13 مايو 2025, 12:12 مساءً
أكد خبير الاتصال المؤسسي والتميز الدكتور رياض بن ناصر الفريجي أن الجوائز المحلية والدولية تمثل اليوم أحد أهم روافع الاتصال الاستراتيجي في المؤسسات، إذ تشكّل منصات ذكية لإعادة تقديم الهوية، وتعزيز الصورة الذهنية، وتوسيع دوائر التأثير.
وأشار الدكتور الفريجي في تصريح لـ"سبق" إلى أن المشهد السعودي يشهد نموًا متسارعًا في ثقافة الجوائز النوعية، منها جائزة الملك عبدالعزيز للجودة، وجائزة التميز الإعلامي، وجائزة العمل التطوعي، وجائزة المحتوى المحلي، إلى جانب الحضور السعودي الفاعل في محافل إقليمية مثل جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، وهي جميعها تمثل مسارات اتصال متقدمة تعبّر عن نضج المؤسسة واتجاهاتها المستقبلية.
وأضاف الفريجي حين تنال المؤسسة جائزة رفيعة، فإنها تفتح بابًا جديدًا للحوار مع بيئتها الداخلية والخارجية، فالإنجاز يتحوّل إلى سردية تُلهم، ويكتسب الموظفون شعورًا بالانتماء والفخر، يرون من خلاله مساهمتهم حاضرة ضمن قصص النجاح المؤسسي.”
وأوضح أن من أبرز ملامح الوعي المؤسسي أن تتعامل المنظمة مع الجوائز برؤية استراتيجية، تستند إلى تطابق بين مضامين الجائزة ورسالة الجهة، فاختيار الجائزة الملائمة يُعد من مؤشرات النضج في الاتصال، ويعكس فهمًا عميقًا لهوية المؤسسة وأثرها المجتمعي.
واستشهد الفريجي بتقرير حديث أظهر أن المؤسسات التي تحتفي بإنجازاتها وتستثمرها ضمن برامج اتصال داخلي وخارجي مدروسة، تسجل ارتفاعًا في مستوى الثقة المؤسسية بنسبة 30 % خلال أول ستة أشهر من التتويج، إلى جانب تحسن ملحوظ في تفاعل الجمهور مع مبادراتها بنسبة تجاوزت 27 %.
وأشار إلى أن الجهات ذات البصيرة الاتصالية تستثمر التتويج في بناء محتوى يُثري منصاتها، ويُترجم معايير الجائزة إلى قصة تروى، ومنهج يُحتذى، وسلوك يتكرس داخل فرق العمل، في الوقت الذي تتسارع فيه التحولات المؤسسية في المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030، حيث تُعد الجوائز رافعة اتصال تواكب مسارات التمكين والحوكمة والابتكار.
ونوّه الفريجي بأن القيمة الحقيقية للجائزة تظهر في قدرتها على إحداث أثر طويل المدى في المجتمع، إذ تُحفّز المؤسسات على تبني حلول واقعية، وتقديم مبادرات تُحدث فارقًا يتجاوز حدود التتويج.
وأوضح أيضًا أن معايير التميز تتغير باستمرار، حيث أصبحت المؤسسات مطالبة بإثبات قدرتها على تحويل إنجازاتها إلى تجارب مؤثرة في حياة المستفيدين، لا في السرد المكتوب فقط.
وختم بقوله : "من المفيد أن تعيد المؤسسات مراجعة علاقتها بالجوائز، من منطلق التمكين وتوسيع الأثر، فكل جائزة تُعد فرصة لقياس العمق، وتعزيز الاتساق، وتجديد الرسالة المؤسسية. وعندما يُدار الاتصال بوعي، يتحوّل التتويج إلى أداة بناء، والاحتفاء إلى مرحلة متقدمة من التأثير المستدام.”
0 تعليق