كتب خليل الشيخ:
بعد مرور نحو أسبوع، أسدل المسعفون ورجال الدفاع المدني الستار على عملية إنقاذ وانتشال جثامين الشهداء في منزل عائلة "جندية" المدمر في حي الشجاعية، ليسجل استشهاد نحو 13 فرداً دون أن يتم العثور على جثامينهم.
تصنف سجلات وزارة الصحة في غزة هؤلاء بأنهم شهداء تحت الأنقاض، ويدرجون ضمن المفقودين الذين تم الإبلاغ عنهم بأنهم تحت الركام.
وقال مقربون من العائلة والجيران، في أحاديث منفصلة لـ"الأيام": إنه بات من المؤكد وجود هذه الجثامين تحت الركام، لكن لا أحد يستطيع رؤيتهم ولا حتى انتشالهم.
وأضاف "أبو عماد" في الأربعين من عمره: "حاولنا كتير أولاً انقاذ حياة الجرحى منهم بس مقدرناش، والأكيد انهم كلهم استشهدوا بسبب العجز عن مساعدتهم".
وتابع: "تم إدراج أسمائهم كشهداء تحت الأنقاض وفي عداد المفقودين، بانتظار انتشالهم ودفنهم بطريقة تحفظ كرامتهم".
وبحسب المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً، فإن هناك نحو 15 ألف شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، والعدد في تزايد طالما استمر العدوان الإسرائيلي.
كما قالت مصادر مطلعة من وزارة الصحة، مراراً: إن نحو آلاف البلاغات عن مفقودين وصلتهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي، سواء تحت الركام أو خرجوا ولم يعودوا، وغالباً يصنف هؤلاء ما بين الشهداء مجهولي المكان أو من بين المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في مرات سابقة.
وقال المركز في بيان أصدره، قبل يومين فقط: إنه يتابع يومياً المزيد من الجثامين المصنفة بأنها تحت أنقاض المنازل المستهدفة بالقصف، معتبراً أن استمرار وجود هؤلاء تحت الأنقاض منوط بتوقيت دخول المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة.
وشدد على أنه يجب الضغط على إسرائيل لإلزامها بالكشف عن مصير المفقودين، ليس من باب أنها قضية طارئة في الحرب على غزة، بل كونها قضية إنسانية تمس كرامة الشهداء، مؤكداً أنه يجب إغلاق هذا الملف نهائياً.
يقول بلال رجب ( 41 عاماً) من بيت لاهيا: إن أربعة أطفال أشقاء من عائلته لا يزالون تحت الركام بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على قصف منزل ذويهم، لافتاً إلى أنهم مسجلون كشهداء لدى السجلات الرسمية لكن جثامينهم مفقودة.
ويضيف: إنه حاول جلب معدات ثقيلة على حسابه الشخصي خلال الهدنة التي استمرت شهرين قبل تجدد العدوان، لكنه فشل في ذلك، معرباً عن أمله بإيجاد رفاتهم ودفنهم بطريقة لائقة وإنسانية.
وتقول الفتاة "حلا" (32 عاماً): إن أبناء شقيقتها لا يزالون تحت ركام منزلهم في مشروع بيت لاهيا، وهي بانتظار أن يتم انتشالهم، مشيرة إلى أنهم مصنفون ضمن الشهداء المفقودين.
وفي هذا السياق، طالب المركز الفلسطيني للمفقودين منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، باتخاذ إجراءات عملية لانتشال جثامين آلاف الأطفال من تحت الأنقاض.
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة: إنها كانت قد انتشلت جثامين ورفات نحو 520 شهيداً كانت جثامينهم ملقاة في الشوارع العامة وتحت ركام المنازل بعد انسحاب قوات الاحتلال، خلال الهدنة الماضية التي استمرت نحو شهرين.
ومع استئناف العدوان في الثامن عشر من الشهر الماضي، بدأت وزارة الصحة بتلقي بلاغات عن وجود مفقودين، غالبيتهم محددة أماكن استشهادهم.
أخبار متعلقة :