كتب خليل الشيخ:
"شعرت وكأن زلزالاً هز المنطقة، ومعه استيقظت وأنا أختنق من دخان ناجم عن حريق طال خيمتي، فتحاملت على نفسي لإنقاذ أطفالي ونقلهم إلى مكان بعيد"، هكذا قال النازح ناصر قديح (34 عاماً) وهو يصف اللحظات الأولى لاستهداف خيام بعض النازحين في منطقة "الأهرام" بمواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأضاف: "لم أكن أستوعب أنا وزوجتي ما الذي حصل، ومن دون وعي أو إدراك حاولنا تفقّد جسدَينا وأجساد أطفالنا من أثر القصف، مستخدمين أضواء هاتفَينا لإضاءة المكان، وسط الشعور بالخوف والهلع ورائحة البارود والدخان تزكم الأنوف".
ويعتبر قديح، وغيره من النازحين، أن أصعب ما يواجهونه هو تعرض خيامهم لشظايا صواريخ وقذائف مدفعية أثناء الليل وهم نيام، مشيراً إلى أنه من المفترض أن تكون منطقة نزوحهم آمنة.
وكانت قوات الاحتلال قصفت، الليلة قبل الماضية، تجمعات الخيام في منطقتَي "الأهرام" و"اللسان" غرب خان يونس والقرارة دون سابق إنذار، متسببة باستشهاد وإصابة عشرات النازحين، من بينهم الدكتور موسى خفاجة وعائلته.
من جهته، قال فائق أبو عمرو (45 عاماً) النازح من حي الشجاعية في مدينة غزة إلى منطقة "اللسان": إنه تم استهداف خيمتين تبعدان عنه نحو 20 متراً، مشيراً إلى أن خيمته تعرضت للتمزيق والتلف دون أن يصاب أي من أطفاله.
وبيّن أن هذا القصف، الذي وقع مساء أول من أمس، لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه قصف مماثل تسبب بإصابة نحو عشرة مواطنين نقلوا على إثره إلى المستشفى.
كما تسبب قصف، استهدف تجمعاً للمواطنين قرب مخيم للنازحين في منطقة كلية الرباط غرب خان يونس، بإصابة ستة مواطنين بجروح بالغة، وجميعهم من أصحاب الخيام.
بدوره، اعتبر الشاب عبد الحليم أبو صقر، الذي ينزح في منطقة "المواصي" عند شاطئ القرارة، أن قدوم الليل يحمل معه الرعب والخوف، مشيراً إلى أن الجميع يرصدون تحليق طائرات الاستطلاع وطائرات "إف 16" وطائرات "كواد كابتر"، ويتوقعون قيام هذه الطائرات بالقصف في أي وقت، لكن القصف قد يقع بعد منتصف الليل والناس نيام.
ولفت أبو صقر إلى أنه وفي مرات عدة توجهوا للنوم وهم يراقبون هذه الطائرات، واستيقظوا على صوت إسعاف حضر لنقل شهداء ومصابين من جيرانهم.
واشتكى هؤلاء من تعرض مناطق نزوحهم للخطر الشديد بسبب هذه الاستهدافات، التي غالباً تحدث في ساعات الليل، بمشاركة الزوارق الحربية والطائرات.
وذكروا أنهم يتوقون للانتقال إلى مكان آمن، لكن إبلاغهم عن الضيق وعدم وجود مساحات نزوح خالية يجعلهم يتراجعون.
وقالت مصادر محلية: إن الأيام الماضية شهدت عدة استهدافات لخيام النازحين المكتظة بالأطفال والنساء.
وبيّن المواطن "سعد الله"، في الخمسينيات من عمره، أن خيمته أُحرقت بسبب سقوط شظايا صاروخية ناجمة عن استهداف إسرائيلي لموقع قريب من مخيم "صمود" للنازحين.
وقال: في حادثة سابقة استهدفت طائرات الاحتلال ثلاث خيام بقنابل من طائرة "كواد كابتر" كانت تحلّق في السماء، لافتاً إلى أن القصف تسبب باحتراق الخيام وإصابة مَن فيها دون الإبلاغ عن وقوع شهداء.
أخبار متعلقة :