صحيح أن المنجز ضخم ومتنوع، إلا أن من الصعب بمكان الإلمام بكامل المشهد، وتحديداً في تفاصيله التي تحدث الفارق، وتدعم أساسات الصورة، لتكتمل أمام الجميع ويرون زواياها الأربع في رونق بديع اسمه دولة الإمارات العربية.
يعتقد الناس أو يحكمون على الأشياء من ظواهرها من دون أن يتعمقوا بدواخلها، لأنهم لو فعلوا لاكتشفوا أن كل شيء مخطط له ومرسوم، وله أبعاد تمتد إلى أكثر من المرحلة المتوسطة المدى، لتكون بعيدة الأمد، استراتيجية ومستدامة، وهو الهدف الذي تسعى إليه الإمارات في بناء نموذجها الاقتصادي، وفي التحول إلى محور عالمي تكبر تنافسيته وتضعف بدائله أمام كبر الفكرة وضخامة الواقع.
زاد إيماني بالمنجز عندما تسنى لي زيارة الهند ضمن وفد إعلامي رافق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الذي استقبل بحفاوة. وفكّرت في الأمر، وطرحت التساؤل على نفسي: كيف استقبلت دولة عدد سكانها يقترب من ال 1.5 مليار شخص، مسؤولين في دولة سكانها عشرة ملايين بهذا الاهتمام وذلك الاحترام؟ لتأتيني الإجابة سريعاً، أن منجز الإمارات وقيادتها أكبر بكثير من العدد، فهي قوية بإنسانيتها وبيدها الممدودة للجميع وبإمكاناتها الاقتصادية وبنيتها التحتية، والأخيرة أداة فعالة للنمو والتوسع وبناء الشراكات.
دهشتي أيضاً جاءت عندما اطلعنا على جانب مما تخطط له الإمارات لربط آسيا بإفريقيا، وتحديداً الهند بالقارة السمراء، إذ كشفت «دي بي ورلد» أن لديها من الإمكانات في إفريقيا ما يفوق كل المنافسين مجتمعين في الشرق الأوسط، فهي تدير 10 موانئ وثلاث مناطق اقتصادية، وأكثر من 200 ألف وحدة تخزين، وبإمكانها توفير وصول تجارة شركاء القارة الآسيويين إلى 35 دولة إفريقية، و200 ألف نقطة بيع.
الجديد الآن، لاستكمال الحلقة مشروع «جسر بهارات إفريقيا» الذي تعمل «دي بي ورلد» على بناء تسهيلاته في دبي، حيث يسهم هذا المشروع العملاق في ربط الهند مع إفريقيا، ويهدف إلى زيادة صادرات شبه القارة إلى القارة من 28 مليار دولار في الوقت الراهن إلى 56 مليار دولار خلال خمس سنوات فقط.
وإذا عدنا إلى المشهد كاملاً، فإن رهان اقتصاد الإمارات الدائم على البنية التحتية والخدمات يجعله مؤهلاً للتعامل باحترافية مع التحديات والتأقلم معها، لا بل وتحويلها إلى فرص للاستفادة من المتغيرات في المشهد الدولي.
يقول لنا التاريخ القريب والبعيد على السواء، إن الإمارات كما حوّلت تحديات أكبر جائحة صحية في العالم، وقبلها أزمات وحربي الخليج الأولى والثانية والإرهاب، وأوكرانيا وغيرها إلى فرص يستفيد منها الاقتصاد، فإنها مؤهلة اليوم كي تستفيد من تحديات أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية على العالم وتحديداً الصين، سواء انتهت قريباً أو أخذت وقتاً أطول.
لا تخافوا من رسوم ترامب الجمركية، بل استفيدوا من الأوضاع الجديدة وما يتولّد عنها من فرص.. الإمارات تواصل كتابة فصل جديد من قصص نجاحها، ولتبقى هي الحكاية التي لا تنتهي.
الإمارات.. حكاية لا تنتهي - الكويت الاخباري

الإمارات.. حكاية لا تنتهي - الكويت الاخباري
0 تعليق