30 يونيو 2025, 7:04 صباحاً
في تصريح لافت، أعلن سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراني، أن طهران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن ذلك حق غير قابل للتصرف بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وتزامن تصريح إيراني مع التوترات المتصاعدة بعد الضربات الإسرائيلية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، مما أثار جدلًا حول مصير البرنامج النووي الإيراني، فلماذا تتمسك إيران بهذا الموقف؟ وما تداعياته على المفاوضات الدولية؟
استعدادات التفاوض
أكد إيراني، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز"، أن تخصيب اليورانيوم لأغراض الطاقة السلمية هو حق مشروع لإيران، مشددًا على أن بلاده مستعدة للتفاوض، لكنها ترفض "الاستسلام غير المشروط"، وأوضح أن الظروف الحالية، بعد الضربات الأمريكية الأخيرة، ليست ملائمة لاستئناف المفاوضات، خاصة في غياب طلبات رسمية للحوار، وهذا الموقف يعكس تصميم إيران على الحفاظ على سيادتها النووية، رغم الضغوط الدولية المتزايدة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأشار إيراني إلى أن طهران قد تكون منفتحة على نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسب 20% و60% إلى دولة أخرى، بشرط التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، ومع ذلك، أكد أن هذا الخيار لا يعني التخلي عن إنتاج اليورانيوم محليًا، وهو شرط ترفضه واشنطن بشدة.
الرقابة الدولية
ونفى إيراني وجود تهديدات ضد رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو مفتشيها، رغم اتهامات إيرانية بمساعدتهم لإسرائيل في تبرير هجماتها، وأوضح أن البرلمان الإيراني علّق التعاون مع الوكالة، مما أدى إلى حرمان المفتشين من الوصول إلى المنشآت النووية، مع التأكيد على أن المفتشين في "ظروف آمنة"، هذا التعليق يثير تساؤلات حول نزاهة عمل الوكالة في إيران، ويعقّد جهود الرقابة الدولية.
وأبدى إيراني استياءه من أداء مفتشي الوكالة، معتبرًا أنهم "لم يقوموا بواجباتهم"، مما يعكس توتر العلاقة بين طهران والوكالة الدولية في ظل التصعيد الحالي.
تداعيات الضربات
وأثارت الضربات الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية جدلًا واسعًا، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المنشآت "دُمرت بالكامل"، لكن رافائيل غروسي وصف الأضرار بأنها "خطيرة جدًا"، مشيرًا إلى أن إيران قد تستأنف إنتاج اليورانيوم المخصب خلال أشهر، ونفى ترامب تقارير عن نقل إيران 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من منشأة فوردو قبل الضربات، معتبرًا ذلك "عملية صعبة وخطيرة".
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن اتصالات إيرانية تم اعتراضها، أشارت إلى أن الأضرار كانت أقل مما توقعه المسؤولون الإيرانيون، وردّت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بسخرية، نافية قدرة إيران على تقييم الأضرار بدقة تحت مئات الأقدام من الأنقاض.
وعلى صعيد آخر، أعرب عبد الرحيم موسوي رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، عن شكوكه في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب بعد حرب استمرت 12 يومًا. وأكد موسوي أن إيران مستعدة للرد بقوة على أي عدوان جديد، متهمًا إسرائيل والولايات المتحدة بعدم الالتزام بالقواعد الدولية، فهل ستتمكن إيران من تحقيق توازن بين الحفاظ على برنامجها النووي والاستجابة للضغوط الدولية؟ أم أن التصعيد الحالي سيؤدي إلى مواجهات جديدة؟
أخبار متعلقة :