في ظل التغيرات المتسارعة التي تلقي بظلالها على حركة الطيران في المنطقة والعالم، عادت وثيقة تأمين السفر لتتصدر مشهد الاهتمام، بعد أن تكررت حالات إلغاء وتأجيل الرحلات إلى وجهات متعددة، خلال الأيام الماضية.
وبينما تزداد هذه الاضطرابات تعقيداً، تبرز وثيقة التأمين كإحدى أدوات الأمان الرئيسة، التي تضمن للمسافر تغطية شاملة ضد المفاجآت، سواء كانت صحية أو مالية أو لوجستية.
خبراء في قطاعي التأمين والسياحة أكدوا لـ«الخليج»، أن وثيقة تأمين السفر لم تعد ترفاً، بل باتت ضرورة، في زمن تتبدل فيه الظروف بسرعة، لافتين إلى أنها توفرّ تعويضات عن تأخير الرحلات أو إلغائها، إضافة إلى تغطية فقدان الأمتعة، والتعويض في حالات الكوارث وحتى خلال الطوارئ الصحية خارج البلاد، مشيرين إلى أن سعرها يتراوح بين 100 حتى 500 درهم شهرياً، حسب الوجهة والمسافة.
وأوضح هؤلاء أنه رغم أن بعض وكالات السفر، بدأت بإدراج التأمين ضمن باقاتها بشكل تلقائي، خاصة عند السفر إلى دول تشترط وجود هذه الوثيقة للدخول إليها، إلّا أن حوالي 90% من مبيعات التأمين، تتركّز في الوجهات التي تشترط شراءه كمتطلب لدخول البلد. إضافة إلى أن الإقبال على التأمين في الوجهات السياحية الساخنة منخفض، وأن الوعي بأهمية التأمين لا يزال متفاوتاً بين المسافرين، مطالبين شركات الطيران بتقديم مبادرات مشتركة لحفظ حقوق المسافرين المتضررين.
تغطية التأمين
يقول مارك باشاياني، مدير العمليات لدى شركة «باي أني إنشورنس»: إن التأمين على السفر وسيلة فعالة، لتوفير الحماية أثناء التنقل بين الوجهات السياحية العالمية، حيث يغطي حالات الطوارئ المختلفة ويهدف إلى الحفاظ على الموارد المالية للمسافر، خصوصاً في حالات مثل فقدان الأمتعة أو تأخر الرحلات. مشيراً أن سعرها يتراوح بين 100 حتى 500 درهم شهرياً للشخص الواحد، حسب بلد الوجهة والمسافة.
ويضيف: إن تغطية التأمين تشمل عدة جوانب مهمة، مثل إلغاء الرحلة، تأخّرها أو انقطاعها، الحوادث والنفقات الطبية الطارئة، إضافة إلى مجموعة مرنة من العروض التأمينية، مشيراً إلى أنه في حال حدوث كوارث أو حوادث طيران، فإن المؤمَّن يغطى من شركتي التأمين والطيران معاً، أما الغير مؤمَّن، فيتم تعويضه من شركة الطيران فقط.
مواعيد جديدة
يشير باشاياني إلى أنه في حالات إلغاء الرحلات، كتلك التي حدثت الأيام الماضية، يتم تعويض المسافرين من شركات الطيران وتقديم تواريخ مختلفة لهم، مضيفاً: «العديد من المسافرين يعوّلون على تعويضات شركات التأمين، عند حدوث تغييرات في مواعيد الرحلات، دون إدراك الفروقات بين ما يغطيه التأمين وما توفره شركات الطيران، الشركات يجب أن توفر حجز بديل في هذه الحالة، حتى لو لم يكن بحوزة المسافر وثيقة تأمين». ويقول: إن حوالي 90% من مبيعات تأمين السفر، تتركّز في الوجهات التي تشترط شراء التأمين كمتطلب لدخول البلد وأن الإقبال على التأمين في الوجهات السياحية الساخنة منخفض، رغم أنها قد تكون أكثر عرضة للمخاطر المحتملة، ما يشير إلى وجود نقص في الوعي لدى المسافر، بأهمية التأمين بين المسافرين.
ضعف الوعي
يرى الخبير السياحي سعود الدرمكي، أن التوترات الأخيرة أثّرت في حركة الطيران المدني في المنطقة بشكل كبير، حيث شملت الحركة العامه للطيران والسفر ومواعيد الرحلات. مضيفاً: إن مسألة التأمين على السفر، أصبحت ضرورة ملحّة، في ظل هذه الظروف، من حيث حفظ حقوق المسافر في حجوزات الطيران والفنادق، أو الأضرار التي يتكبّدها. ويضيف: «نسبة كبيرة منهم لا تهتم بموضوع وثيقة تأمين السفر، يوجد نقص وعي لدى بعض المسافرين لأهمية التأمين وأدعو هؤلاء إلى مراجعة شركات الطيران ومعرفة فوائده وأهميته وهناك عدة خيارات مناسبة شهرية وسنوية تقدّم لهم».
ويرى الدرمكي أن مستوى المخاطر الحالية، التي تواجه الطيران المدني في المنطقة، قد تؤثر سلباً على المستوى العالمي والإقليمي لحركة نشاط الطيران، مطالباً شركات الطيران بتقديم مبادرات مشتركة لحفظ حقوق المسافرين.
اهتمام متباين
يقول سيف المدني، مدير قسم المبيعات والتسويق في شركة «أبناء العارف» للسفريات، أن تأمين السفر أصبح من الجوانب الأساسية لأي رحلة، كونه يوفر حماية شاملة للمسافر في حال حدوث أي طارئ ويضيف: «حرصاً على الامتثال للمتطلبات الدولية، بدأ العديد من وكالات السفر بإدراج التأمين، ضمن باقات السفر بشكل تلقائي، خاصة عند السفر إلى دول تشترطه، فيما تتيح بعض الوكالات التأمين كخيار يُترك للمسافر».
ويشير إلى أنه رغم ازدياد الوعي بأهمية تأمين السفر، إلا أن هذا الوعي لا يزال متفاوتاً بين المسافرين، فالمعتادون على السفر أو من يتجهون إلى وجهات بعيدة، يدركون فوائده بشكل أكبر، بينما يرى البعض الآخر أنه مجرد تكلفة إضافية، مشيراً إلى أن الفترة التي تلت جائحة كورونا شهدت اهتماماً متزايداً بالتأمين.
سياسة الشركات
يوضح المدني أن وجود تأمين لدى المسافر يتيح له الاستفادة من تغطية حالات الإلغاء، مشيراً إلى أن بعض شركات الطيران تدرج التأمين تلقائياً ضمن سعر التذكرة وأن بعضها تقدّم تواريخ جديدة، بغض النظر عن التأمين، إلا أن ذلك يختلف باختلاف شركة الطيران وسياسة الحجز المتبعة.
يضيف المدني: إن جائحة كورونا دفعت شركات الطيران والفنادق، إلى تبني سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بالإلغاء واسترداد المبالغ، ما يجعل وجود تأمين قوي وشامل، أمراً بالغ الأهمية للمسافر، خاصة عند التعرض لأي ظرف طارئ.
أما عن أبرز الأسئلة التي يطرحها العملاء من حاملي وثيقة التأمين، أشار المدني إلى أنها تتعلق بإمكانية استرداد المبالغ في حال الإلغاء وآلية تعويض الأمتعة المفقودة، بالإضافة إلى مدة معالجة طلبات التعويض وما إذا كان التأمين يغطي الأمراض المزمنة، إلى جانب التساؤلات حول اشتراط بعض الدول وجود تأمين للدخول إليها.
أخبار متعلقة :