الكويت الاخباري

"فرضيات فسيولوجية متقدمة ".. استشاري طب نوم سعودي يقدّم قراءة علمية فريدة لقصة "أصحاب الكهف" - اخبار الكويت

تم النشر في: 

21 يونيو 2025, 9:59 صباحاً

قدّم البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم بكلية الطب والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود، قراءة علمية جديدة لقصة “أصحاب الكهف” كما وردت في القرآن الكريم، وذلك عبر ورقة بحثية نُشرت هذا الأسبوع. استعرض فيها أوجه التوازي بين الوصف القرآني والتفسيرات الحديثة في علم النوم وفسيولوجيا الجسم، مما قد يفتح آفاقًا لاستخدامات غير مسبوقة في مجالات طب النوم وعلوم الفضاء.

وأكد باهمام أن هدف الورقة ليس إثبات الإعجاز العلمي، بل السعي نحو فهم أعمق للنصوص القرآنية ضمن إطار علمي رصين، واستكشاف إمكانات علمية في مجال النوم المطوّل والحالات ذات النشاط الاستقلابي المنخفض، معتبرًا أن هذا الربط بين التراث الديني والمعرفة الأكاديمية يمثل جسرًا معرفيًا مهمًا.

تقاطع النص القرآني مع العلوم الحديثة

وأوضح البروفيسور باهمام، عبر حسابه على منصة "إكس"، أن الورقة ركزت على دراسة نوم أصحاب الكهف، مستندة إلى الآيات الكريمة، ومقارَنة مضامينها بالمعطيات العلمية الحديثة لتطوير فرضيات بحثية جديدة.

وأشار إلى أن القرآن الكريم قدّم وصفًا دقيقًا لبيئة النوم المثالية التي تتقاطع بشكل مذهل مع نتائج أبحاث النوم الحديثة.

ملامح بيئة النوم المثالية في قصة أصحاب الكهف

من أبرز ما تناولته الورقة:

خفض التحفيز السمعي، كما في قوله تعالى: "فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ"، وهو ما يتوافق مع الدراسات التي تؤكد أثر الضوضاء على جودة النوم.

التوازن في تعرض الجسم للضوء، حيث تشير الآيات إلى تعرض الكهف لأشعة الشمس عند الشروق والغروب فقط، ما يساعد في الحفاظ على الساعة البيولوجية دون التأثير الضار للضوء المباشر.

تقليب الأجساد، في قوله تعالى: "وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ"، وهو ما يُمارس طبيًا اليوم لمنع تقرّحات الفراش وتجلط الدم.

انفتاح جزئي للعيون، كما جاء في الآية: "وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا"، ما قد يُبقي الإحساس بالضوء نشطًا ويحافظ على ترطيب العين ومنع جفاف القرنية.

فرضيات فسيولوجية متقدمة

استعرضت الورقة أيضًا فرضيات علمية متعلقة ببيئة الكهف الداخلية، منها أن ثبات درجة الحرارة داخل الكهف يخلق بيئة حرارية محايدة تقلل من معدل الأيض، وأن نسبة ثاني أكسيد الكربون العالية أو وجود الأيونات السالبة قد تُسهم في تعزيز النوم العميق. كما أشارت إلى احتمالية اعتماد الجسم على آليات طبيعية لمقاومة الإجهاد التأكسدي، ما يحفظ صحة الأنسجة والدماغ خلال فترات النوم الطويلة.

المقارنة مع روايات دينية أخرى

قارن باهمام القصة القرآنية بنماذج مشابهة في الثقافات الدينية الأخرى مثل "حوني هامعجيل" في التراث اليهودي و"أبيميلك" في المسيحية، مؤكدًا أن القصة القرآنية تتفرد بدقة فسيولوجية لا مثيل لها في تلك الروايات.

وأوضح أن الدراسة استندت إلى تحليل علمي للنصوص الدينية مع الحفاظ على الطابع التأويلي الروحي، واعتمدت على مراجعة علمية موسعة شملت أبحاثًا نُشرت منذ عام 1970 وحتى منتصف عام 2024.

تطبيقات طبية مستقبلية

تقترح الورقة البحثية إمكانية تطوير بيئات علاجية تحاكي الكهف، لاستخدامها في علاج اضطرابات النوم المزمنة، وتصميم بروتوكولات للعلاج الضوئي تعتمد على التعرض الطبيعي والمنظم للضوء، بالإضافة إلى أنظمة ذكية لتقليب طريحي الفراش بشكل منتظم وآمن.

تعزيز الحوار العلمي والديني

اختتم البروفيسور باهمام حديثه بالتأكيد على أن الدراسة تسعى لتعزيز الحوار بين العلوم الطبيعية والدراسات الدينية، وتحفيز مزيد من الأبحاث في مجال النوم والاستقلاب، مع نقل المعرفة بلغة علمية تستهدف جمهورًا أوسع، بما في ذلك غير الناطقين بالعربية، من أجل تعزيز التفاهم الحضاري.

أخبار متعلقة :