الكويت الاخباري

الطحين منتهي الصلاحية ملاذ الجائعين في غزة - الكويت الاخباري

 

كتب عيسى سعد الله:


بعد نفاد الطحين الطازج من المخابز والمنازل ومخازن التجار، اضطر المواطنون في قطاع غزة، إلى شراء الطحين منتهي الصلاحية وسط مخاوف من الآثار الكارثية على صحتهم.
ولوحظ مؤخراً تداول المواطنين، تجارياً، هذا النوع من الطحين على نطاق واسع بعد أن خصص لإطعام الحيوانات واستخدامه كوقود للأفران التقليدية الطينية.
ورغم انتهاء صلاحيته إلا أنه يباع بسعر مرتفع جداً، مقارنة بسعره الطبيعي والذي لم يكن يتجاوز العشرة شواكل للكيس الواحد زنة 25 كيلو غراماً، بحيث أصبح يباع الآن بـ250 شيكلاً.
وتضطر شريحة واسعة من المواطنين لشرائه لعدم قدرتها على شراء الطحين الطازج، الذي يباع بسعر يتجاوز 450 شيكلاً للكيس الواحد نفس الوزن.
ويخضع المواطنون هذا النوع من الطحين لعملية تنقيه وتشميس للقضاء على جزء من الميكروبات والحشرات التي تنمو داخل الكيس، والتي تتسبب في انبعاث رواح كريهة وغير مقبولة.
وأوضح مواطنون خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" أنه لم يكن مفر أمامهم إلا الاعتماد على هذا النوع من الطحين، بعد نفاد الطحين الطازج من المحال التجارية والمؤسسات وعدم وجود بدائل.
وقال المواطن نزار أبو رمضان إنه اضطر لشراء الطحين الفاسد منتهي الصلاحية لعدم قدرته على شراء الطحين الطازج، الذي اختفى من الأسواق بشكل شبه كامل.
وأشار أبو رمضان إلى انه اعتاد في فترة المجاعة الأولى التي ضربت محافظتي غزة والشمال، العام الماضي، على تناول خبز الطحين الفاسد وعلف الحيوانات.
وبيّن أن إمكاناته المادية بالكاد تكفي لتوفير الطحين منتهي الصلاحية، معرباً عن أمله بأن يتجنب الأضرار الصحية التي حلت بصحته وصحة عائلته خلال فترة المجاعة الأولى.
ولفت إلى أنه سيُخضع الطحين لعملية تنقية وتحسين جودته، عبر التخلص من أكبر قدر ممكن من السوس، وتشميسه للتخلص من الرطوبة والروائح الكريهة.
فيما أشار المواطن ناصر أبو وردة إلى أن ضيق الحال والمجاعة أجبراه على شراء الطحين منتهي الصلاحية لانعدام الخيارات.
وقال أبو وردة إن وضعه الصحي وإعاقته الجسدية لم يشفعا له بالحصول على الطحين الطازج من المؤسسات أو اللجان الأخرى التي تنشط بالعمل الإغاثي.
وعبّر عن خشيته من إصابة أطفاله بأمراض تعرضوا لها خلال فترة المجاعة الأولى، كالإسهال وآلام البطن المستمرة والنزلات المعوية وغيرها من الأمراض التي صاحبتهم طوال العام الماضي.
ووصفت وكالة الغوث "الأونروا" فترة الحصار الحالية التي يتعرض لها قطاع غزة بأشد من الحصار الذي أعقب بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول 2023.
وجددت إسرائيل حصارها المشدد والكامل على قطاع غزة منذ الأول من آذار الماضي، حين أعلنت عن إغلاق المعابر المؤدية للقطاع بشكل كامل ومحكم، ومنع إدخال أية مواد غذائية أو دوائية للقطاع قبل أن تستأنف عدوانها في منتصف الشهر الماضي، ما أدى إلى نزوح نحو نصف مليون شخص، وتدمير عدد من مخازن المساعدات التابعة للمؤسسات.
وإثر هذا الحصار غير المسبوق توقف أكثر من خمسين مخبزاً ممولاً من برنامج الأغذية العالمي عن العمل، فيما توقفت المؤسسات الأخرى عن صرف الحصص الغذائية المشمولة بالطحين لشريحة الفقراء.
وأعلنت هذه المؤسسات، في أكثر من مناسبة وبيان، عن نفاد الطحين والأغذية الأخرى من مخازنها بشكل كامل، مؤكدة أن قطاع غزة يعيش بداية مجاعة خطيرة.
ويحد ارتفاع أسعار الطحين بشكل عام من قدرة شريحة الفقراء على شرائه، ما سيدفعهم إلى تقليص وجبات الغذاء، بما يشكل خطراً على صحتهم، لاسيما في ظل نفاد الأغذية الصحية الرئيسة، كاللحوم والفواكه والخضراوات.

 

أخبار متعلقة :