الكويت الاخباري

الاحتلال يستغل الحرب على إيران لتعميق المجاعة في غزة - الكويت الاخباري

كتب عيسى سعد الله:


تحت ستار عدوانه المتواصل على إيران لليوم العاشر على التوالي، يشدد الاحتلال حصاره على قطاع غزة، ويعمّق من أزمة المجاعة المميتة، مستغلاً انشغال العالم في حربه على إيران وتحرره من الضغوط الدولية.
ولليوم الخامس على التوالي يمنع الاحتلال إدخال أي مساعدات للقطاع بعد أن سمح بإدخالها ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
واقتصر إدخال الاحتلال للمساعدات، تحت وقع الضغوط الدولية والمنظمات الأممية، على كميات محدودة من الطحين، بعد أن نفد من قطاع غزة بشكل شبه كامل، وأدى إلى تفاقم المجاعة.
وحسب خبراء ومختصين ومطلعين فإن كميات الطحين التي أدخلها الاحتلال إلى غزة، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لا تكفي لسد الحد الأدنى من حاجة المواطنين، الذين يفشل الكثير منهم في الحصول عليه بسبب الفوضى التي تعتري إدخال الطحين للقطاع، وعدم سماح الاحتلال بوصوله إلى مخازن المنظمات الدولية في قلب المدن.
وعلى مدار الأيام الخمسة الماضية، التي شهدت حجب الاحتلال دخول المساعدات، اختفى الطحين من الأسواق، وارتفعت أسعاره، وسط خشية وقلق كبيرين في صفوف المواطنين من استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار، وعدم رغبة العالم في الضغط على الاحتلال لإجباره على فتح المعابر، ما سيؤدي حتماً إلى تعميق أزمة المجاعة ووفاة المزيد من المواطنين جوعاً.
وعادت أسعار بعض المواد الغذائية، التي انخفضت مؤخراً بشكل طفيف، للارتفاع الكبير، خاصة الطحين وزيت الطهي والسكر والأرز والعدس.
وبلغت المجاعة ذروتها مؤخراً بعد أن أدى الحصار الإسرائيلي المشدد الذي فرضته قوات الاحتلال على القطاع في الأول من شهر آذار الماضي، إلى إغلاق كل منابع ونوافد الحياة، وفي مقدمتها المخابز والمطابخ المجتمعية و"التكايا" والمساعدات والمشاريع الإغاثية.
ورغم عدم إعلان الاحتلال عن إدخاله للمساعدات خلال الأيام الأخيرة، إلا أن الجوع والحاجة يدفعان عشرات آلاف المواطنين للتوجه إلى الأماكن المفترض أن تصل أو تمر من خلالها شاحنات المساعدات، على أمل وصولها للظفر بكميات ولو محدودة من الطحين والمواد الغذائية الأخرى.
وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر في صفوف هؤلاء المواطنين الذين يجوبون الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن الطعام، كما هو الحال مع المواطن محمود السلطان، الذي يضطر للذهاب من شمال غزة إلى مدينة رفح بحثاً عن الطعام.
وقال السلطان إنه يتعرض يومياً لخطر الموت قتلاً من قناصة الاحتلال خلال توجهه إلى أماكن وساحات مفترضة لتوزيع المساعدات.
وتسود حالة من البلبلة في صفوف الشارع الغزي في ظل ضبابية وضع المعابر، وآليات إدخال المساعدات أو البضائع للقطاع التجاري، لاسيما في ظل الحديث المتصاعد من أكثر من جهة محلية، عن نية الاحتلال السماح للقطاع التجاري بالعمل في إدخال المواد الغذائية للقطاع بعد توقف دام أربعة أشهر.
ولكن وحتى اللحظة، وحسب مصادر مطلعة لـ"الأيام"، يرفض التجار استيراد المواد الغذائية بسبب الارتفاع الكبير في كلفة تنسيق إدخال الشاحنة الواحدة، التي تبلغ أكثر من نصف مليون شيكل، عدا التكلفة المبالغ فيها في عمليات التأمين، وعدم ضمان وصولها إلى مخازن التجار.
وحسب آخر إحصاءات المؤسسات المحلية فقد استشهد أكثر من 450 مواطناً من طالبي المساعدات، وفقدان نحو 40 آخرين، وإصابة نحو 4000 خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، سواء عبر الآلية الإسرائيلية الأميركية المميتة، أو من خلال محاولتهم تسلق واعتراض شاحنات المساعدات التي تدخل عبر حاجزي كرم أبو سالم جنوب القطاع، و"زيكيم" شماله.
وفقدت المؤسسات الدولية والمحلية قدرتها على العمل الإغاثي في القطاع، في ظل نفاد المواد الغذائية، ورفض الاحتلال إدخال كميات هائلة من المواد الخاصة بها، والتي تنتظر خلف الحدود.

 

أخبار متعلقة :