الكويت الاخباري

زخات شهب القيثارات - الكويت الاخباري

«لايف تكنولوجي»

زخة شهب القيثارات، واحدة من أبرز الظواهر الفلكية المنتظرة هذا العام، تستعد لتزيين سماء الأرض بعرض ساحر من الشهب المتساقطة. هذه الزخة السنوية، المعروفة بسرعتها وسطوعها، تبلغ ذروتها في ليلتي 22 و23 إبريل/نيسان، مقدمةً لمحبي النجوم مشهداً لا يُنسى من الجمال الكوني.
سُميت زخات القيثارة نسبةً إلى كوكبة القيثارة، وهي من أقدم زخات الشهب المسجلة. ووفقاً لبعض النصوص الصينية التاريخية، شوهدت هذه الزخة منذ 2500 عام. تتكون الكرات النارية في زخة الشهب من حطام مذنب ثاتشر، الذي يستغرق حوالي 415 عاماً ليدور حول الشمس. ومن المتوقع أن يصبح المذنب مرئياً من الأرض مرة أخرى عام 2276.
تحدث هذه الظاهرة عندما تمر الأرض عبر مخلفات المذنب C/1861 G1 ثاتشر، حيث تخترق جسيمات الغبار الغلاف الجوي بسرعة هائلة، وتشتعل مُشكّلة خطوطاً ضوئية مبهرة، تُعرف أحياناً بالكرات النارية حين تكون لامعة بشكل خاص.
ما يُميز زخة هذا العام هو تزامنها مع الليل، ما يجعل رؤيتها أوضح وأجمل، خاصة في الأماكن البعيدة عن التلوث الضوئي للمدن، وتحت سماء صافية. تستمر ذروة العرض لنحو عشرين دقيقة في ساعات الفجر، ما يمنح مراقبي السماء نافذة مثالية لرصدها.
شُوهدت زخات القيثارات منذ قرون، وربطتها العديد من الحضارات القديمة ببشائر ومناسبات روحية، واعتبرتها رسائل من السماء. أما في العصر الحديث، فقد ساهمت دراستها في تعميق فهم العلماء لتكوين المذنبات وآليات عمل النظام الشمسي. من خلال تحليل هذه الشهب، يتمكن الباحثون من استكشاف أصول هذه الأجسام السماوية وتفاعلاتها مع البيئة الأرضية.
زخة شهب القيثارات ليست فقط حدثاً بصرياً مذهلاً، بل فرصة ثمينة لاكتساب معرفة أعمق بالكون. إنها تذكير بجمال الفضاء، وبأن بدايات جديدة ونمواً واعداً يمكن أن تنبثق حتى من غبار مذنب عابر.

أخبار متعلقة :