الكويت الاخباري

أسعار الحطب تبلغ مستويات قياسية في غزة مع اشتداد الحصار - الكويت الاخباري

كتب عيسى سعد الله:

 

شارف مخزون الحطب والبلاستيك الذي اعتاد المواطنون على استخدامه كبديل لغاز الطهي على النفاد بعد نحو عامين من منع الاحتلال إدخال الغاز لشمال قطاع غزة.
وعكس الارتفاع الجنوني في أسعار هذه البدائل غير الصحية للغاز عمق الأزمة التي تضرب كل أسرة في القطاع الذي يرزح تحت حصار مشدد منذ أربعة اشهر.
ولامس سعر كلغم الحطب بكافة أنواعه سقف الثمانية شواكل، وكذلك الأمر مع البلاستيك الملوث للبيئة، ما أدى الى حالة إرباك في صفوف الفقراء لعدم قدرتهم على شرائه.
وتحتاج الأسرة يومياً الى خمسة كيلوغرامات من الحطب بالمتوسط وهذا يتطلب شهرياً مبلغاً يتجاوز ألف شيكل وهو مبلغ لا تستطيع تحمله.
ونفدت الاخشاب والاحطاب من محال بيعها والأماكن التقليدية واقتصر توفرها بكميات بسيطة على بسطات صغيرة منتشرة في احياء مدينة غزة التي لم ينزح سكانها منها.
واضطر السكان للاستعانة بمواد بلاستيكية ملوثة لايقاد النار واعداد المأكولات وسط مخاوف جسيمة من الآثار الكارثية على صحتهم، كما هو الحال مع زكي خميس صلاح والذي يستعين ببعض الملابس المهترئة والحرامات لايقاد النار لوالدته التي تتكفل بعملية الطهي وتسخين الخبز.
ورغم علمه بالمخاطر الجسيمة لاستخدام الملابس في ايقاد النار، الا انه برر ذلك بعدم قدرته على شراء الحطب بسبب ارتفاع سعره.
وقال صلاح لـ"الأيام": لا يمكن لي ولمعظم الأسر تحمل الحد الأدنى من نفقات الاسرة وفي مقدمتها شراء الحطب او البلاستيك اللازم للطهي.
وأكد انه اصبح يقضي جل وقته بحثاً بين اكوام القمامة والمساكن المدمرة على أي شيء قابل للاشتعال، معرباً عن خشيته من نفاد مثل هذه المواد رغم خطورتها.
وزادت سيطرة جيش الاحتلال على محافظة شمال غزة من ازمة نقص الحطب كونها منطقة غنية الى حد ما بكميات كبيرة من الاحطاب من بقايا عمليات التجريف التي نفذتها قوات الاحتلال على مدار الشهرين الماضيين من عمر احتلاله للمحافظة، فضلاً عن توفر كميات كبيرة من الاخشاب داخل المنازل المدمرة حديثاً.
ورغم ذلك فإن الكثير من العاملين في مجال جمع الحطب وخصوصاً من الشباب والفتية يخاطرون بحياتهم ويتسللون الى اطراف المحافظة من أجل جمع كميات من الاحطاب سواء للاستخدام المنزلي الخاص او من اجل بيعها، كما هو الحال مع الشاب مهيب زايد والذي يتسلل يومياً في ساعات الصباح الأولى الى اطراف حي السلاطين غرب بيت لاهيا من اجل جمع الحطب من الكروم والحقول المجرفة المحيطة بالحي.
وقال زايد لـ"الأيام" ان الوصول للمنطقة ينطوي على مخاطر هائلة بسبب قرب تواجد جيش الاحتلال منها وخضوعها للرقابة الشديدة من قبل الطائرات المسيرة التي لا تفارق الأجواء.
وأوضح انه في معظم الأحيان ينجح في الوصول للمنطقة التي نزح منها الى داخل مدينة غزة وجمع الحطب والأخشاب من بقايا المنازل المدمرة، مؤكداً ان جزءاً من غلته يسخره للاستخدام المنزلي والجزء الآخر يعتمد عليه في مصدر رزقه لإعالة أسرته.
وقال زايد في العشرينيات من عمره ان الكثير من رفاقه العاملين في المهنة استشهدوا وأصيبوا، ولكن لا بديل آخر امامهم في ظل الارتفاع المهول في أسعار الحطب والوقود البديل لغاز الطهي.
فيما يتسلل العشرات من المواطنين الآخرين لحي بئر النعجة الذي يغلب عليه الطابع الزراعي شمال جباليا للبحث عن الحطب في باطن الأرض، بعد ان جرفت قوات الاحتلال جميع بياراته وحقوله من الحمضيات والزيتون.
ورغم عدم تواجد قوات الاحتلال في المنطقة، الا ان عمليات القصف المتواصلة تحد من قدرة المواطنين على جمع كميات كبيرة من الحطب والذي يتم بيعه بأسعار ملتهبة.
ويحاول البعض من هؤلاء المواطنين جمع البلاستيك وخصوصاً البراميل البلاستيكية المثقوبة وغير الصالحة للاستخدام من اجل تقطيعها وبيعها للمواطنين لاستخدامها في مواقد تعمل على الطاقة الكهربائية منخفضة الجهد، كما هو الحال مع المواطن محمود عوض الذي يجمع يومياً برفقة عدد من رفاقه عدداً من البراميل.
وقال عوض لـ"الأيام" ان المهمة ليست سهلة ولكنها مجدية اقتصادياً في ظل ارتفاع الأسعار.
وترفض قوات الاحتلال إدخال غاز الطهي للقطاع منذ الأول من شهر آذار الماضي، عندما أعلنت بشكل رسمي تنصلها من التهدئة التي وقعتها مع حركة حماس في التاسع عشر من شهر كانون الثاني الماضي واستمرت لمدة أربعين يوماً.

 

أخبار متعلقة :