السوق العقاري.. فهم التقلبات والصعود - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

20 مايو 2025, 1:26 مساءً

في ظل كافة الأزمات والاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها أسواق العالم خلال الشهور الماضية، يبقى سوق العقار حالة استثنائية.

ورغم أنه كباقي الأسواق والأنشطة الاقتصادية يتأثر، ويتقلب، ويضعف أحيانًا، لكنه أبدًا لا ينهار كليًا، وهو ما جعل الخبراء في هذا المجال يصفونه بمقولة أن "العقار يمرض ولا يموت"، وهو ما يُجسِّد صلابة هذا القطاع الحيوي رغم كل العواصف التي قد تعصف به.

والحقيقة أن للسوق العقاري دورة حياة طبيعية مثل دورات حياة البشر؛ فهو ينتعش وترتفع أسعاره نتيجة ارتفاع الطلب.. ويصل ذروته حين تصل أسعاره لأقصى مستوياتها في حالات التضخم.. وقد يمرض ويصاب بالركود حين يقل الطلب وتجمد أو تنخفض الأسعار.. وما يلبس أن يتعافى ويعود تدريجيًا للنشاط مع تحسن المؤشرات الاقتصادية.

وقد تطول تلك الدورة أو تقصر متأثرة بعوامل عديدة، منها السياسات المالية، ونسب الفائدة البنكية، والعرض والطلب، وحتى المزاج العام للمستثمرين، إلا أن تلك التقلبات تبقى مجرد أزمات تضعف السوق، لكنها لا تميته، حيث يبقى العقار من أكثر الأصول الآمنة، نظرا للحاجة المستمرة إليه.

وفي المملكة يشهد سوق العقار تحولات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برؤية المملكة 2030، والتي تستهدف تنويع الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، وما استتبع ذلك من مشاريع وطنية ضخمة، تشكل مستقبلًا جديدًا للعقار السكني والتجاري والسياحي، وطلب متزايد على التملك، بدعم من برامج مثل "سكني" و"التمويل المدعوم"، وتحول في الأنماط العمرانية، من النمط التقليدي في البناء إلى التركيز على المجتمعات السكنية المتكاملة والمستدامة، وهو ما جعل السوق العقاري السعودي من أكثر الأسواق جذبًا في المنطقة.

وعلى الرغم من التحديات التي يشهدها هذا السوق العقاري في المملكة من ارتفاع أسعار الأراضي في بعض المدن الكبرى، وارتفاع تكاليف البناء وغيرها، يتوقع الخبراء أن يواصل السوق السعودي نموه، خاصة مع استمرار المشاريع التنموية الكبرى، وزيادة جاذبية الاستثمار الأجنبي، واهتمام الشباب بالتملك. فالعقار في السعودية، كما في المقولة المذكورة، قد يمر بفترات ركود، لكنه لا يموت، بل يعاود الصعود مع كل دورة جديدة بثقة وصلابة، خاصة إذا عرفنا أن حجم سوق العقارات السعودي في العام الماضي 2024 بلغ حوالي 270 مليار ريال سعودي، مع توقعات بأن يصل إلى 380 مليار في عام 2029.

ولا شك أن قوة السوق العقاري السعودي لا تأتي من فراغ، بل تُبنى على عدة عناصر استراتيجية واقتصادية واجتماعية تجعل منه واحدًا من أقوى الأسواق العقارية في المنطقة، بل وفي العالم العربي بشكل عام، حيث يستمد قوته من رؤية استراتيجية شاملة، وشعب شاب وطموح، واستقرار اقتصادي كبير، يدفع بالاتجاه العام للسوق نحو صعود مستمر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق