02 يوليو 2025, 5:51 صباحاً
جسد خمسة شبان من محافظة قلوة بمنطقة الباحة أسمى معاني الشجاعة والتضحية، بعدما تدخلوا بشكل بطولي لإنقاذ شاب احتُجز داخل مركبته المشتعلة عقب حادث مروري مروّع، أسفر عن وفاة ثلاثة من ركّابها، بينما نجا الرابع بفضل الله ثم بفضل شجاعتهم.
الحادث وقع قرب أحد المساجد وقت انتظار الصلاة، حين انحرفت مركبة عن مسارها واستقرت داخل حديقة مجاورة، قبل أن تشتعل فيها النيران بسرعة وشراسة، ليتحرك الشبان الخمسة على الفور لمحاولة الإنقاذ، رغم اشتعال اللهب وتسرب الوقود.
وروى أحد الأبطال المنقذين، محمد عيضة الزرعي، لـ"سبق" تفاصيل اللحظات الحرجة قائلاً: "كنت واقفًا قرب المسجد مع أربعة من زملائي عندما وقع الحادث، هرعنا نحو المركبة، وحاولت فتح الأبواب من الجهة اليمنى لكنها كانت مغلقة بفعل الاصطدام، ثم سمعت صوت استغاثة من الجهة الأخرى، ففتحت الباب الخلفي الأيسر بالقوة".
وأوضح أنه تعرض لحروق شديدة من الدرجتين الأولى والثانية إثر انفجار المركبة أثناء محاولته إخراج الشاب المحتجز، حيث احترقت ملابسه وأصيب وجهه ويداه وساقاه.
وأضاف: "تراجعت للخلف بعدما التهمت النيران جسدي، فتولى زملائي المهمة، ومن بينهم مؤذن المسجد سعيد عطية الحميدي، وسلمان موسى الشدوي، وفيصل حسن الشدوي، وماجد عبدالله خماش، وتمكنوا من إخراج الشاب المصاب قبل أن تلتهمه النيران".
وتم نقل الناجي عبر فرق الهلال الأحمر، فيما نُقل ثلاثة من المنقذين إلى المستشفى بعد إصابتهم بحروق متفاوتة، كان أشدها لدى الزرعي وزميليه فيصل وسلمان.
وشهدت محافظة قلوة مبادرات تكريم واسعة لهؤلاء الأبطال من الأهالي والإعلاميين ورجال الأعمال ومؤسسات تجارية، عرفانًا بتضحيتهم النبيلة وموقفهم الإنساني النادر في سبيل إنقاذ روح، رغم المخاطر وشدة ألسنة اللهب.
أخبار متعلقة :