قيلت الكثير من التوقعات وكتبت الكثير من التحليلات لكن الذي سيحدث خلال الزيارة لن يكون معروفاً تماماً إلا بعد انتهائها. هنا لا نتحدث عن العلاقات الثنائية والصفقات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية الضخمة المتوقعة بين المملكة وأمريكا، ولا حتى عن موافقة أمريكا على البرنامج النووي السلمي السعودي، هذه أشياء أصبحت معروفة بعد التلميح عنها سابقاً من قبل المسؤولين الرسميين في البلدين. الأعناق مشرئبة والحدقات متسعة والآذان متلهفة لمعرفة ما سوف يتم حسمه أو تسويته في قضايا كبرى في الإقليم وخارجه، بعدما أصبحت الرياض لاعباً رئيسياً فاعلاً ومؤثراً في تلك القضايا، ووسيطاً محترماً وموثوقاً. لدينا إيران وملفها النووي الشائك بالإضافة إلى دورها في أمن الجوار، ولدينا ملف غزة أو فلسطين عموماً، لدينا سوريا ولبنان، ولدينا اليمن، ولدينا أيضاً الملف الأكبر الذي تمثله الحرب الروسية الأوكرانية بعد أن نجحت الرياض في استضافة المحادثات التمهيدية بشأنه. كل هذه الملفات والقضايا وربما غيرها ستكون حاضرة خلال زيارة ترمب للمملكة، ولهذا فهي زيارة تتعدى العلاقات الثنائية إلى زيارة من أجل المنطقة والعالم.
رغم كل ما يقال عن الرئيس ترمب، المتفق والمختلف عليه، إلا أنه يصعب إنكار أنه رئيس واضح وحاسم، يقول ما يريده علناً، سياسته حتماً لا تشبه سياسة سابقه الديموقراطية المواربة، ولا حتى سياسة سابقيه من الرؤساء الجمهوريين، والتعامل مع رئيس بهكذا وضوح مريح للعالم. هذا ما نأمله على الأقل.
أخبار ذات صلة
0 تعليق