الكويت الاخباري

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على القطاع - الكويت الاخباري

 

كتب محمد الجمل:

 

يعيش سكان قطاع غزة تحت العدوان الإسرائيلي المُتصاعد، وما يرافقه من غارات، وقصف مدفعي، على جميع أنحاء القطاع، بينما تشتد المجاعة، ويُعاني النازحون جراء طول فترات النزوح.
"الأيام" رصدت مشاهد جديدة من العدوان وتداعياته، منها مشهد يكشف عن دس حبوب مخدرة شديدة الخطورة في طحين المساعدات الأميركية، ومشهد آخر تحت عنوان "180 ألف طن من المساعدات تنتظر خارج غزة"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان "سحق قطاع التعليم".

 

مخدرات في طحين الإغاثة

أكد مواطنون عثورهم على حبوب مُخدرة داخل أكياس طحين وصلت إلى قطاع غزة كمساعدات، جرى تسليمها في مراكز المساعدات الأميركية.
وأكد مواطنون أنهم عثروا على حبوب وعقاقير غريبة في قلب الطحين، وجرى تسليم بعضها للجهات الطبية والحكومية في قطاع غزة.
ونشر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة صوراً جديدة لحبوب مخدرة وجدها مواطن في كيس طحين بمدينة دير البلح، تسلمه من مراكز توزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية.
واعتبر المكتب ذلك جريمة بشعة تستهدف صحة المدنيين والنسيج المجتمعي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه وثق إفادات 4 مواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين.
وقال المكتب: "الأخطر من ذلك هو احتمال أن تكون بعض هذه المواد المخدرة قد طحنت أو أذيبت عمداً في الطحين ذاته، ما يرفع من حجم الجريمة ويحوّلها إلى اعتداء خطير يستهدف الصحة العامة بشكل مباشر".
وحمّل "الإعلامي الحكومي" إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة لنشر الإدمان، وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني من الداخل، ضمن سياسة ممنهجة تشكّل امتداداً لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن استخدام الاحتلال المخدرات كـ"وسيلة ناعمة" في حرب قذرة ضد المدنيين، واستغلال الحصار لإدخال هذه المواد ضمن مساعدات ومعونات، يعدّ جريمة حرب، وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني.
وخلّفت هذه الأخبار حالة من القلق لدى المواطنين في قطاع غزة، الذين باتوا أكثر حرصاً عند شراء الطحين، ويقومون بتفحصه جيداً، ومن ثم تنخيله، للتأكد من خلوه من العقاقير المخدرة.
و"أوكسيكودون" (Oxycodone) هو من أقوى أنواع المُسكّنات الأفيونية (Opioid Painkillers). ويُستخدم لتخفيف الآلام الشديدة والمزمنة، لدى مرضى السرطان أو بعد العمليات الجراحية الكبرى. ويُصنّف هذا الدواء كمادة مخدّرة شديدة الخطورة، إذ يمنح شعوراً بالمتعة والنشوة التي قد تؤدي إلى سوء استخدامه والإدمان عليه.
ويؤثر "أوكسيكودون" على مستقبلات محدّدة في الجهاز العصبي، ما يُسبّب الإدمان الشديد وانخفاضاً في معدل ضربات القلب، وضعف الوعي والإدراك، والاكتئاب التنفسي الخطير.
وكغيره من مسكّنات الألم الأفيونية، فإنّ هذا الدواء لا يُصرف إلا بموجب وصفة طبية. ويخضع للاتفاقات الدولية المتعلّقة بمكافحة المخدرات، وتفرض الدول حظراً شديداً على بيعه، ويقتصر وجوده في المستشفيات، ويُصرف ضمن شروط صارمة.

 

مساعدات تنتظر خارج غزة

مع استمرار المجاعة واشتدادها على قطاع غزة، ما زالت قوات الاحتلال ترفض السماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والعينية، وتتركها مكدسة خارج حدود القطاع.
وأكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن قطاع غزة يعيش أسوأ وضع له منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول 2023، ولا يوجد أي مصدر للغذاء في غزة اليوم سوى هذه المؤسسة التي أنشأها الاحتلال بدعم أميركي.
ولفت الشوا إلى أن المراكز التي توزع المساعدات هي مراكز أمنية هدفها سياسي هو تهجير سكان القطاع.
وأوضح أنه في الوقت الذي تشتد فيه المجاعة على قطاع عزة، يتواجد على حدوده نحو 180 ألف طن من كافة المواد الإغاثية، جميعها مكدسة عند المعابر مع غزة، ولا يُسمح بدخولها.
ووفق مصادر في عدة مؤسسات دولية، فإن هناك آلاف الشاحنات محملة بالطحين، والمعلبات، والمساعدات الغذائية تتوقف على معبرَي رفح وكرم أبو سالم منذ أسابيع طويلة، إضافة إلى شاحنات لحوم وبيض.
وبينت المصادر ذاتها أن كميات كبيرة من المساعدات والسلع الغذائية التي تنتظر على المعابر منذ أسابيع طويلة تلفت بالفعل، جراء تعرضها لأشعة الشمس، وجزء آخر عرضة للتلف في الأيام المقبلة، في حال تواصل إغلاق المعابر، ولم تسمح سلطات الاحتلال بدخولها إلى القطاع.
وشككت مؤسسات المجتمع الأهلي في غزة بدور المؤسسة الأميركية ومن يقف خلفها، ودعت إلى التوقف عن لعب دور مشبوه يندرج في سياق خدمة مخطط التهجير للشعب الفلسطيني والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
بينما أكدت وكالة الغوث الدولية "الأونروا" أن مستودعاتها خارج قطاع غزة مليئة بكميات من المساعدات تعادل 6 آلاف شاحنة، محذرة من تلفها، وقالت: إن "ترك الطعام يفسد والأدوية تنتهي صلاحيتها عمداً أمرٌ شنيع".
وجددت "الأونروا" انتقاداتها لنظام توزيع المساعدات الذي تقف خلفه إسرائيل والولايات المتحدة في قطاع غزة، واصفة إياه بـ"المهين"، خاصة أنه "لا يهدف إلى معالجة الجوع" الذي تسببت به إسرائيل.
وفي الأول من آذار الماضي، أعلنت إسرائيل قطع المواد الغذائية والطبية عن سكان غزة، ومنعت دخول شاحنات المساعدات بزعم "الضغط على حماس"، وهو ما أثار إدانة عربية واسعة وانتقادات دولية لهذه الخطوة.

 

سحق قطاع التعليم

مع استمرار العدوان الإسرائيلي، يتعرض قطاع التعليم في قطاع غزة لمزيد من الانتكاسات، وتتراجع فرص إعادة ترميم هذا القطاع، وتزيد صعوبات العودة لاستئناف العملية التعليمية في المستقبل القريب.
فما زال الاحتلال يعتبر قطاع التعليم من أبرز أهدافه، ويمُعن في استهداف هذا القطاع عبر مسارَين: الأول استهداف الطلاب والمعلمين والأكاديميين، والثاني استهداف المؤسسات التعليمية من مدارس، وجامعات، وحتى رياض أطفال.
ووفق آخر الإحصاءات الرسمية، فقد استشهد في قطاع غزة منذ بداية العدوان نحو 16 ألف طالب وطالبة، وقرابة 800 معلم، وهو ما يعادل خسارة 25 مدرسة بطلبتها ومعلميها.
كما تم تدمير أكثر من 905 مدارس في غزة، ومن أصل 307 مبانٍ مدرسية حكومية تضرّر أكثر من 290 مبنى كلياً، فيما تحوّلت البقية إلى مراكز إيواء.
وحسب الإحصاءات الرسمية، فإنه وخلال أكثر من 20 شهراً من الحرب، لم يتمكن طلبة غزة من التقدم لامتحانات الثانوية العامة، حيث بلغ عدد طلبة عامَي 2022/2023 نحو 78 ألف طالب، استُشهد منهم 4,000، وغادر 4,000 آخرون خارج البلاد، ليبقى 70 ألف طالب وطالبة بحاجة للتقديم، كما حُرم حوالى 608 آلاف طالب وطالبة من حقهم بالتعليم المدرسي.
واعتقلت قوات الاحتلال المئات من طلبة المدارس والجامعات والكوادر التعليمية منذ بداية الحرب، دون وجود إحصائية دقيقة حول تلك الأرقام.
بينما أكدت وكالة الغوث "الأونروا" أن الغالبية العظمى من مدارسها تحولت إلى ملاجئ مزدحمة تؤوي مئات الآلاف من الأسر النازحة، فيما لم تعد صالحة للتعلم.
وحذرت "الأونروا" من خطر ضياع جيل كامل بسبب الحرب وتوقف العملية التعليمية، حيث قالت: إن ذلك "يغذي مشاعر الاستياء والتطرف".
بينما قالت دراسة، أجراها "مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات الفلسطيني" بدعم من "تحالف أطفال الحرب" على عينة تضم 504 عائلات: إن 96% من الأطفال يشعرون بأن الموت وشيك، فيما يظهر 87% منهم الخوف الشديد، بينما يتجنب 77% الحديث عن الظروف الصادمة.
وأشارت الدراسة إلى أن النزوح المتكرر وحرب الإبادة جعلا الأطفال أكثر ضعفاً، ويعانون من "أزمات نفسية حادة".

 

أخبار متعلقة :