كتب خليل الشيخ:
"مدام بدهم يعملوا اتفاق هدنة ليش برحلونا وبجبرونا على ترك بيوتنا".
هكذا عبرت المواطنة "أم عادل" عن سخطها وغضبها بعد ساعات من نزوحها إلى غرب مدينة غزة.
وقالت أم عادل بنبرة من الغضب والتوتر: "بقولوا للناس اذهبوا إلى المناطق الآمنة وهما نازحين بضربوهم قذاف والصواريخ ومنهم ما يزالون بداخل البيوت يستعدون للرحيل".
وكثفت قوات الاحتلال من عدوانها على المواطنين في مناطق: التفاح، الزرقا، يافا" الواقعة أقصى شمال مدينة غزة خلال اليومين الماضيين.
وتُسمع أصوات الانفجارات القوية خلال ساعات الليل والناجمة عن نسف البيوت والمباني بالإضافة إلى استهدافات تجمعات المواطنين النازحين خلال الليل.
وأضافت "أم عادل" في الأربعين من عمرها التي وصلت عبر عربة يجرها حصان فجر أول من أمس إلى غرب غزة قادمة من منطقة "الزرقا": "كناش بدنا ننزح وقلنا كلها كم يوم وبهدى الوضع وبتصير هدنة بس يبدو كل الكلام كذب واليهود بدهم يرحلونا إلى الجنوب".
وقالت إن زوجها أخبرها بأنه سيتبعها بعد ساعات لكنه لم يصل بعد، وقد أبدت قلقها عليه من أثر تزايد القصف الجوي والمدفعي، مواصلة العناية بأطفالها الأربعة.
وأضافت: "أم عادل": خايفة يكونوا قصفوه وهو نازح أصلاً كانوا يقصفوا بشكل كبير ومتواصل طول الليل.
وبعد وقت قصير وصلت عربة أخرى محملة بالكثير من المقتنيات والأدوات المنزلية التي تعود لأسرة "عاشور" وعليها يجلس مجموعة من الأطفال الذين بدوا خائفين ومتعبين.
قال أبو العبد (43 عاماً) وهو رب الأسرة: "أجبرونا على النزوح منتصف الليل وعبين مطلعنا زاد القصف وصاروا يقصفوا بالناس وهما طالعين على الطريق".
وأضاف: "لم يكن ما يستدعي استهداف الناس وغالبيتهم من الأطفال والنساء أصلا كانوا هاربين من القصف وخايفين تصيبهم الشظايا، معرباً عن استهجانه من إجبارهم على النزوح بينما تدور أنباء عن الهدنة ووقف إطلاق النار بحسب قوله.
وتساءل كيف من جهة يدعي الاحتلال أنه يحذر الناس ويطلب منهم النزوح خوفاً على سلامتهم وكيف يقصفهم على الطريق أثناء نزوحهم، مؤكداً أن ما جرى أثار خوف وسخط هؤلاء المواطنين.
ارتأى هؤلاء أن لا يقيموا خيامهم وسينتظرون عدة أيام كي يتبين إن كانوا سيواصلون النزوح غرب غزة أو سيعودون إلى منازلهم في منطقة "الزرقا".
وقال نازحون في أحاديث متفرقة لـ"الأيام" إن قرار ترحيل الناس من تلك المناطق كان مفاجئاً فغالبيتهم توقعوا أن يتم الإعلان عن الهدنة دون أن تصلهم أوامر النزوح.
وقال المسن "أبو علي" (70 عاماً) الذي سبق نازحي "الزرقا" بعدة أيام: أن إجماع السكان بعدم النزوح رغم سماعهم أصوات قصف يتبدد مع تزايد استهداف المنازل فوق رؤوس ساكنيها أو تناثر شظايا القصف على المنازل.
أضاف لـ"الأيام": "بالأمس شن الاحتلال أربع غارات جوية متتالية وهو ما يعرف بالحزام الناري استشهدوا ناس وأصيبوا آخرون، مشيراً أن لا أحد ينظر إلى أحد عندما يسقط على الأرض، فالمشهد يكون قاسياً ومرعباً مع كثر القصف".
أخبار متعلقة :