24 مايو 2025, 8:46 صباحاً
كشفت دراسة حديثة من جامعة أوبسالا في السويد عن نتائج مقلقة تربط بين الحرمان من النوم وصحة القلب، مشيرة إلى أن ثلاث ليالٍ فقط من النوم غير الكافي، بمعدل نحو أربع ساعات في الليلة، كافية لإحداث تغيرات خطيرة في تركيبة الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقاً للدراسة التي نُشرت تفاصيلها في صحيفة "إندبندنت"، أظهرت التحاليل التي أُجريت على 16 شاباً يتمتعون بصحة جيدة، أن قلة النوم أدّت إلى ارتفاعٍ ملحوظٍ في مستويات بروتينات التهابية في الدم. هذه البروتينات، التي يُفرزها الجسم عادةً كاستجابةٍ للتوتر أو لمواجهة الأمراض، يمكن أن تتحوّل إلى عامل تهديد حقيقي عند استمرارها في الارتفاع، إذ تُسهم في تلف الأوعية الدموية، وترفع خطر الإصابة بقصور القلب وأمراض الشرايين التاجية واضطرابات نظم القلب.
اللافت في نتائج الدراسة أن هذه التأثيرات ظهرت سريعاً، وبعد بضع ليالٍ فقط من النوم المتقطع، حتى لدى شبابٍ أصحاء. كما لاحظ الباحثون أن فعّالية التمارين الرياضية، التي تُعَد وسيلة معروفة لتعزيز صحة القلب، تتراجع عندما لا يحصل الجسم على نومٍ كافٍ، حيث انخفضت الاستجابة الطبيعية للبروتينات المفيدة مثل "إنترلوكين-6" و"عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ" (BDNF)، التي تُسهم في دعم صحة القلب والدماغ.
وأشارت الدراسة إلى أن توقيت سحب عيّنات الدم أظهر تفاوتاً في النتائج، حيث اختلفت مستويات البروتينات بين الصباح والمساء بشكلٍ أكثر وضوحاً عند نقص النوم؛ ما يسلّط الضوء على العلاقة المعقدة بين الساعة البيولوجية للجسم والعمليات الكيميائية الحيوية.
ويحذّر الباحثون من أن السهر المزمن، سواء للعمل أو لمتابعة الشاشات، قد تكون له كلفة صحية فادحة، مؤكدين أن النوم الجيد ليلاً ليس رفاهية؛ بل ضرورة بيولوجية واستثمار مباشر في الصحة وطول العمر.
0 تعليق