26 مايو 2025, 7:58 صباحاً
وسط تصاعد وتيرة القتال في أوكرانيا، عقب شن روسيا أضخم هجومٍ جوي في تاريخ الصراع، أمس، جاءت تصريحات الرئيس دونالد ترامب اللاذعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لتلقي بظلالها على المشهدَيْن السياسي والعسكري، ففي الوقت الذي تتعرَّض فيه المدن الأوكرانية لضرباتٍ صاروخية ودون طيّار أدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين، يجد ترامب نفسه في موقفٍ يعيد فيه تقييم سياساته تجاه موسكو.
انتقاداتٌ حادّة
وفي تصريحاتٍ مفاجئة نشرها ترامب على منصة "تروث سوشيال" الخاصّة به، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بأنه "أُصيب بالجنون المُطلق"، وهذه التصريحات جاءت عقب الهجوم الجوي الروسي الأكبر على أوكرانيا، الذي استخدمت فيه موسكو 367 طائرة دون طيّار وصاروخاً، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً؛ بينهم ثلاثة أطفال في منطقة جيتومير الشمالية، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يوجّه فيها ترامب انتقادات حادّة لبوتين، لكن هذه المرة اتسمت لهجته بالحّدة والذهول، متسائلاً: "ما الذي حلَّ به؟ إنه يقتل كثيراً من الناس. لست سعيدا ًبذلك".
وتندرج تصريحات ترامب في سياقٍ يزداد فيه الضغط على واشنطن لاتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه الصراع الأوكراني، ومع أن ترامب لم يكشف عن تفاصيل الخطوات التي قد يتخذها، إلا أنه أشار إلى إمكانية فرض مزيدٍ من العقوبات على روسيا، وهذا التوجّه قد يمثل تحولاً في مقاربة ترامب، الذي لطالما دعا إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكنه في الوقت نفسه انتقد القيادة الأوكرانية.
موقفٌ متشابكٌ
ولم تقتصر انتقادات ترامب على بوتين؛ بل امتدت لتشمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ حيث كتب ترامب أن "الزعيم الأوكراني لا يقدّم لبلاده أيّ خدمة بطريقة كلامه. كل ما يخرج من فمه يسبّب مشكلات، لا أحب ذلك، ويجب أن يتوقف". هذه التصريحات، التي أطلقها ترامب خلال حديثه للصحفيين في مطار موريس تاون بنيوجيرسي، تعكس وجهة نظره بأن تصريحات زيلينسكي؛ قد تكون سبباً في تعقيد الأوضاع بدلاً من حلها، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الموقف الأمريكي المتشابك.
حتى الآن، لم يصدر أيُّ رد فعلٍ فوري من الكرملين أو من مكتب زيلينسكي؛ على تصريحات ترامب؛ مما يشير إلى حالة من الانتظار والترقب لكيفية تطوّر الموقف، في ظل هذه التطورات، ومع استمرار روسيا في تقدمها العسكري شرق أوكرانيا، يظل السؤال قائماً حول مدى تأثير هذه التصريحات على مسار الحرب، وهل ستدفع الأطراف المعنية نحو حل دبلوماسي، أم ستزيد من حدّة التوترات والصراعات القائمة؟
0 تعليق