المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لتقول: "نحن نبلي بلاء حسنًا"، فيما يتعلق باتفاقية تجارية محتملة مع الصين.

وقال ترامب في اليوم نفسه: "سيتم ذلك بسرعة كبيرة مع الصين. أعتقد أننا سنعيش معًا بسعادة بالغة، ونعمل معًا على النحو الأمثل".

تبادُل للآراء.. ثم تبادُل للآراء

ومع ذلك، سارعت الصين إلى نفي أي حديث عن اتفاق. وعندما سُئل عن مثل هذه المفاوضات رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جياكون: "كلها أخبار كاذبة".

وفي اليوم التالي طلب قوه جياكون من الولايات المتحدة "التوقف عن إثارة البلبلة" بشأن محادثات الرسوم الجمركية، ثم جاءت مقابلة مع مجلة تايم، زعم فيها ترامب أن شي اتصل به.

وقال ترامب في المقابلة التي نشرت في 25 إبريل: "لقد اتصل. ولا أعتقد أن ذلك يمثل ضعفًا منه".

ونفت بكين ذلك، مؤكدة عدم وجود مكالمة هاتفية حديثة بين القيادة الصينية وأمريكا.

ومع ذلك، سرعان ما انتشر خبر على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، يفيد بأن إدارة ترامب كانت تتواصل مع بكين، وأكدته وزارة التجارة الصينية بعد بضعة أيام.

لعبة مَن أجرى المكالمة الأولى

وبحلول يوم الخميس بدا ترامب مستعدًّا للمُضي قُدمًا في طريق المباحثات، وقال ترامب: "يمكننا جميعًا أن نمارس لعبة (من أجرى المكالمة الأولى، ومن لم يجرها). لا يهم".

وفي إشارة إلى محادثات الرسوم الجمركية المرتقبة نهاية هذا الأسبوع في سويسرا قال ترامب: "المهم فقط ما يحدث في تلك الغرفة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق