يأتي ذلك مع قرب سفر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى أول جولة له، محطتها الأولى ستكون المملكة العربية السعودية، وستشمل بعد ذلك قطر والإمارات العربية المتحدة. الرئيس الأمريكي بحاجة لأخبار جيدة، هناك تسريبات إعلامية مهمة ولافتة تم إطلاقها قبل انطلاقة الزيارة بفترة قليلة جداً، تشير هذه التسريبات إلى قبول الولايات المتحدة الأمريكية الإعلان عن اتفاقية دفاعية استثنائية مع السعودية دون شروط، وهناك تسريبات أخرى لا تقل أهمية مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعترف بدولة فلسطينية لأول مرة، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد يلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، وقد يعلن أيضاً عن خطوة مهمة بخصوص اتفاقية مع إيران. كل هذه التسريبات في حقيقة الأمر هي ضد حكومة نتنياهو، الذي تشير ذات التسريبات إلى وجود حالة جفاء بينه وبين ترمب، وأن الخطوات التي يتخذها الرئيس الأمريكي مؤخراً لا يتم التنسيق فيها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بما في ذلك وقف إطلاق النار المشترك بين أمريكا والحوثيين.
وعدم إدراج إسرائيل ضمن الدول التي سيزورها ترمب في جولته الشرق أوسطية، وقبل ذلك إلغاء زيارة وزير الدفاع الأمريكي لإسرائيل هي دلالة أخرى على اضطرابات في العلاقة بين ترمب ونتنياهو، وهي مسألة لا يمكن إغفالها، وذلك مع وجود حالة مهمة من النقد الحاد والصريح ولأول مرة بهذا الشكل في صفحات الرأي بكيانات إعلامية عملاقة مثل الفاينانشال تايمز والنيويورك تايمز وكذلك تصريحات لبعض الأعضاء في البرلمان البريطاني.
يشبّه بعض المحللين السياسيين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف فكلاهما يمثّل النخب الحاكمة وأعلنا نضالاً ضد الأنظمة السياسية الحاكمة في بلديهما. هناك من يقول إن ترمب هو غورباتشوف الأمريكي وحركة ماجا التي تنادي بجعل أمريكا عظيمة مجدداً هي البيروسترويكا الأمريكية في إشارة إلى إعادة الهيكلة الاقتصادية للاتحاد السوفيتي. غورباتشوف أدرك أن العالم تغير وأن الاتحاد السوفيتي لن يعود قادراً على الاستمرار دون العلاج الاقتصادي الصادم، الذي جاء متأخراً. وبالمثل يمضي دونالد ترمب في أجندته العميقة بتحدي التحالفات التقليدية وقلب المعايير الدبلوماسية وإعادة تعريف الدور العالمي لأمريكا، وفي ذلك يصر أن الدور الأهم لها سيكون الجيو اقتصادي وليس الجيو سياسي. دونالد ترمب بحاجة لانتصار سريع ومهم لترسيخ قناعة قاعدته الشعبية وأركان إدارته أنه على صواب. وهذا ما ستبينه الأيام القادمة.
أخبار ذات صلة
0 تعليق