"أزمة غذائية حادة تهدد حياة المرضى".. الحصار الإسرائيلي يحول مستشفيات غزة لمأساة إنسانية - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

11 مايو 2025, 2:56 مساءً

في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تعاني المستشفيات نقصًا حادًا في الإمدادات الغذائية، مما يهدد حياة المرضى المتعافين، فمنذ بداية الحصار في مارس الماضي، أصبح توفير الطعام للمرضى في المستشفيات أمرًا شبه مستحيل، حيث تكافح العائلات لتأمين احتياجات مرضاها، وفي هذا السياق، تبرز مأساة إنسانية تتجلى في قصص الأمهات والآباء الذين يسعون جاهدين لتلبية احتياجات أبنائهم في ظل ظروف قاسية.

أزمة غذائية

وتتجلى آثار الحصار الإسرائيلي في حياة الفلسطينيين في غزة، حيث أصبح الحصول على الطعام أمرًا بالغ الصعوبة. أسماء فايز، أم فلسطينية، تمكنت بصعوبة من شراء بعض الكوسا من السوق، لتقوم بطهيها مع الأرز وتقديمها لابنها البالغ من العمر أربع سنوات، الذي يعاني بسبب حالة صحية حرجة في المستشفى، وكانت هذه الوجبة هي الوحيدة التي تناولها في ذلك اليوم، مما يعكس الوضع المأساوي الذي يعيشه المرضى في ظل نقص الإمدادات الغذائية، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".

وتقول فايز : "كل شيء انتهى، عزيزي"، في إشارة إلى قلة الخيارات المتاحة. ومع ذلك، فإن هذه الوجبة تمثل تحسنًا مقارنة بالفاصوليا المعلبة والتونة، التي كانت تقدم في الأيام السابقة.

ويُعد المرضى في المستشفيات من بين الأكثر ضعفًا في غزة، حيث يعاني الكثير منهم فقدان الوزن ونقص التغذية. الدكتور خالد السّر، جراح عام في مستشفى ناصر، أشار إلى أن معظم المرضى المصابين فقدوا وزنهم بشكل ملحوظ، خصوصًا في الشهرين الماضيين، كما أضاف أن المكملات الغذائية اللازمة لمرضى وحدة العناية المركزة غير متوفرة، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي.

تأثير الحصار

وتتزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال والبالغين على حد سواء، حيث تشير التقارير إلى أن آلاف الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد، وتقدر الأمم المتحدة أن 16,000 امرأة حامل وأمهات جدد يواجهن خطر سوء التغذية الحاد هذا العام.

ومنذ بدء الحصار، بدأت مصادر الغذاء في الجفاف، حيث توقفت مجموعات الإغاثة عن توزيع الطعام، وأغلقت المخابز، وتبقى المطابخ الخيرية التي توزع المعكرونة أو العدس هي الأمل الأخير للعديد من الأسر، لكنها تغلق بسرعة بسبب نقص الإمدادات، والأسواق تعاني نقصًا حادًا في السلع، حيث تقتصر الخيارات على السلع المعلبة وكميات قليلة من الخضراوات، مما يرفع الأسعار بشكل كبير.

وتذكر فايز أن ابنها، علي الدباري، تم إدخاله إلى المستشفى بسبب انسداد في الأمعاء، ويعاني بسبب تشنجات شديدة. تعتقد أن السبب وراء حالته هو الاعتماد على الأطعمة المعلبة. وقد أنفقت الكثير على الكوسا، التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، مما يعكس الضغوط الاقتصادية التي يعانيها السكان.

القلق الدولي

وتسعى إسرائيل إلى السيطرة على توزيع المساعدات في غزة، مما يثير قلق المنظمات الإنسانية، وقد وصفت مجموعات حقوق الإنسان الحصار بأنه "مخطط تجويع" وجريمة حرب محتملة، وترفض الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة هذه الخطط، مشيرة إلى أنها قد تقيد من هم مؤهلون لتلقي المساعدات، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين.

وتتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه السياسات إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يواجه المرضى وعائلاتهم تحديات إضافية في الحصول على المساعدات. إن الوضع الراهن يتطلب تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

في ظل هذه الظروف القاسية، يبقى السؤال : كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتدخل لإنهاء هذه المأساة الإنسانية؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق