كتب خليل الشيخ:
"بقينا ننتظر وصول المياه لعدة أيام وعندما قدمنا شكوى قالوا إن الآبار معطلة بسبب نقص الوقود" هكذا قال المواطن باسم كلاب (50 عاماً) النازح في منطقة المواصي غرب خان يونس.
واضاف كلاب لـ"الأيام": يمكن التكيف مع الحياة الصعبة مهما كانت، لكن انقطاع المياه لا يمكن قبوله ولا تسير الحياه بدونها".
ويشتكي هؤلاء النازحون من الانقطاع الطويل للمياه بنوعيها الشرب والعادية بسبب تعطل عمل الآبار، ويضطرون للسير مسافات بعيدة من أجل الحصول على بضعة غالونات.
وقال كلاب إن المياه لم تصلهم منذ عدة ايام وعند السؤال والاستفسار يتم ابلاغهم ان الوضع صعب وينتظرون الحصول على وقود لتشغيل البئر المخصصة لتغذية منطقة نزوحهم.
وأضاف: لا يوجد مياه حلوة في محطات التحلية ولا مالحة في الحنفيات المنتشرة بين الخيام، مطالباً البلدية والمؤسسات الدولية العمل على توفير سولار لحل أزمة المياه.
من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف": إن نحو 60% من مرافق إنتاج المياه متوقفة ما يعرض السكان لخطر الجفاف المبرمج سياسياً.
وأضاف المتحدث باسم "يونيسيف" جيمس إيلدر: الأطفال سيبدؤون بالموت عطشاً ونحن بعيدون جداً عن معايير الطوارئ لمياه الشرب، وبالتالي هناك انهيار في إمدادات المياه، لافتاً إلى أن هذا الواقع سببه نقص الوقود والسبب في نقص الوقود هو استمرار الحصار المفروض على القطاع.
من جانبها قالت بلدية خان يونس إن آبار المياه ومحطات التحلية معطلة عن العمل بسبب نقص الوقود، مشيرة إلى وجود نحو 900 ألف نسمة يعانون من عدم الحصول على المياه النظيفة للشرب والمياه المستخدمة للاستعمال المنزلي.
تعطل قطاعي الصرف الصحي والنفايات
لم تكن أزمة نقص المياه وحدها الناجمة عن نقص الوقود بل طال النقص في إمدادات الوقود إلى تعطل عمل البلديات فيما يتعلق بقطاعي الصرف الصحي والنفايات وفقاً لبلديتي النصيرات والزوايدة وسط قطاع غزة، واللتين أعلنت عن توقف خدماتها الأساسية بشكل كامل لنفس السبب.
وقال المواطن عبد الرحمن فلفل (36 عاماً) أنه يعمل برفقة فريق من الناشطين والمتطوعين من أجل إيصال شكاوى المواطنين والنازحين في بلدة الزوايدة بخصوص تجمعات الصرف الصحي بين الخيام.
وأضاف: إنه ينزح في خيمة مقامة على الطريق العام في البلدة والتي يحيطها قنوات وتجمعات المياه العادمة فيما يشتكي باقي النازحين من انتشار كبير للروائح الكريهة والحشرات فضلاً عن تلوث خيامهم من الداخل بسبب قربها من النفايات الصلبة وتجمعات المياه العادمة
ووجهت بلديتا الزوايدة والنصيرات نداء عاجلاً للمؤسسات الدولية والإنسانية من أجل التدخل وتوفير الوقود، محذرتين من الآثار الكارثية المحتملة من تعطل قطاعي الصرف الصحي والنفايات وظهور مكاره صحية تهدد حياة وصحة السكان والنازحين.
وفي هذا الإطار قالت بلدية خان يونس إنها أوقفت خدماتها الأساسية عن العمل، ما تسبب بكوارث بيئية وصحية ناجمة عن تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وانتشار الأمراض والأوبئة.
تقليص الخدمات الصحية
على الصعيد ذاته أعلنت مصادر إدارية طبية عن انتهاء كمية السولار المخصصة لتشغيل مولدات الكهرباء وبالتالي التحذير من توقف الخدمات الطبية في ظل عدم وجود بدائل للطاقة الكهربائية اللازمة في المستشفيات.
وأضافت المصادر في أحاديث متفرقة لـ"الأيام" إن نقص السولار يقلل من حركة مرور سيارات الإسعاف والدفاع المدني وبالتالي المساس بآلية نقل المصابين وتنقل المرضى، لافتة إلى أن ضرورة إجراء التنسيق مع الاحتلال، للمؤسسات الإغاثية في رفح من أجل نقل نحو مليون ليتر وقود موجودة جنوب القطاع.
أخبار متعلقة :