الكويت الاخباري

الإخلاءات المتكررة والمجاعة ترهق كاهل النازحين في غزة - الكويت الاخباري

غزة - "الأيام": لم يتوانَ رب الأسرة محمد صافي (47 عاماً) عن انتشال ما يمكن من أثاث ومتاع وغادر خيمته المقامة في منطقة "حمد" شمال غربي خان يونس، جنوب قطاع غزة، هرباً من اعتداءات الاحتلال.
لم يجد أفراد هذه الأسرة مكاناً يؤويهم سوى مساحة صغيرة على رمال شاطئ "القرارة" وسط قطاع غزة، ولم يسعفهم الوقت لإنشاء خيمة جديدة بدل التي تركوها خلفهم وهربوا تحت نيران وشظايا مدافع الاحتلال.
وقال صافي، الذي بحث لأبنائه عن "جالون" مياه ليشربوها فور وصولهم، إنه غادر خيمته باتجاه الغرب، تحت وقع القصف الذي أدى إلى تناثر الشظايا بين الخيام والأبنية المهدمة، وإصابة مَن تواجد في المكان، معتبراً أنه نجا وأسرته من الموت بأعجوبة.
وأعرب عن شعوره باليأس والإحباط لتكرار نزوحه بدءاً من "خزاعة" قبل نحو شهرين، حتى نزوحه الأخير من مدينة حمد، مشيراً إلى أنه في كل مرة يواجه الموت.
واكتظت مناطق الخيام ومراكز النزوح المقامة عشوائياً في منطقة "المواصي" غرب خان يونس، عقب نزوح عشرات الآلاف من البلدات الشرقية، وعلى طول طريق صلاح الدين، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وطالبت قوات الاحتلال سكان حيي "حمد"، و"الجلاء" والجزأين الخامس والسادس من منطقة القرارة، بالإخلاء الفوري باتجاه شاطئ البحر، لافتاً إلى أنه سيوسع ما يسميه "المناطق الحمراء".
وكان جيش الاحتلال أخلى مناطق واسعة من القرى والبلدات شرق خان يونس ورفح والأحياء الشرقية والشمالية لبلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، في إطار خطته العسكرية لتوسيع "المناطق الحمراء".
وتشبه حالة المواطن صافي حالة المئات من العائلات التي نزحت عند الشاطئ، بسبب عدم وجود مناطق خالية يمكن لهؤلاء أن يقيموا فيها الخيام.
"الجيش سيعمل بقوة شديدة جداً في منطقتكم، من أجل سلامتكم، اِخلوا فوراً إلى منطقة المواصي، ولا تحاولوا العودة إلى مناطق القتال".
هذه التعليمات والأوامر أو ما يشابهها باتت تشكل خوفاً ورعباً شديدين للسكان والنازحين في كافة مناطق تواجدهم بقطاع غزة، حسب ما قاله النازح وليد أبو دقة (41 عاماً) من خان يونس.
وأضاف أبو دقة: "ها نحن ننزح ونبحث عن مكان آمن، قد يكون في المواصي، لننجو بحياتنا من القصف والتدمير الذي تمارسه إسرائيل". وتابع: "الواحد مش عارف ايش يعمل، مرة بنفكر كيف ننزح ومرة وين نروح، وكمان مشغولين كيف بدنا ندبر أكل الأولاد".
ويواجه مواطنو قطاع غزة بشكل عام، أوامر الإخلاء وتعليمات الاحتلال بالنزوح، بكثير من الغضب والاستياء، تحت وقع استمرار القصف بمختلف أشكاله الجوي والمدفعي، في وقت ينشغل جميع هؤلاء بكيفية الحصول على الدقيق ومواجهة المجاعة.
من جهته، قال الشاب شادي (30 عاماً): "لم يعد لدينا القدرة أو الإمكانية على المضي في حركة النزوح المتكررة والتي لا يكف الاحتلال عن ممارستها تحت التهديد بالقتل والتدمير".
وأضاف شادي: "قبل أسبوعين وصلنا لجورة اللوت وسط خان يونس، وهددونا ونزحنا لشارع جلال ومنه إلى مدينة حمد، واليوم هددونا نطلع من حمد".
"الغريب أن الاحتلال يطلب من السكان والنازحين على حد سواء إخلاء منطقة سكنهم أو تواجدهم، والتوجه إلى مناطق إنسانية، مع العلم أنه ليس هناك مناطق لا إنسانية ولا آمنة" هكذا علقت المواطنة آمال في الخمسينيات من عمرها، بغضب شديد، بعد أن لملمت ما خف وزنه من الأثاث وغادرت مع أبنائها منطقة "شرق القرارة" جنوب القطاع.
وأشارت إلى أنها كانت قد نزحت عدة مرات عن منزلها خلال الشهور الماضية وسط خان يونس، وهناك تعرضت للقصف مع أفراد أسرتها، ما تسبب لها بجروح طفيفة، وقد استقر بها الحال على حافة ما يسميه السكان لسان الميناء غرب خان يونس.

 

أخبار متعلقة :