الكويت الاخباري

كل درجة حرارة إضافية تؤثر.. دراسة : لماذا أصبحت المرأة العربية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان؟ - اخبار الكويت

تم النشر في: 

27 مايو 2025, 11:26 صباحاً

أفادت دراسة حديثة أجراها باحثون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدأ يترك آثارًا صحية خطيرة على النساء.

الاحترار وزيادة الإصابة بسرطانات الثدي والمبيض

وبحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، رصد الباحثون علاقة مثيرة للقلق بين الاحترار العالمي وزيادة معدلات الإصابة والوفاة بسرطانات الثدي والمبيض والرحم وعنق الرحم. وعلى الرغم من أن الزيادات تبدو طفيفة إحصائيًا، إلا أن تأثيرها التراكمي قد يشكل عبئًا صحيًا كبيرًا في المستقبل القريب.

وبحسب موقع مجلة "Frontiers in Public Health " السويسرية، تقود الدكتورة وفاء أبو الخير مطارية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة فريق البحث الذي اكتشف هذه العلاقة المقلقة، حيث توضح : أنه "كلما ارتفعت درجة الحرارة درجة مئوية واحدة، لاحظنا زيادة في معدلات الوفيات النسائية بسبب السرطان، وخصوصًا سرطاني المبيض والثدي". وتضيف: "قد لا تبدو الأرقام مفزعة عند النظر إليها لعام واحد، لكن التأثير التراكمي على مدى عقود قد يكون كارثيًا على الصحة العامة في المنطقة".

الدراسة شملت 17 دولة في الشرق الأوسط

وشملت الدراسة 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هي : الجزائر، البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، عمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الإمارات، وفلسطين.

طريقة معقدة لتأثر الجسم بالتغيرات المناخية

وكشفت النتائج عن طريقة معقدة يتأثر من خلالها الجسم البشري بالتغيرات المناخية. فمن ناحية، يؤدي ارتفاع الحرارة إلى زيادة تركيز الملوثات والمواد المسرطنة في البيئة، ومن ناحية أخرى يعطل عمل الأنظمة الصحية ويقلل من فرص الحصول على التشخيص المبكر والعلاج الفعّال. كما تشير بعض الفرضيات إلى أن الارتفاع الحراري قد يؤثر مباشرة على العمليات البيولوجية داخل الخلايا، ما يزيد من احتمالية التحول السرطاني.

كل درجة حرارة مئوية إضافية تؤثر

وتكشف البيانات التي جمعها الباحثون على مدى 21 عامًا (من 1998 إلى 2019) عن صورة مثيرة للقلق. فمع كل درجة حرارة مئوية إضافية، يرتفع معدل الإصابة بالسرطانات النسائية بين 173 إلى 280 حالة لكل 100 ألف امرأة. وتأتي سرطانات المبيض في المقدمة من حيث سرعة الانتشار، تليها سرطانات الرحم وعنق الرحم، ثم سرطانات الثدي.

أما على صعيد الوفيات، فإن الأرقام أكثر إثارة للقلق، حيث تتراوح الزيادة بين 171 إلى 332 حالة وفاة لكل 100 ألف امرأة لكل درجة حرارة إضافية.

انتشار السرطان ارتفع في ست دول

وعند تحليل النتائج حسب الدولة، وجد الباحثون أن انتشار السرطان والوفيات ارتفع في ست دول فقط هي : قطر، البحرين، الأردن، السعودية، الإمارات، وسوريا. وقد يعود ذلك إلى درجات الحرارة الصيفية القصوى في هذه الدول، أو عوامل أخرى لم يستطع النموذج رصدها.

النساء يتحملن العبء الأكبر للتغير المناخي

وأشار الدكتور سونغسو تشون، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة والمشارك في البحث، إلى أن النساء يتحملن العبء الأكبر للتغير المناخي : "التعرض الطويل للحرارة المرتفعة أثناء الحمل يمكن أن يترك آثارًا صحية دائمة. والمشكلة تتفاقم بسبب الفجوات الاجتماعية التي تجعل الكثيرات غير قادرات على الوصول إلى خدمات الكشف المبكر والعلاج".

وأضاف : "ارتفاع الحرارة يعمل عبر مسارات متعددة : يزيد التعرض للمواد المسرطنة، ويعطل تقديم الخدمات الصحية، وقد يؤثر حتى على العمليات البيولوجية على المستوى الخلوي. وهذه الآليات مجتمعة قد ترفع خطر السرطان بمرور الوقت".

الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة

وحذرت الدكتورة وفاء أبو الخير مطارية من أن "الدراسة لا تستطيع إثبات علاقة سببية مباشرة"، مشيرة إلى أن عوامل أخرى غير مقاسة قد تُسهم في النتائج. لكن الارتباطات المتسقة عبر دول وسرطانات متعددة توفر أساسًا قويًا لمزيد من البحث.

دمج مخاطر التغير المناخي في خطط الصحة

وشدد الباحثون على أهمية دمج مخاطر التغير المناخي في خطط الصحة العامة، مع التركيز على تعزيز أنظمة الكشف المبكر عن السرطان، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتقليل تعرض النساء للملوثات البيئية. وحذروا من أن عدم معالجة هذه الثغرات سيزيد من عبء السرطان المرتبط بالمناخ.

أخبار متعلقة :