الكويت الاخباري

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان على غزة - الكويت الاخباري

 

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتنقلت بين مخيمات النزوح، ونقلت مآسي وقصص المعاناة.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام"، مشهد تحت عنوان: "العيش بلا مقومات حياة"، ومشهد آخر يوثق استهداف الاحتلال للمؤسسات الدولية، ومشهد ثالث يرصد تفاقم المجاعة في القطاع.

 

العيش بلا مقومات الحياة
ما زالت آلاف الأسر التي نزحت إلى مناطق المواصي غرب محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، تعيش حياة بائسة، ويفتقد أفرادها لأدنى مقومات الحياة.
فغالبية المواطنين، خاصة الذين تعرضوا للحصار، أو نزحوا تحت وقع القصف والغارات، فروا "بطولهم"، دون أن يأخذوا معهم أي شيء، وتركوا حاجياتهم، وملابسهم، وأثاثهم خلفهم في المنازل، ولم يستطيعوا جلب حاجيات أخرى تعينهم على رحلة النزوح.
وقال المواطن محمد فضل، إنه اضطر للنزوح عن منزله في حي تل السلطان غرب رفح، جنوب القطاع، تحت وقع القصف وإطلاق النار، دون أن يأخذ معه أي شيء، فحتى الملابس والأغطية تركها خلفه، ومنذ وصوله إلى منطقة المواصي قبل حوالى شهر، يعيش وأسرته من دون أي مقومات للحياة، وبالكاد استطاع توفير قطع من القماش و"شادرين"، ودعامات خشبية، وأقام خيمة بدائية.
وبيّن أنه يفتقد لكل شيء، فلا يوجد لدى أسرته فراش كافٍ، ولا أغطية، ولا يتوفر لديهم أوانٍ منزلية، ولا موقد، ويعيش حياة بائسة.
وأوضح أن بعض الجيران والأصدقاء وفّروا له من خيامهم بعض المستلزمات، لكن ما زال ينقصه الكثير، ولا يتوفر لديه مال لشراء ما ينقصه، خاصة في ظل شح السلع في الأسواق، وارتفاع أسعارها.
في حين قال المواطن إبراهيم عبد الهادي، إنه نزح من رفح وترك خلفه كل شيء، ومنذ أكثر من 3 أسابيع وهو يحاول توفير بعض مقومات الحياة لأسرته، واقترض مبلغاً من المال لشراء خيمة، وبعض الفراش، لكن ما يتوفر لديه أقل بكثير مما تحتاجه أسرته، وناشد جهات الاختصاص أن توفر له بعض المتطلبات لكن دون أن يلتفت أحد لمعاناته وغيره من النازحين حتى الآن.
وأشار عبد الهادي إلى أن النزوح دون توفير مقومات الحياة أمر صعب وشاق، خاصة في ظل المجاعة، وقلة الأكل، وهو بحاجة يومية لحطب وخشب لطهي الطعام وإنضاج الخبز، ويعاني من فقر حاد وعدم امتلاكه المال.
وبيّن أنه يتمنى لو عاد إلى منزله في رفح ولو لساعة واحدة، لجلب بعض الحاجيات التي تركها، وقد حاول ذلك بالفعل، ووصل إلى الأطراف الجنوبية من محافظة خان يونس، محاولاً دخول رفح، لكن المواطنين نصحوه بعدم المجازفة، فكل الذين حاولوا دخول رفح قبله جرى استهدافهم وقتلهم من المُسيّرات.

 

استهداف المؤسسات الدولية
ما زالت حرب الإبادة الإسرائيلية متواصلة على قطاع غزة بوتيرة عنيفة، ودون مراعاة لأي اعتبارات، حتى إن المؤسسات الدولية والإغاثية، التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات، كانت في دائرة الاستهداف طوال الفترة الماضية، رغم أنها مشمولة بحماية دولية مضاعفة.
وأدت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مقار وموظفين أمميين ودوليين، إلى سقوط ضحايا في صفوفهم بعضهم أجانب، ما أثار الرأي العالمي ضد إسرائيل، واتهامها بتعمد استهداف تلك المؤسسات بهدف تقويض جهودها، ودفعها لوقف أنشطتها في قطاع غزة.
واستهدفت قوات الاحتلال في التاسع عشر من آذار الماضي مقراً تابعاً للأمم المتحدة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عنه استشهاد موظف وإصابة 5 آخرين.
وسبق أن استهدفت قوات الاحتلال عدة مقار ومركبات تابعة لوكالة الغوث "الأونروا"، كما استهدفت مركبتين على الأقل تابعتين للمطبخ العالمي، ومقار مؤسسات دولية وإغاثية، منها مقار للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكدت اللجنة أن مقرين تابعين لها تعرضا للقصف في قطاع غزة في وقت سابق، موضحة أن الحادثتين وقعتا رغم وجود علامات مميّزة واضحة على المباني، وإبلاغ جميع الأطراف بهم بشكل منتظم.
واعتبرت اللجنة أن هذه الحوادث تُسلّط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المدنيون والطواقم الطبية والعاملون في المجال الإنساني في قطاع غزة.
وأكدت أن هذه الحوادث تؤثر على قدرتها على توفير الحماية والمساعدة الأساسيتين لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، ما يُسهم في استمرار تقلّص مساحة العمل الإنساني.
وأدانت اللجنة "أي عمل يُعيق قدرتنا على أداء عملنا ويُعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر".
من جهتها، أكدت منظمات حقوقية محلية ودولية أن الهجمات ضد المؤسسات الدولية منظمة ومقصودة، فجميع المؤسسات أعطت إسرائيل، في وقت سابق، إحداثيات بأماكن عملها، ومركباتها عليها شارات واضحة، لدرجة أن بعض المؤسسات تُرسل لجيش الاحتلال خطوط سير مركباتها في قطاع غزة، لتلافي استهدافها، رغم ذلك تكررت عمليات الاستهداف بشكل متعمد.
وبينت المنظمات الحقوقية أن ما يحدث هو استخفاف تام بتلك المؤسسات وتعمد في الاستهداف، وهذا يُشكّل جريمة حرب، تستوجب المحاسبة.

 

المجاعة تدخل فصولاً جديدة
شهدت المجاعة المتواصلة في قطاع غزة فصولاً جديدة، أكثر سوءاً، مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية، ومنع وصول الغذاء والوقود للقطاع.
وزاد توقف المخابز عن العمل، التي كان يدعمها برنامج الغذاء العالمي، بسبب نفاد الطحين، ونفاد الوقود، خاصة غاز الطهي، من وقع المجاعة، وباتت العائلات في غزة تبحث عن الخبز والطحين، في ظل ارتفاع أسعارهما على نحو كبير.
وجهر مواطنون ونازحون بالشكوى جراء نفاد الغذاء، بينما تعالى صوت مؤسسات أممية وإغاثية، مطالبة بالسماح بتدفق المواد الغذائية للقطاع.
وتوقفت وكالة الغوث الدولية "الأونروا"، عن توزيع الطحين ضمن الدورة الرابعة، بعد نفاد مخزونها، وتعذر نقل المزيد من المساعدات، إذ كانت "الأونروا" وصلت في التوزيع للأسر التي بلغ عدد أفرادها 7 ثم توقفت.
كما جرى تجميد توزيع المعونات الغذائية، من قبل غالبية المؤسسات الإغاثية، وباتت حاجة العائلات للغذاء كبيرة، والمواطنون في مخيمات النزوح يتضورون جوعاً.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن نحو مليوني شخص، غالبيتهم من النازحين، يعيشون حالياً من دون أي مصدر دخل، ويعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.
ونبّه البرنامج إلى ما وصفه بـ"الخطر المتزايد" الذي يهدد مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، في ظل التناقص الحاد للمخزون الغذائي، ما يُنذر بحدوث كارثة إنسانية وشيكة.
وأشار البرنامج إلى أن هذا الوضع الخطير يتزامن مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية، ما يُعيق بشكل كامل وصول الإمدادات الغذائية الضرورية إلى داخل القطاع المحاصر، وأكد أن غزة بحاجة ماسة إلى تدفق فوري ومستمر وغير منقطع للغذاء لتفادي انهيار كامل في الأمن الغذائي.
وقال المكتب الحكومي في غزة، إن القطاع على شفا كارثة إنسانية وسط استمرار الإبادة الجماعية والصمت الدولي.
وأضاف، "يواجه أكثر من 2.4 مليون فلسطيني كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواصل الاحتلال تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والقتل اليومي بحق المدنيين العزل، دون أي رادع من المجتمع الدولي".
وحذر من ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، خاصة بين أكثر من مليون طفل وكبار السن في القطاع، جراء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
كما حذر المكتب الإعلامي من مخاطر سياسة التعطيش التي تنتهجها إسرائيل في غزة، عبر تدمير آبار المياه وعرقلة حصول المدنيين على المياه.

 

أخبار متعلقة :