كان المستثمرون الأجانب، بما في ذلك المؤسسات والأفراد، صافي مشترين في أسواق الأسهم الخليجية خلال الربع الأول من العام 2025، بحسب تقرير صادر عن «كامكو إنفست».
وبلغ صافي قيمة الشراء 2.8 مليار دولار مقابل 3.0 مليار دولار قيمة صافي البيع في الربع الرابع من العام 2024. وظل الاتجاه إيجابياً ببداية العام في ظل عمليات الشراء المتتالية من قبل المستثمرين الأجانب على مدار أول شهرين من العام، قبل ان تتحول الاتجاهات إلى صافي بيع خلال شهر مارس 2025.
واحتل سوق أبوظبي مركز الصدارة، إذ بلغ اجمالي قيمة عمليات صافي الشراء 2.3 مليار دولار، يليه بورصة الكويت بصفقات شراء متتالية من قبل المستثمرين الأجانب قدرها 705.6 مليون دولار أمريكي في الربع الأول من العام 2025.
وجاء سوق دبي في المرتبة التالية بصافي شراء بقيمة 343.0 مليون دولار من قبل المستثمرين الأجانب تلاها كلا من بورصتي السعودية والبحرين بصافي صفقات شراء بلغت قيمتها 252.3 مليون دولار و23.2 مليون دولار، على التوالي.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات قطر وعمان صافي عمليات بيع بقيمة 421.0 مليون دولار و459.2 مليون دولار في الربع الأول من العام 2025.
أداء الأسواق
أما على صعيد الاتجاهات الشهرية للأسواق الخليجية، فقد كشفت عن تسجيل بورصة الكويت صافي شراء بصورة متواصلة للمستثمرين الأجانب على مدار الأشهر الثلاثة الأولى من العام. في المقابل، شهدت أسواق الإمارات والسعودية صافي عمليات شراء من قبل المستثمرين الأجانب خلال شهري يناير وفبراير، قبل أن تتحول إلى صافي بيع في مارس 2025.
وفي تطور لافت، أعلنت هيئة السوق المالية السعودية السماح للأجانب بالاستثمار في أسهم الشركات المدرجة التي تمتلك أصولاً عقارية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك في إطار مساعيها لجذب رؤوس الأموال الأجنبية وتعزيز السيولة للمشاريع القائمة والمستقبلية في المدينتين.
وبالمثل في بورصة قطر، كان المستثمرون الأجانب صافي مشترين في يناير، قبل أن يتحولوا إلى صافي بائعين خلال شهري فبراير ومارس. من جهتها، شهدت بورصة عمان صافي بيع من قبل المستثمرين الأجانب طوال هذا الربع، في وقت أعلنت فيه بورصة مسقط عن إطلاق مبادرات استثمارية جديدة، من بينها التعاون مع منصات تداول إقليمية، وذلك بهدف توسيع مصادر السيولة وتحفيز الاستثمارات المحلية والدولية.
عوامل رئيسية
وتأثرت تدفقات الأموال الأجنبية إلى أسواق المنطقة بعدة عوامل رئيسية، من بينها اتجاهات الأسواق الإقليمية، والاكتتابات العامة الأولية، والتطورات الجيوسياسية، والأداء الاقتصادي لكل دولة على حدة، إلى جانب تحركات أسعار النفط الخام.
وعلى مستوى الأداء على أساس ربع سنوي، اتجهت مؤشرات أسواق الأوراق المالية نحو التراجع، إذ سجلت ست من أصل سبع بورصات انخفاضاً خلال الربع الأول من العام 2025. وأثرت حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات التجارية الأمريكية، إلى جانب التباطؤ المتوقع للاقتصاد الأمريكي، سلباً على معنويات المستثمرين في المنطقة. كما ساهمت التصريحات المتكررة من الإدارة الأمريكية بشأن فرض رسوم جمركية جديدة، وردود الفعل المقابلة من الشركاء التجاريين، في تقويض الثقة تجاه نمو الاقتصاد العالمي. كما تأثرت الأسواق بتزايد الضغوط البيعية الموسمية خلال فترة عطلة عيد الفطر، الأمر الذي أدى إلى تراجعها. ونتيجة لذلك، كان المستثمرون المحليون صافي بائعين خلال هذا الربع، في حين اقتنص المستثمرون الأجانب هذه الفرصة عبر تنفيذ صفقات شراء واسعة النطاق.
الأداء الشهري
أما من حيث الأداء على أساس شهري، بلغ صافي قيمة الشراء من قبل المستثمرين الأجانب ذروته في فبراير 2025، إذ بلغت القيمة الإجمالية لصافي الشراء الشهري 2.4 مليار دولار مقابل صافي شراء قدره 833.8 مليون دولار في يناير من العام ذاته. في المقابل، شهد شهر مارس تحولاً في الاتجاه، إذ سجل صافي بيع بقيمة 518.4 مليون دولار.
الاتجاه التاريخي
وكشف الاتجاه التاريخي لتداولات الأجانب في الأسهم المدرجة في البورصات الخليجية انخفاضاً في ربعين فقط خلال الخمسة أعوام الماضية. إذ اشترى الأجانب أعلى قيمة من الأسهم خلال الربع الأول من العام 2022 وبلغت قيمة صافي الشراء 11.0 مليار دولار، مما يعكس زيادة حادة في الشراء بصفة رئيسية في كلا من السعودية وقطر. في السعودية، بلغ صافي مبيعات المستثمرين السعوديين في سوق الأسهم السعودية خلال الربع الأول من العام 2025 نحو 945.6 مليون ريال، مقارنةً مع 4.2 مليار ريال صافي مبيعات خلال الربع الرابع من العام 2024.
في المقابل، بلغت مشتريات المؤسسات السعودية للأسهم السعودية نحو 102.8 مليون ريال، وهو ما قابله صافي مبيعات من المستثمرين الأفراد السعوديين بقيمة مليار ريال. في المقابل، عمليات الشراء كانت معظمها من قبل الأجانب غير الخليجيين، حيث بلغت قيمة مشترياتهم الصافية 2.4 مليار ريال خلال الربع، والتي قابلها جزئيًا صافي مبيعات من قبل المستثمرين الخليجيين بقيمة 1.5 مليار ريال.
المستثمرون الخليجيون
وكشفت بيانات التداول أن المستثمرين الخليجيين (باستثناء البحرين نظراً لعدم توفر البيانات) كانوا صافي بائعين في الأسواق الخليجية خلال الربع الأول من العام 2025، إذ بلغ صافي قيمة صفقات البيع 482.3 مليون دولار، مقابل 505.3 مليون دولار في الربع الرابع من العام 2024، مما يعكس تراجعاً هامشياً. وجاءت بورصة الكويت في الصدارة من حيث صافي شراء المستثمرين الخليجيين خلال هذا الربع، مسجلة 56.9 مليون دولار، تلتها بورصة دبي بصافي شراء بلغ 12.4 مليون دولار. في المقابل، سجلت كل من بورصات السعودية وأبوظبي وقطر وعمان صافي بيع من قبل المستثمرين الخليجيين، مما إثر سلباً على صفقات الشراء الاجمالية للمستثمرين الخليجيين.
أنشطة التداول
وعلى صعيد أنشطة التداول، تراجع إجمالي كمية الأسهم المتداولة في البورصات الخليجية خلال الربع الأول من العام 2025 بنسبة 24.5 في المائة ليصل إلى 86.8 مليار سهم مقابل 115.0 مليار سهم في الربع الرابع من العام 2024. وسجلت معظم البورصات الخليجية انخفاض كمية الأسهم المتداولة على أساس ربع سنوي خلال هذا الربع باستثناء قطر وعمان. وشهدت قيمة الأسهم المتداولة في بورصة قطر ارتفاعا بنسبة 1.7 في المائة لتسجل 8.9 مليار في الربع الأول من العام 2025 مقابل 8.8 مليار في الربع الرابع من العام 2024، تلاها عمان بنسبة 27.4 في المائة لتسجل 2.2 مليار في الربع الأول من العام 2025 مقابل 1.7 مليار في الربع الرابع من العام 2024. من جهة أخرى، انخفضت كمية الأسهم المتداولة في السعودية وأبو ظبي بنسبة 56.3 في المائة و22.0 في المائة في الربع الأول من العام 2025، على التوالي.
وبالمثل، انخفضت القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة في الربع الأول من العام 2025. إذ انخفضت قيمة التداولات في كل من السعودية وأبوظبي وعمان بينما شهدت بقية الأسواق ارتفاعاً في قيمة تداولاتها خلال الربع الأول من العام 2025.
وبلغت القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة 157.5 مليار دولار في الربع الأول من العام 2025 مقابل 164.3 مليار دولار في الربع الرابع من العام 2024. وسجلت الكويت أكبر زيادة في نشاط التداول، إذ ارتفعت قيمة الأسهم المتداولة من 15.1 مليار دولار في الربع الرابع من العام 2024 إلى 21.9 مليار دولار في الربع الأول من العام 2025، مما أدى إلى زيادة حصتها إلى نسبة 13.9 في المائة مقابل نسبة 9.2 في المائة في الربع الرابع من العام 2024. في المقابل، انخفض اجمالي قيمة الأسهم المتداولة في السوق السعودية على أساس ربع سنوي من 104.0 مليار دولار في الربع الرابع من العام 2024 إلى 95.7 مليار دولار في الربع الأول من العام 2025.
أعلى 10 أسهم خليجية تداولاً
تم تصنيف خمسة أسهم سعودية ضمن أعلى 10 أسهم خليجية من حيث قيمة التداولات في الربع الأول من العام 2025. وبلغ إجمالي قيمة تداولات أعلى عشرة أسهم خليجية 39.4 مليار دولار، مما يمثل نسبة 25.0 في المائة من إجمالي قيمة تداولات الأسهم الخليجية خلال هذا الربع. وجاء سهم مصرف الراجحي في صدارة القائمة بوصول قيمة التداولات على سهم البنك إلى 6.3 مليار دولار وتبعه سهم الشركة الأولى للتسويق المحلي للوقود، بتداولات بلغت قيمتها 5.2 مليار دولار، ثم سهم شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) بتداولات بلغت قيمتها 4.4 مليار دولار. وإلى جانب الأسهم السعودية، شملت الأسهم الأكثر تداولاً خلال هذا الربع أدنوك للغاز، والبنك الأهلي، وشركة إعمار العقارية.
أخبار متعلقة :