عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة


كتب محمد الجمل:


ما زال سكان قطاع غزة يواجهون الموت والمخاطر بشكل يومي، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على جميع المناطق دون توقف، وتصاعد المجازر، وتفشي الجوع في صفوف النازحين.
"الأيام" واصلت رصد مشاهد جديدة من العدوان، منها مشهد يرصد استشهاد 16,503 أطفال خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة، ومشهد آخر تحت عنوان: "عائلات جائعة بانتظار الخبز"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان: "أطفال يتوهون وسط زحام النزوح".


استشهاد 16,503 أطفال

في الوقت الذي تدعي فيه حكومة الاحتلال أنها تشن حرباً ضد فصائل المقاومة، وأنها لا تستهدف المدنيين، تعكس الأرقام الرسمية الصادرة عن جهات الاختصاص، حجم المأساة والجرائم في قطاع غزة، وتغوّل الاحتلال على المدنيين، وتصاعد استهداف الأطفال بشكل متعمّد.
ووفق آخر الأرقام والإحصاءات الرسمية، فإن عدد الشهداء الأطفال منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023 بلغ 16,503، بينهم 916 طفلاً تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وعام واحد، وكذلك 4365 طفلاً يبلغون من العمر أقل من 5 سنوات، و6101 طفل شهيد أعمارهم تتراوح بين 6 و12 عاماً، و5124 تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، وهي فئة تعتبرها منظمات الأمم المتحدة أنها تندرج ضمن فئات الأطفال، بينما هناك 343 طفلاً ولدوا واستُشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، ولم يُكتب لهم الحياة.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن هذه الأرقام المفجعة لا تُعبّر فقط عن أرواح بريئة أُزهقت، بل تعكس حجم الكارثة الإنسانية، وعمق الجريمة المرتكبة بحق جيلٍ كامل، كان من المفترض أن يحظى بالحماية والرعاية والتعليم، لا أن يتحول إلى أهداف لصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات.
وطالبت وزارة الصحة المجتمع الدولي، وهيئات حقوق الإنسان، والمنظمات الإنسانية، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف العدوان، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الأطفال والمدنيين العزل.
بينما أكدت منظمات دولية، أن الكثير من الأطفال الذين نجوا من الموت والإصابة، تعرضوا لصدمات الحروب المتكررة، وجميعهم عاشوا حياتهم تحت ظل الحصار الإسرائيلي القمعي، الذي يؤثر على كل جانب من وجودهم منذ ولادتهم.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" حذرت من أن "كثيراً من الأطفال في قطاع غزة باتوا غير قادرين على النوم وعيش طفولتهم بهدوء، لهول ما رأوه جراء الحرب الإسرائيلية"، معربة عن خشيتها على مستقبلهم في حال استمرار الحرب.
وكان مفوض عام وكالة الغوث الدولية "الأونروا"، فيليب لازاريني أكد أن التقارير تفيد بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 100 طفل يومياً في غزة منذ استئناف القصف في 18 آذار الماضي.


عائلات جائعة بانتظار الخبز
تعيش عشرات الآلاف من العائلات الجائعة في قطاع غزة حالة من الترقب بانتظار حصولها على الخبز، بعد علمها بعودة بعض المخابز في القطاع للعمل، واستعداد مؤسسات أممية للبدء بتوزيع الخبز على مخيمات النازحين في القطاع.
وأكدت عائلات نازحة أن أبناءها يعيشون حالة جوع غير مسبوقة، وأنهم سمعوا بدخول المساعدات، والطحين، ولا يريدون سوى القليل من الخبز ليسدوا به جوع أبنائهم.
وأشار المواطن يوسف زكريا، إلى أن خيمته خالية من الطحين منذ شهر، ويعيش مع أبنائه مجاعة حقيقية، حتى أصبح حلمهم رغيفاً من الخبز.
وأوضح أنه يُتابع منذ مدة حال المعابر، وسمع عن دخول الطحين وأصناف أخرى من المساعدات خلال الفترة الماضية، ويأمل بأن يتم توزيعها في القريب العاجل، وأن يحصل على حصة خبز لأطفاله.
ولفت زكريا إلى أنه لم يسبق أن عاش مثل هذا الجوع الذي يعيشه حالياً، فرغم أن الاحتلال فرض أكثر من مجاعة على قطاع غزة منذ بداية العدوان، لكن الأخيرة هي الأشد والأصعب، متمنياً انتهاء هذه الغمة، وتوقف العدوان، وعودة المساعدات للتدفق.
في حين قال المواطن خليل عمر، إنه لا يعلم حتى الآن كيف يمكن للعائلات الحصول على الخبز، وقد توجه إلى مخابز ووجدها مغلقة، رغم أن العمل يسير فيها من الداخل، وأخبره البعض بأن التوزيع سيكون من خلال نقاط يُحددها لاحقاً برنامج الغذاء العالمي، لكنه لا يعرف الآلية، ويخشى أن يحدث التوزيع دون أن يحصل على حصة لإطعام أطفاله، ولن يهدأ له بال حتى يحصل عليها، ولو تطلب الأمر قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام، أو الانتظار في طوابير ليوم كامل.
من جهته، أوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة على وشك الانهيار، بفعل الإغلاق التام واستئناف العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن اللجنة حذرت منذ أسابيع من مغبة الوصول إلى هذه المرحلة في ظل بيئة شبه مستحيلة للعمل الإنساني الفعّال.
بينما قالت المتحدثة الرسمية باسم برنامج الغذاء العالمي عبير عطيفة، إن آلية توزيع الخبز في غزة لا تزال غير واضحة؛ بانتظار استكمال المساعدات والشاحنات المحملة بالدقيق.
ووفق مصادر مطلعة، فقد دخل قطاع غزة، 90 شاحنة مساعدات وصلت إلى جميع المخابز المعنية جنوب ووسط قطاع غزة لأول مرة منذ ٢ آذار الماضي.
وتضم الشاحنات 75 شاحنة طحين و12 شاحنة مكمل غذائي، و٥ شاحنات للجنة الإماراتية فيها سكر ومواد غذائية.


أطفال يتوهون وسط زحام النزوح
تتواصل معاناة النازحين في قطاع غزة، مع استمرار إصدار الاحتلال أوامر إخلاء جديدة كل يوم تقريباً، ما يُجبر العائلات على ترك بيوتها، والتوجه إلى مناطق أخرى في القطاع، وفي بعض الأحيان تُغادر العائلات منازلها تحت النار.
ووسط زحمة النزوح، والسير مسافات طويلة، يتوه الكثير من الأطفال عن عائلاتهم، لذا تضج مواقع التواصل الاجتماعي بصور أطفال، إما يبحث عنهم ذووهم، أو وجدهم مواطنون، ونشروا صورهم من أجل التعرف عليهم، وإعادتهم إلى أهاليهم.
وفي غالب الأحيان، يتم إيجاد الطفل التائه، طالما أنه فُقد في منطقة مكتظة، ولم يضل الطريق عن عائلته في مناطق خطرة.
وبيّن المواطن ياسر سليمان، أنه نزح من شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع، تحت القصف والغارات، وسار وعائلته أكثر من 8 كيلومترات على أرجلهم، ومن شدة الزحام والتعب، فقدوا حفيده البالغ من العمر 3 سنوات، وبحثوا عنه في كل مكان.
وأشار إلى أنه وبعد 4 ساعات، اتصل بهم أحد أقاربهم، وقد شاهد صورة الطفل وقد نشرتها عائلة نازحة بعد العثور عليه، ووضعوا رقم هاتف للتواصل.
وأوضح أنه سارع بالاتصال على العائلة، واستعاد ابنه، مبيناً أنه صدف الكثير من العائلات تبحث عن أبنائها الذين تاهوا وسط زحمة النزوح.
ولفت إلى أنه بات يحرص على الأطفال، ويطلب من أفراد العائلة مراقبتهم، خاصة أنهم يتواجدون في منطقة جديدة، لا يعلمون عنها شيئاً، والتحرك قد يتسبب بضياع الأطفال، وتعذر عودتهم.
بدوره، قال المواطن محمود رضوان، إنه فقد ابنيه خلال رحلة نزوحه باتجاه مواصي خان يونس، وعثر عليهما بعد ساعات طويلة لدى عائلة وجدتهما وقد ضلا الطريق، وكانا يبكيان.
وشدد على أن النزوح أصعب شيء، فالنازح يكون باله مشغولاً في الكثير من الأشياء، ويتشتت انتباهه، وهذا قد يتسبب بفقد الأطفال في غفلة، خاصة أنهم أبطأ في السير، ما يجعلهم يتخلفون عن باقي أفراد العائلة، أو لأنهم فضوليون يتوجهون إلى بعض الأماكن بعيداً عن أفراد العائلة، فيتوهون عن الركب.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق